إيهاب الشرفي
لماذا "بن دغر" !!
الأحد 7 اكتوبر 2018 الساعة 23:32
حينما انقلب الحوثي على نظام الحكم وأقحم البلاد جميعها في حرب لا يبدوا ان لملامحها نهاية ، ثبت الرجال الأوفياء وصف الأبطال الجمهورين المدافعين عن أرض الوطن والمواطن صفوفهم بجانب الشرعية الدستورية جنبا إلى جنب مع رئيس الجمهورية المرشال هادي ، مناهضين للإنقلاب ، رافضين العودة إلى الإمامية الكهنوتية.

دعوني استعرض معكم اليوم أبرز اولئك الذين اختاروا الوطن على المنصب والمال وحب الذات ، واضع بين ايديكم الأسباب الموضوعية لإختياره رئيسا للحكومة ، ولماذا يعاديه الانقلاب بها العنفوان ، ومن وقف الى جانبه ومن خذله!!

الدكتور أحمد عبيد بن دغر ، الذي رفض إغراءات الانقلاب المادية الضخمة التي عرضها عليه حلف صالح والحوثي ، وتخلى عن مكانته الكبيرة ومنصبه الرفيع ، حينما وجد أن منصبه يتعارض مع مبادئه الوطنية التي ترجمتها أفكاره ومعتقداته ومؤلفاته التي تنضح بالوطنية وتناهض القمع والاستبداد او التبعية المطلقة للمناطقية او الطائفية او غيرها من أشكال الاستبداد، في الوقت الذي لا يزال هناك الكثير عطشى من هذه الثوابت والمبادئ الوطنية.

فضل أن يكون ذالك المواطن البسيط الوطني الغيور على وطنه ، أن يكون في صف الشعب لا المنصب ، في صف الجمهورية لا الإمامية ، في صف الرئيس هادي لا صف المرجعية الشيعية ، غير أبه بالمكاسب الشخصية او الإدارية ، في جعبته الكثير من الأحلام والتطلعات لبناء وطن آمن مستقر ، تحفه البنية التحتية وتلتف في شوارعه النهضة الإقتصادية ويحمى حماه جيش وطني قوي ولائه لله والوطن ، ينبت من أرضه جيل متعلم بإمتياز ويتداوى في مشافيه الجميع دون ازدحام او تكلفة عناء السفر إلى الخارج.

مالبث الرجل ان حط رحاله في منزله المتواضع بعدن ، بعيدا عن صخب الإعلام ومزاجيات السياسة ، إلا واختاره الرئيس هادي رئيسا للحكومة ، ومنحه الثقة لثقته بحنكة ومقدرة بن دغر وولائه المطلق للوطن والشرعية ، حينها اعتبر بن دغر منصبه الجديد تكليف لا تشريف ، سخر كل جهوده ووقته في خدمة الوطن ومقارعة الإنقلاب ، رافضا التخلي عن ادبيات السياسة والولاء للوطن في آن واحد ، فعمل على تطبيع الأوضاع العامة وتسخير كل ما يمكن لتوفير الخدمات الأساسية وبناء المشاريع ، وصرف المرتبات وإحلال الأمن والسلام في المناطق المحررة ، وحاول كثيرا تفعيل الصادرات النفطية وتشغيل ميناء عدن والمكلاء ، بغية إنعاش الاقتصاد الوطني والتخفيف من معاناة الشعب اليمني .

كما انه رفض التفريط بالسيادة الوطنية وناظل وما يزال من أجلها ، ورفض تنفيذ مشاريع ضيقة لصالح قوى إقليمية او داخلية ، وعرضت عليه الأموال الطائلة والاغراءات المتكررة ، إلا انه أختار الوطن والدفاع عنه ، الأمر الذي لم يرق لبعض الأطراف داخليا وخارجيا ، فخلقوا في طريق مسيرته التنموية العراقيل والعقبات ، في محاولة لإفشال جهود حكومته ، انشأوا المعسكرات وسلحوا المليشيات وسخروا الذباب الالكتروني والقنوات الإعلامية والمجالس الانقلابية والخلايا التخريبية ، وأيضا اغلقوا المطارات والموانئ وآبار النفط والغاز وافتعلوا المعارك و حاولوا تصفيته جسديا وإضعافه شعبيا فلا هذا نجح ولا ذالك نفع.

وحينما لم يجد ضعفاء النفوس مدخل لتشويه حكومة بن دغر او إضعافها شعبيا ، ووجدت تلك القوى ان الشعب يؤمن ويثق بالرجل كما يثق به الرئيس هادي ، توجهت انظارهم وأفعالهم نحو القضاء على الإقتصاد الوطني ، من خلال إفراغ السوق المحلية من النقد الأجنبي ، وتحشيد القوى الميليشاوية لمواجهة اجهزة الدولة ، وزعزعة الأمن والاستقرار ، وهذا ما برزت ملامحه وخطوطه العريضة من خلال بيان الانقلاب الزبيدي والهجوم الاعلامي المتكرر على شخصه تارة وعلى حكومته تارة اخرى ، وكذا التحركات العسكرية الخطيرة ضد اجهزة الأمن وقوات الجيش في عدن والتهديد بإقتحام قصر المعاشيق .

كل ذالك يأتي في سبيل إزاحة بن دغر عن المشهد السياسي بغية إحلال شخصية اخرى تتوافق مع مزاجية و اهداف تلك القوى ، تعمل على تنفيذ اجنداتهم وتطلاعتهم المشبوه باليمن ، والتي رفض بن دغر الموافقة عليها بشكل حازم ، رغم خذلانه من الشقيق والصديق وبعض القوى السياسية والشخصيات الضعيفة التي تبيع نفسها من اجل حفنة نقود ، لكن بن دغر ، يثق بأن هناك شعب لا ينكسر ولا يقبل الانكسار يستند عليه و يبادله الوفاء والثقة ويعمل في سبيل كرامته ليلا ونهار ...

حقا رجل يستحق الذكر والشكر والاشادة والالتفاف حول تطلعاته في بناء يمن فدرالي مستقر أمنيا ومزدهر إقتصاديا ، أساسه التعليم والصحة وذروة سنامه الريادة والقيادة.

حفظ الله اليمن ورجالها.

المقالات