مع تصاعد الاحداث الأخيرة في العاصمة المؤقتة عدن الباسمة تزايدت الانتقادات العاطفية والانفعالية وغير الواعية لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي حفظه الله ورعاه، وبنفس الطريقة اخذت الأقلام والالسن الحداد توجه النقد لفخامة الرئيس بعد الاحداث الدامية والانقلاب المشؤوم الذي شنه الحوثي وبتعاون وتسهيل واضح من الرئيس السابق علي عبد الله رحمه الله وغفر له خطيئته الكبرى التي أثقل بها كاهل اليمنيين بكارثة الحوثي المعروفة.
مع الأسف الشديد يبتعد المغردون والمنتقدون في وسائل التواصل الاجتماعي والواتس اب وحتى في أعمدة الصحافة عن الأسباب الحقيقية للمشكلة وعن المسببين الحقيقين ويركزون على فخامة الرئيس هادي وكأنه الذي يحرك الحوثيين والمؤتمريين والاصلاحيين والسلفيين والحراكيين والاماراتيين والسعوديين والامريكيين والاوربيين والعفاشيين والحضرميين والشبوانيين والقاعدة والدواعش والشياطين والملائكة وحتى القمر والنجوم والسحاب والتغير المناخي.
المبالغة والمزايدة والعاطفة والانفعال والغضب وعدم الوعي والادراك هو الذي يحرك بنان أولئك المنتقدين ليصبوا جم غضبهم على فخامة الرئيس هادي محملينه كل ما يحدث في صنعاء ومارب وشبوة وعدن وتعز وهي مأساة تذكريني بأحداث عمران ودماج والانتقادات التي تعرض لها هادي وكأنه الذي سلم عمران للحوثيين واخرج السلفيين من دماج ثم أتت احداث صنعاء ليتم توجيه اللوم الى الرئيس هادي وكأنه الذي سلم صنعاء للحوثيين مع العلم ان صالح هو من فعل ذلك لكن اللوم اتجه صوب هادي ولا شيء غير هادي. أتذكر بعد دخول الحوثيين صنعاء ان فخامة الرئيس هادي قال بشكل واضح ان مؤامرة دولية وإقليمية كبرى اشتركت فيها قوى محلية انتهازية كانت السبب في تسليم صنعاء للحوثيين وقد رفض هادي حينها فرضية ان تكون صنعاء قد سقطت بيد الحوثيين قائلا لم تسقط صنعاء ولكن سلمت للحوثيين تسليم جاهز وأوضح انه كان غير قادر على فعل اي شيء وان الامر خرج من يده لان البياع والمشتري كما يقول المثل الشعبي اليمني جلاب الإبل والضميد، فلا تلموا هادي ولوموا أنفسكم ولوموا من تآمر وتواطئ وخطط ودبر وتنكر فقتل كيف قدر؟
وفيما يخص احداث مدينة عدن المؤسفة، لا ينبغي ان نلوم هادي ونترك المتورطين الحقيقيين في مأساة عدن، لأننا بذلك نعطي صك براءة لكل أولئك الذين خططوا ودبروا وتآمروا وحرضوا وهيجوا ودعوا الناس لغزو مدينة عدن واسقاط حكومة الجوكر والسياسي المحنك والرصين الدكتور احمد عبيد بن دغر، الذي واجه المؤامرة بصبر وحكمة وشجاعة ورجولة قائلا لا خير في منصب يكون ثمن البقاء فيه دماء الأبرياء واشلاء البسطاء، وتلك رسالة كبيرة لمن يفهمها ويدرك معانيها ودلالاتها، من وجهة نظري الخاصة أرى ان فخامة الرئيس هادي قد تصرف بأعلى درجات المسؤولية السياسية والحكمة القيادية عندما دعا كافة التشكيلات العسكرية والأمنية الى وقف اطلاق النار واحترام السلطة الشرعية.
ان الحد الأدنى من الحيادية والانصاف تتطلب منا التحلي بالقول الفصل وتوجيه اللوم في احداث عدن الى أولئك الذين اججوا الفتنة وايقظوها وهي نائمة واستدعوا الناس من كافة المحافظة لاجتياح عدن واسقاط الحكومة الشرعية، كما فعل الخوارج في زمن عثمان بن عفان وكما فعل الحوثيين في غزوهم صنعاء بذرائع وهمية كاذبة اتضح للناس زيفها وكذبها فيما بعد، لكن بعد ان وقع الفأس بالرأس، لقد واجه فخامة الرئيس هادي احداث عدن بخبرة القائد الحكيم وحاول قدر الإمكان تجنيب البلاد مزيدا من سفك الدماء، ولذا يجب علينا ان نشكر فخامته لا ان نلومه كما يفعل البعض الذين يريدون من هادي ان يعلن الحرب والتعبئة العامة لإعادة سيناريوا يناير عام 1986م. حفظ الله فخامة الرئيس واعانه على ما هو فيه ووفق الله رئيس الحكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر الذي اذهل الجميع برجاحة العقل والاتزان والحكمة وضبط النفس عند الغضب.