د عبده سعيد المغلس
فخامة الرئيس هادي وحتمية النصر
السبت 5 مايو 2018 الساعة 19:49
تعودنا في الأحداث التي مر بها الوطن، عبر تاريخ صراعه، حول السلطة والثروة، أن يتم حسم الصراع، بين الأطراف المتصارعة، عبر استراتيجيات تنتهج تصفية الخصوم بالضربة القاضية، عن طريق القتل بطرق مختلفة، أوالقوة العسكرية والبطش والسجن، يدفعهم ويحركهم لهذا، شغفهم بالسلطة وهدف الوصول اليها.
في الصراع الأخير، منذ تسلم فخامة الرئيس هادي، مقاليد الحكم في اليمن، يجد الباحث المتابع، أن الرئيس هادي، ليس كسابقيه، فقد تميز بشخصية متمكنة، جمعت بين سعة الإطلاع، والمعرفة التاريخية، والتخصص في الفنون العسكرية واستراتيجياتها، لذا خط لنفسه إستراتيجية مختلفة للمواجهة، تختلف عن كل سابقيه، ووفق متابعتي وتحليلي لطبيعة الصراع، فلقد قامت استراتيجية فخامة الرئيس هادي، في مواجهة خصومه، على مبدأ أساسي، بأن اليمن الأرض والإنسان، لا يحتمل المزيد من صراعات متتالية لثارات الموت، حول الصراع على السلطة والثروة، كما اعتمدت أيضاً على بعدين متميزين هما:
الأول: سياسة استبعاد النصرعن طريق عنف الضربة القاضية.
وذلك باستبعاده للعنف والتصفية، والقوة العسكرية، ومحركه الأساسي لذلك عدم شغفه وتمسكه بالسلطة، حيث يعتبر أول رئيس حكم اليمن، عمل على تحديد وتوثيق، توقيت وشروط تسليمه السلطة، لصاحبها الحقيقي الشعب اليمني، بعد أن ينتخب رئيسه الجديد، وفق آلية انتخابية جديدة، تمنع قوى النفوذ والهيمنة والفيد والإخضاع والمال من الإستحواذ عليها، وتحت مشروع جديد لليمن الإتحادي، يكفل حل الصراع الأبدي، لليمنيين حول السلطة والثروة، التي عمد مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة على تحقيقه، من خلال التوزيع العادل للسلطة والثروة ولولا الإنقلاب لكنا نعيش المشروع وخيره.
الثاني: سياسة النفس الطويل مع الخصم والنصر بالنقاط.
كما إن فخامة الرئيس هادي، يتصرف بكونه صاحب رسالة ومشروع لليمن، يهدف من خلاله لإغلاق ملفات الماضي وصراعاته وثاراته، جعل نصب عينيه وتفكيره، رسالته ومشروعه، بقيام اليمن الإتحادي بأقاليمه الستة، ولن يقام هذا المشروع، بمزيد من الصراع وتوليد الثارات، وتعامل مع كل معارضيه وخصومه بهذه المسؤولية، واعتبرهم جزء من المشروع الوطني، وأتاح لهم فرصة المشاركة للمساهمة في بناء وطنهم، ولإثبات وطنيتهم وبأنهم يعملون لصالح اليمن الوطن والشعب، وليسوا أدوات لمشاريع غير يمنية، وكان يدرك بأن خصومه مجرد أدوات لمشاريع غير وطنية، أسسوا لخصومتهم له، برفضهم لمشروعه الوطني الذي يخرج باليمن من مصاف الفقر والتبعية إلى الريادة، لكنهم لا يعلنون ذلك بشكل مباشر، بل يرفعون شعارات وطنية، ويقدمون أنفسهم كمشاريع وطنية، ولهذا تم إستدراجهم لحلبة صراع مشروع الدولة الإتحادية، وجعلهم يُنهكون قواهم، ويفضحون مشاريعهم وأدوارهم، وهاهم ينهزمون بالنقاط تباعاً، الواحد تلو الأخر، وعلى رأسهم المشروع الحوثي الإيراني، وتتعرى مشاريعهم للشعب اليمني وللإقليم والعالم، وفي نفس الوقت فإن شرعيته ومشروعه تحقق الإنتصارات واحدا تلو الأخر.
إقرأوا الأحداث وتابعوها، لن تجدوا منتصراً واحداُ واجه شرعية الرئيس هادي ومشروعه، فلقد أختارته العناية الإلاهية ليقود اليمن ليصنع مجده.
الخلاصة:
ثقوا بشرعيته ومشروعه وحتمية النصر، فمسيرة انتصاراته، تؤكد تأييد الله له، لأنه حقق إيمانه بالله وإيمانه بعمل الخير لوطنه بإنقاذه من صراعات التسلط والتاريخ.
خلاصة الخلاصة:
تمعنوا هذه الفقرة من القرار2216 (2015) الصادر في 14 أبريل2015م تحت الفصل السابع الفقرة 4 صفحة 2، "وإذ يعيد تأكيد تأييده لشرعية رئيس اليمن عبد ربه منصور هادي، وإذ يكرر دعوته كل الأطراف، والدول الأعضاء أن تمتنع، عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض وحدة اليمن، وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية، والمس بشرعية الرئيس هادي".