علي هيثم الميسري
صمودك الأسطوري هو الذي أسقطك يا دكتور
الثلاثاء 16 اكتوبر 2018 الساعة 22:45
في الوقت الذي كان الكثير من الوزراء والمسؤولين يتسكعون هنا وهناك وآخرين منهم يطيرون من بلد لآخر كان سعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر صامداً شامخاً يجابه قوى الشر من الإنقلابيين في عدن والمحتلين في سقطرى ، والكثير منا يعلم بالتصعيد الذي قام به المجلس الإنتقالي ومليشياته الإنقلابية المسلحة والتي أفضت لمحاولة إنقلابية في يناير الماضي ، وعنجهية وغطرسة الدويلة المارقة التي قامت بها في جزيرة سقطرى ، فوقف سعادة الدكتور شامخاً رافعاً هامته لم تهتز له شعره أمام تلك القوى المارقة.

   هذه المواقف البطولية لسعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر هي التي أضرته وأسقطته من رئاسة الحكومة ، وفي الوقت الذي كنا نترقب فيه الإطاحة بالكثير من الوزراء والمسؤولين الفاسدين والفاشلين تفاجأنا بإقالة سعادته وإحالته للتحقيق ، مع إني سمعت والعلم عند الله بأنه هو من طلب إحالته للتحقيق حتى يخرس الألسن التي اساءت إليه وإتهمته بالفساد زوراً وبهتاناً بعد نتائج التحقيق ، ولن يطلب أي مسؤول إحالته للتحقيق إلا إذا كان واثقاً من نفسه ، وأنا على يقين بأن المرحلة القادمة سنرى فيها العجب العجاب والكثير من الحالات ستتكرر ، وأنصح كل مسؤول فاسد أن يجهز أوراقه للتحقيق ، فليس من المعقول أن يُحال للتحقيق أكبر مسؤول بحجم رئيس الحكومة ويُعفى الوزير أو المسؤول الصغير من المساءلة ، فمبدأ (من أين لك هذا) سيبدأ  ويتحقق في عهد داهية العرب فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي.

   بالطبع هناك أسرار وخفايا لا يعلمها كثير من الناس عن سبب الإقالة وحسب المعلومات التي وردتني بأن ثمة مساومة أو صفقة سياسية كان ضحيتها سعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر ، وقد وافق سعادته طائعاً غير مكرهاً لأجل الوطن ولمصلحة الشعب اليمني ، وما يتداول في بعض المواقع الإعلامية عن فساده فهو عارٍ عن الصحة ، فالإنهيار الإقتصادي وإنهيار العملة لم يكُن هو سببهما ، فليس هو من إشترى العملة الصعبة من الأسواق حتى ترنحت فهوت ، وليس هو من أسس المليشيات المسلحة بكافة مسمياتها كالحزام الأمني والنخبتين الشبوانية والحضرمية وأمرهم بحراسة المنشاءات الحكومية وتجميدها ، وليس هو من مانع تصدير ثرواتنا النفطية والغازية والسمكية وخلافه ، وليس هو من أوقف تشغيل جميع الموانئ والمطارات اليمنية.

   الدكتور أحمد عبيد بن دغر هو فقط وقف مع فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي بصلابة ضد كل التجاوزات التي قامت وتقوم بها بعض دول التحالف لإنتزاع السيادة ، فكان شوكة في حلوقهم ما أدى إلى محاولة إفشاله حتى يجدون مبرراً للإطاحة به وإبعاده ليحققوا أحلام يقظتهم ، والحقيقة تقول لو ذهب أحمد عبيد بن دغر فهناك الكثير من امثاله سيقفون حجر عثرة أمام تلك القوى الإستعمارية الطامعة ، وهاهو السلف إبن تعز الحالمة معين عبدالملك سيستمر على نفس النهج من حيث توقف الشخصية الوطنية ورجل الإنسانية أحمد عبيد بن دغر.

وفي الختام أود التنويه إلى أنني في مقالي هذا أرفع أي عتب على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بقرار الإقالة ، فهو الوحيد الأدرى بمعرفة تبعات أي قرار تعيين أو إقالة ، وهو أكثر من يعاني ويتحمل في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن ، وثقتنا في فخامته بأنه لن يتوقف عن إصدار قرارات الإقالة ، فهناك الكثير من الوزراء والمسؤولين الذين فسدوا وأفسدوا وفشلوا وأفشلوا وأثقلوا كاهل الحكومة وكانوا من ضمن أسباب فشلها ، فكانت النتيجة أن وجدت الأدوات الرخيصة التابعة للدويلة المارقة مبرراً للخروج ضد الحكومة مطالبين إسقاطها فكان الضحية الدكتور أحمد عبيد بن دغر.

المقالات