توفيق علي
دعوات السلام من رجل صادق
الاثنين 12 مارس 2018 الساعة 22:57

 

في ظل الأحداث المتسارعة، نتذكر ماحذر منه رجل السياسة الصادق، والحكمة التي يغفل عنها البعض اليوم، رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مقال له نشره منتصف العام الماضي حذر خلاله من دعوات الفوضى والعنف التي بدأت بوادرها تظهر على سطح الأحداث، كما دعا إلى الالتفاف حول شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. أكد فيه على وحدة الصف والعمل من أجل استقرار أمن عدن وأهلها وساكنيها ومستقبلها المهدد بالضياع.

كانت دعوات صادقة بحق، نابعة من قلب رجل محب لوطنه، كما عهدناه عن قرب، وأخلص له ولقضاياه كما أخلص بذات القدر للرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومشروعه الوطني، مشروع كل اليمنيين، وضل في عدن  والمحافظات المحررة مجاهداً مكافحاً رغم حقول الالغام التي نشرت في طريقه، حتى تمكن من انتشالها من واقع مؤلم إلى واقع افضل حالاً وأمنا واستقرارا.. 

لقد أعاد بن دغر الاعتبار لمؤسسات الدولة ووفر الخدمات وصرف المرتبات وأصبحت عدن عاصمة مؤقتة لكل اليمنيين بعد إعادة تشغيل مطارها ومينائها ونقل البنك المركزي والوزارات اليها وتفعيل عمل السلطة القضائية.. ونجح في تحسين خدمات الكهرباء والمياه والصحه والتعليم والطرقات على نحو ملحوظ، ليس عدن فحسب، بل وجميع المحافظات المحررة دون استثناء. 
ابناء عدن والمحافظات المحررة وحدهم يدركون جيدا ماحققته لهم حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وكيف كان واقعهم قبل تعيين رئيس الوزراء رئيس الحكومة في ال3 من يوليو 2016 وما قبلها. وحدهم يدركون كيف كانت عدن حين عاد لها رئيس الوزراء بتكليف من فخامة الرئيس، في الوقت الذي كانت القاعدة تحتل بعض مديرياتها والمرض يقتل اطفالها والكهرباء خرجت تماما عن الخدمة لأسباب كثيرة. يدرك ابناء عدن، والمحافظات المجاورة، كم من فتنة أطفأ بن دغر نيراها، فقط أريد لها أن تعيد عدن إلى مربع القتل والحرب المناطقية. خاطبهم بعقله وضميره وإنسانيته وخبرته السياسية، فيما خاطبوه بأسلحتهم ومدافعهم وعنصريتهم المناطقية وحقدهم المناطقي الطافح على الرئيس هادي ومشروعه الوطني ونفذوا مخطط "يناير" الدامي ليشكل انتكاسة أخرى لعدن وأهلها ويمنع عنهم الكثير من الخير والمشاريع الخدمية. سأعيد نشر مقال لدولة رئيس الوزراء لعل هناك من يتعض أو القى السمع وهو شهيد:  


حافظوا على عبدربه أو ابشروا بعبد الملك.


د.أحمد عبيد بن دغر*

أما وقد عدتم، فقد أصبحت أمامكم مسؤولية وطنية، ولاعتبارات كثيرة،  أنتم شركاء في الإحتفاظ بحالة الإستقرار في عدن، أمن عدن الذي حرصنا عليه طوال الفترة الماضية غدوتم في هذه الساعات شركاء فيه، كما كنتم دائماً. وحياة الناس التي تمضي شيئاً فشيئاً نحو الأفضل أنتم معنيين باستمرارها. والأمر يعني الآخرين بنفس القدر.

لا يمكن لأحد ملكٓ السلاح والمال والرجال والدعم أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن. الكل يغدو في هذا الظرف الحرج وربما المتفجر مسؤولاً أمام مواطني عدن، ومعنياً بأمن مواطني لحج وأبين والضالع، بل وبأمن اليمن عموماً. المشاعر متأججة، وهناك من لا يدرك خطورة الوضع، والعدو الحوثي وصالح يدفع باتجاه الصدام بين طرفي الصراع التقليديين.

العداوة والبغضاء والكراهية بعثت من جديد وبصورة أبشع، والصراع على النفوذ في عدن يمضي نحو الذروة. - نعم صراع نفوذ- جولة جديد من الصراع الغبي يجري التحضير لها، فإما أن تساعدوا على لجمها وإما أن تكونوا أداتها وحطبها وضحيتها. لا يلقي بيده للهلاك إلا جاهل، ولا يسكب الزيت على النار إلا من فقد عقله. ولا تنسوا أن الكل في حالة حرب مع الإرهاب.

لماذا الصراع على النفوذ في عدن مع إمكانية تحقيق الشراكة، والتوفيق بين المصالح المتعارضة، فكما للضالع حق في التواجد في عدن، وفي ممارسة السلطة الحق ذاته لأبين. ولأبناء عدن أيضاً المنسيين دائماً وكذلك القادمين من محافظات أو مديريات أخرى.

الأمر ذاته ينطبق على الثروة. الشراكة ومراعاة مصالح الآخرين قيمة عند من انكوى بنار الحروب، ولاشك أن الخروج من دائرة العنف، هو ما سيمنح عدن المستقبل الذي تتمناه. لابد من اعادة الاعتبار للمصالح المشتركة. فإدارة  المصالح مع الآخرين شيئ، وإقصاءهم شيئ آخر.

لنقرأ بعض تفاصيل المشهد، كلما حاولتم أضعاف الشرعية في عدن، أو النيل  من الرئيس المنتخب، كلما مهدتم الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين، وبذلك تكونوا قد خدمتم أعداء الأمة، وتكون طهران قد ربحت الحرب في اليمن دون طلقة. هاهم (الحوثيين وصالح) على بعد مئة وخمسين كيلو من عدن، وهم أيضاً لازالت لديهم بعض القدرة على خوض المعركة. ولاعذر لمن لم يتعض من ماضية.

رشدوا برامجكم يوم الجمعة القادمة، وامنعوا الطائشين من استفزاز الآخرين، احفظوا الدماء، واسلموا الأرواح، وتقبلوا الاختلاف. حافظوا على عبدربه، حتى ييسر الله لليمن مخرجاً مما هي فيه، فهو الرابط المتبقي في مجتمع يتفكك، ويفقد كل يوم شيئاً من أمنه وسلامه، وتمهلوا حتى يحقق التحالف والشرعية الأهداف المتوخاة من العاصفة، أو ابشروا بعبدالملك يطرق الأبواب.

*رئيس مجلس الوزراء 
عدن- 4يوليو 2017

المقالات