الشعب اليمني وجيشه الوطني لن يقبل بهذه المحاباة الاممية والدلال الذي يبديه المسؤولون الدوليون لمليشيا الحوثي الانقلابية الايرانية، وعلى المنظمة الاممية وموظفيها ان يثبتا الحيادية في الحرب اليمنية، ويتوقفوا عن استفزاز مشاعر اليمنيين من خلال تحركاتهم المثيرة وتصريحاتهم الفجة.
ما يتوجب على المؤسسة الدولية وموظفها عدم انتقاء القرارات الصادرة عن جهازها التنفيذي- مجلس الأمن الدولي- او فقرات منها؛ وان تلتزم بتطبيقها دون زيادة أو نقصان باعتبارها قرارات ملزمة صدرت تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
لاتزال الأمم المتحدة وموظفوها يمارسون سياسة الكيل بمكيالين بشأن الأزمة اليمنية وتطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بهذا الخصوص؛ فالموظفون الأمميون غير جادين في مسألة انهاء الحرب والزام المليشيا الانقلابية بتطبيق قرارات مجلسهم، فهناك صلف اممي واضح وانحياز صريح للمنظمة الدولية إلى صف مليشيا التمرد الحوثية، وضد الشعب اليمني وشرعيته الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس المشير الركن/ عبدربه منصور هادي.
ففي حين لايزال جرح اليمنيين غائرا من المحاباة والدلال الذي لقيه وفد المليشيا الحوثية من المبعوث الدولي غريفيث في مشاورات السويد، تفاجأوا بظهور هزلي وساخر
لرئيس لجنة المراقبة الأممية على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، العقيد بتريك، في مدينة الحديدة، وبجواره أبرز قيادات مليشيا التمرد الإيرانية ومرتكبي جرائم الحرب في اليمن والمطلوب رقم 39 للتحالف العربي، هادي محمد الكحلاني المكنى ( ابو علي الكحلاني )، مرتديا زي الأمن بعد أن خلس» زنة» مليشياته في مساعي من جماعته لخداع الأمم المتحدة وجنرالها «بتريك» والتحول من الزي المليشاوي إلى الزي العسكري الرسمي لمنتسبي المؤسسة الأمنية، على أنها هي السلطة الشرعية المعنية باستلام إدارة وأمن محافظة الحديدة، بدلا عن قوات الحكومة الشرعية وفقاً لاتفاق ستوكهولم السويدية.
المحاباة التي تبديها المؤسسة الأممية وموظفيها تجاه مليشيا الانقلاب الحوثية وظهور ابرز مجرمي الحرب ومشرف الجماعة في محور الحديدة منتحلا شخصية أمنية، توحي بسوء نية للمنظمة الدولية في الحديدة، وهو أمر مرفوض ولن يقبل به اليمنيون وسيتصدون له ومعهم جيشهم الوطني.
إذ أنه من غير الممكن أن تظهر مؤسسة الشرعية الدولية بهذه الصورة الهزلية والسخيفة في الوقت الذي لاتزال مليشيا إيران المتمردة غير ملتزمة بوقف إطلاق النار، وفقا لاتفاق ستوكهولم، رغم دخوله حيز التنفيذ؛ وما تزال تهاجم مواقع الجيش الوطني- الوية العمالقة- في مدينة الحديدة وعلى مرأى ومسمع من رئيس لجنة المراقبة الأممية، وبعد 48 ساعة من وصول بتريك إلى مدينة الحديدة- حيث شنت المليشيا الانقلابية، الأربعاء، هجوما غادرا على مواقع قوات اللواء الرابع عمالقة في مدينة الحديدة، اسفر عن سقوط شهيد وثلاثة جرحى بالقرب، إضافة إلى ارتكاب المليشيا 20 انتهاكا لاتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة خلال ال 24 الساعة الماضية فقط، بينما الأمم المتحدة ومبعوثها غريفيث يحتفيان على ما يدعيان ان هناك فعلا التزام بوقف إطلاق النار في الحديدة.
من هنا لا بد على المؤسسة الدولية وموظفيها، أن تراعي مشاعر وأحاسيس اليمنيين، وقبل ذلك عليها أن تحترم نفسها وقراراتها والمواثيق وقواعد القوانين الدولية ومبادئها التي جاءت هذه المؤسسة في الأصل لحمايتها وليس لتدميرها، كما هو ماثل للعيان الان.
إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن التي تتحجج بها الامم المتحدة لا يمكن حلها إلا بمعالجة اسبابها وهو انهاء انقلاب مليشيا الحوثي الإمامية الايرانية والزامها بالانسحاب من مؤسسة الدولة واعادة سلاح الدولة الذي نهبته وقتلت به الشعب اليمني.
يكفى السلوك الأممي غير السوي في الأزمة اليمنية والدلال المفرط وغير المبرر للانقلابيين، والانتقائية للقرارات الدولية، وكفى تجزئة الحلول والعبث بدماء اليمنيين.. فاليمنيون وجيشهم الوطني لايزالون يترقبون مآلات هذا النهج الاممي، وأي توجه او نوايا للالتفاف على المرجعيات الأساسية والقرارات الدولية للحل في اليمن أمر مرفوض، ولا يمكن القبول بها، ما لم يتم التعامل مع المرجعيات والقرارات الدولية كحزمة واحدة غير قابلة للانتقائية أو التجزئة.
كفى المتاجرة بمعاناة اليمنيين والعبث بدمائهم، فأي سلوك أو مساعي للالتفاف على مرجعيات الحل مع الانقلابيين مرفوض وسيتصدى الشعب اليمني وجيشه المغوار لأية مساعٍ من هذا النوع. وهذا يتوجب على الأمم المتحدة أن تعي هذا جيداً، وبالتالي تعمل على ايقاف موظفيها من المضي في تلك الاهداف المشبوهة.