سيف الحميري
وكلاء إيران الحوثيون .. الأجانب المحتلين وناهبي الارض والهوية
الأحد 9 ديسمبر 2018 الساعة 08:41
كتب / سيف الحميري   بالنظر إلى خارطة السلوك الذي لا يتغير منذ أول يوم لانقلابهم واسقاطهم السلطة الشرعية المنتخبة في البلد، لم يستطع الحوثيون إخفاء ما يبطنونه من حقد وكره لهذا الشعب ، إذ سارعوا للتنصل من كل التزام سلطة وواجب دولة تجاه شعب مهما كانت هذه السلطة والدولة غاشمة وديكتاتورية ، وبالتالي تركوا كل مصالح المجتمع التي لم تتخل عنها أحقد دول الاستعمار والاحتلال في بلد احتلته..!   ويظهر بوضوح تخلي الحوثيين عن واجبات وبديهيات واجبات السلطة ، إذ هم الذين يرون أنفسهم مقدسون فوق عشرات الملايين من الشعب الذي يحتلون أرضه منذ ألف وخمسمائة عام تقريبا، وبالتالي يرون أن الشعب كله لم يخلق إلا ليكون ما دون العبد وأحقر من السخرة..!!   يكرسون هذه النظرة المتعالية لممارساتهم وسلوكياتهم في كل تعاملاتهم مع الشعب الكريم الذي ظنهم انصهروا فيه، واطمأن لخداع تقيتهم طوال الأحقاب الزمنية منذ أن تم جلب أجدادهم من سجون فارس، فجازوه على كل هذا الكرم بشيمتهم الأصيلة في الغدر والخداع والمؤامرات والدسائس منذ عرفوا هذا الشعب وتعرف عليهم، والذي للأسف لم يعرفهم إلا في هذا الزمن الذي شاءت أقدار الله أن يضيعوا فيه آخر فرصهم للحياة والتعايش مع الشعب الكريم الذي لم يصبر شعب مثله على طارئ امتد لقرون كما حصل معهم، والذين أبوا معه إلا أن يرفسوا بأرجلهم كل نعمة ونعيم قدمها لهم الشعب اليمني، ويضيعوا اخر الفرص التاريخية لهم للعيش مكرمين على أرضه وفي كنفه وضيافته.   سيلاحظ كل من له سمع وبصر كيف يتعامل الحوثيون بسلطة تسلطوا بها على الشعب، وكيف انتزعوها دوما كحكام مغتصبين للحكم من غير رضا الشعب وبدون مشورته . وسيرى اي كائن حي له عقل وحواس كيف يتعاملون باستخفاف مع قضايا الشعب اليمني، وباحتقار مع معاناته، وبكبرٍ وتعالٍ مع كل دعوات السلام، وبحقد وطغيان وجبروت مع كل مواطن يمني أصيل يعارض ولو برقي ونُصح مشفق أي سلوك متجاوز يمتهن كرامة الشعب ويسيء إلى المواطنين اليمنيين عموما .   كما يشهد العالم كيف يتعاملون مع دعوات السلام بالرغم من انهم هم من دمر البلد وشرد مواطنيه بمراوغات وحيل تظهر غرورهم وكبرهم، وكأن تدمير الارض وما عليها ومن عليها من كائنات حية لا يهز لهم وجدان أو يحرك لهم مشاعر أو يتناصحون حتى برشد فيما بينهم كي يمنعوا منكرا فعلوه ..!!!   سوف يشاهد أي متابع للشأن اليمني بكل بساطة كيف يعتبر الحوثيون أنفسهم ومن هم على نفس خط السلالة المقدسة (الطائفية) او من هو على معتقدهم بأنهم أصل البلد وهم الثابت وغيرهم للطاريء، رغم أنهم هم الغرباء عن كل أخلاق وقيم المجتمع اليمني المعروفة منذ غابر التاريخ من الرحمة ولين القلوب والرأفة والنجدة والحكمة والتعاون والمبادرة والنصرة والتعقل والبناء والتشاركية والإيثار ...الخ من القائمة الطويلة من صفات المجتمع اليمني التي لم ولن تجدها فيهم ، ما يدل دلالة دامغة على أنهم من غير طينة اليمن واليمنيين ، وعلى الشعب أن يصفي هذه الطينة الخبيثة ، ويقتلع الشجرة الملعونة من أرضصه بكل ما أوتي من حكمة وقوة معا .   وسيشاهد كل ذي لب كيف أن الحوثيين ومنذ أن بدأ الناس يسمعون عنهم يتحدثون فلا يتورعون عن الكذب الذي صاروا يتنفسونه طبعا وسمةً وميزة تميزهم ولا تفارقهم، وكيف يطلقون الوعود فيخلفون الوعد والميعاد، وكيف يخونون الأمانة في كل موطن يتطلب أن يؤتمن فيه بشر ، وكذلك سيشاهد كيف إذا أن الحوثيين فجروا في كل خصومة خصوصا مع اليمني بالذات، وكيف كانوا في لين نسبي مع كل من هو وما هو غير يمني، وسيشاهد كل ذي لب أيضا كيف يوقع الحوثيون على العهود والمواثيق ثم سرعان ما ينقلبون عليها،  ويخونون كل التزام وعهد .. وكيف طغوا وبغىوا، واغتروا وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد، ونسوا الله فأمنوا مكره فأنساهم الحق تبارك وتعالى أنفسهم فعموا وصموا ثم عموا وصموا ففسدوا وسرقوا ونهبوا .. فكان من مكر الله بهم أن تراهم اليوم ينكسرون في كل جبهة، ويحمل عليهم الجيش الوطني فيلهثون، ويترك لهم فرصة للسلام في كل هدنة، فإذا بهم يلهثون باحثين عن كل غدر ومكر وخديعة ولؤم وفجور .   تلك طباعهم ، وتلك أخلاقهم ، وشيمهم ، وديدنهم الذي لم يتخلوا عنه أو يتركوه أو حتى يستطيعوا خداع الناس حولهم فيه كما كانوا يفعلون من قبل .. إذ أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ، وهاهو الحق تبارك وتعالى يقذف الرعب في قلوبهم ففريقا يسحقه الجيش الوطني منهم في الجبهات ويأسر فريقا، والله غالب على أمره ، وسينصر العزيز ذو الانتقام أصحاب الحق والأرض نصرا مؤزرا ، وما الوقت في ضمير وتاريخ الشعوب مهما طال إلا برهة .. والغد لكل متفائل قريب .
المقالات