” إنها صرخة في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح، قد تذهب غدًا بالأوتاد”.
لا يوجد تعبير أبلغ يصف لسان حال رئيس الوزراء في مقاله “صرخته” التي أطلقها اليوم من هذا القول.
صرخة بن دغر حملت تحذيرا مجلجلا “لوجه الله، ولأخوَّة صادقة” وسكب حرقته الدامية التي طفحت من صدره المثقل في كلمات تتلوى موجوعة جراء الخذلان والتحديات المخيفة الداهمة وبدا في مقالته حزينا مثقلا بخذلان لاتخطئه عين، حمل عنوان يهتف بحشد “الأخوة الصادقة”. الأخوة غير المشروطة أو التي ترهن هذا المعنى العظيم في موقف يتنافى مع القيم السامية لمبدأها الخير حتى خالني أن بن دغر سكب حبر مقاله دمعا ملهوبا على ناصية ورقة قلبه الرهيف الطيب.
عرف بن دغر بدبلوماسيته وحكمته وهدوءه في تناولاته التي لايفهمها إلا العقلاء، لكن شيئا من وجعه قد ضاق به مجرى شرايين قلبه المحب، فآثر الخروج ملهوبا صادقا مطلقا تحذيره الصادق.
طالب بن دغر “اخوتنا” و “جيراننا” في التحالف العربي بإنقاذ الريال اليمني من الإنهيار المتسارع أمام العملة الصعبة، انهيار ينذر بكارثة إنسانية لن يسلم من تبعاتها المدمرة قريب أو بعيد.
قال الدكتور بن دغر إن “الوديعة، وتوفير المشتقات النفطية للكهرباء فقط، (ولاحظوا كلمة فقط)، إجراءات كافية لإنقاذ الريال اليمني واليمنيين من الإنهيار، كما تعزز التحالف في مواجهة الأعداء والخصوم تلك حقائق من الأهمية بمكان إدراكها”.
مطالب بسيطة تطلبها حكومتنا من أشقائنا لوقف هدير قدوم كارثة داهمة .
هتف بكم بن دغر ، مؤملا أن يجد هتافه المكلوم أذن صاغية تعي الخطر المحدق والداهم الذي يتهدد اليمن ويتهدد جيرانه قبل أن يبح صوته.
رمى بن دغر بمناشدته العاجلة في وادي الوطن السحيق ومضى، والخشية أن تتجاهلوا صرخته المجلجلة الممهورة بأسى واضح لاتخطئه أذن عاقل لبيب.
استمعوا لبن دغر قبل فوات الأوان وقبل أن تذهب الأوتاد فتسقط خيمة الوطن الكبير على رؤوس الجميع فتضيع مقاصد العاصفة لتحل محلها مصيبة على الجميع لانعلم لها منتهى!