لم أكن أود الكتابة عن لقائي بالرئيس عبدربه منصور هادي لكن نزولا عن رغبة المئات من الأشخاص الذين طلبوا الحديث عن هذا اللقاء أجدني مجبرا على الكتابة .
طوال سنوات مضت كتبت الكثير من الانتقادات عن الرئيس هادي ووصلت مؤخرا بناء على دعوة سعودية رسمية وفكرت مساء أمس بان اطلب لقاء الرئيس هادي لكنني قبل ذلك ترددت كثيرا فانا قلت في الرجل مالم يقله "مالك في الخمر" وانتقدته حد التجريح ورغم كل ماقلته ورغم أن الرجل رئيسا للبلد ويمكنه أن يفعل الكثير بي لكنه لم يفعل شيء وكان "سموحا" .
ولم يكن يمنعني شيء من التردد إلا أن حالة من الخجل فيما كتبت رغم أنها آراء شخصية قلتها في جميع الأطراف .
عند الساعة الـ 12 من ظهر يوم السبت التقيت بالرئيس هادي في مكتبه .
تحدثنا مطولا عن أشياء كثيرة وكثيرة للغاية ، قلت للرئيس هادي ، عدن تعاني ياسيادة الرئيس والفوضى تعصف بها .
قال الرئيس :" والله ياابني أننا لن نتخلى عن عدن وعن اليمن كلها وأننا سنسعى لإخراجها مما هي لكن كما ترى مشكلة عدن سببها بعض (المزايدين) وإلا اخبرني هل ماقمنا به قليل؟ ، نحن نحاول نخدم عدن والجنوب وكل اليمن بما نستطيع ولن نسمح بظلم إي منطقة أو انتقاص من حقها وليست لدينا مشكلة مع"احد"!..
قال الرئيس :" يافتحي دخلنا مؤتمر الحوار وخرجنا بتوافق على أن تكون نصف مناصب الدولة للجنوبيين مع الفارق الكبير والهائل في عدد السكان بين الشمال والجنوب، بالنسبة لا اطمح في شيء ويشهد الله إنني لااملك لا انا ولا احد من أبنائي شيء في عدن سوى منزلي بخور مكسر.
أضاف بالقول :" نحن لسنا ضد احد في عدن ولا في غيرها ، سنحاور الجميع وسنعفو وسنصفح وسنجلس إلى طاولة واحدة وسنعلي شأن الوطن ، ليست لنا مشكلة مع إي طرف والدليل ان الحكومة الشرعية هذه فيها من كل الأطراف السياسية اليمنية ونحن أول من أنصف الحراك الجنوبي وسلمنا قياداته المناصب تلو المناصب وبالحوار والإخوة ستحل كافة المشاكل.
يضيف قائلا :" جئنا بكل مؤسسات الدولة من البنك المركزي إلى كل الوزارات إلى كل المؤسسات إلى كل المنظمات إلى البنوك التجارية إلى عدن ولو أنهم يحبون الجنوب فعلا لاغتنموا الفرصة والتقطوها وهي نادرة ولن تتكرر لأقاموا المؤسسات وعززوا الوزارات ودعموا وجود الدولة لكن البعض هداهم الله بدلا عن ذلك سعوا لتدمير الدولة وأوصلوا رسالة للعالم أنهم لايريدون للدولة أن تقوم في عدن والعالم لن يسمح بالفوضى .
يضيف بالقول :" اقسم يافتحي انه إذا صار لي شيء اليوم سيذهب المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي وسيأتون لهم بشخص لن يعطيهم شيء وسيُفرض بالقوة على الجميع ولحظتها سيعرفون إننا كنا الانصف والارحم والأصدق مع الجنوب وقضيته.
يتابع قائلا :" يافتحي حينما قررنا أن ننقل الكلية العسكرية إلى خارج صنعاء كان المقترح أن تنقل إلى محافظة غير عدن لكنني أصررت على أن تنقل إلى كلية صلاح الدين وكنا نظن أنهم سيكونون رجال دولة وسيقفون إلى جانبنا لأجل عودة مؤسسات الدولة لكن البعض ذهب إلى تعطيلها وإطلاق النار على الطلاب .. افهمني كيف يمكن أن تقوم قائمة لعدن وفيها من يفكر بهذه الطريقة ..!!؟
الوزارة التي ستشيد في عدن ليست وزارة هادي والبنك ليس بنك هادي والكلية ليست كلية هذه حقوق الناس ومكتسباتها.
طالب الكلية العسكرية او معهد القضاء الذين كان يعيش سنوات مشردا في صنعاء بات يدرس في عدن على بعد امتار من منزله، لكنهم يريدون عودته متشردا .. فإين الوطنية والمنطق في ذلك؟
قلت للرئيس هادي وماهو دوركم ؟
يقول الرئيس انه يجب مساعدة الحكومة في عدن لأجل الناس لأجل مصالحها لأجل الكهرباء لأجل رواتب الناس لأجل الأمن لأجل الاستقرار ويرى ان هذه حياة الناس وان الحكومة لن تفعل المستحيل لكنها ستبذل جهدها.
قال :" أخبرتك لن نتخلى عن عدن وعن كل اليمن وعدن وكل اليمن تستحق الأفضل ، نحن نريد الناس ونريدكم أن توضحوا للناس أن المهمة التي نواجهها صعبة وان الشعارات لن تبني وطن وأننا محتاجون للعمل لأجل عدن لأجل كل الناس في اليمن.
مايطلبه الرئيس من الناس في عدن هو العمل في حدود الممكن والممكن ليس الشعارات ولكن مساندة الدولة ولأجل الوقوف على قدميها ، ان يعلم الناس أولا وأخيرا أن الوزارة التي ستثبت أقدامها في عدن ستكون في عدن وسيكون خيرها لأهل عدن قبل أن يكون خيرها لليمنيين كافة .
يرى الرئيس هادي أن أمام الجنوبيين خيارين اثنين أما مشاريع الشعارات وأما العمل في حدود الممكن ووفق ماهو متاح ومايسمح به العالم والسعي لأجل خدمة الجنوب وأهله وانتزاع حقوقه ..
وعلى الناس أن تختار ...
على المستوى اليمني ، يرى الرئيس هادي انه ليس أمام اليمنيين إلا استعادة دولتهم ، ترك خلافاتهم جانبا حتى عودة اليمن إلى أهلها ومن ثم سيكون لكل حادثا حديثا .
قال الرجل انه يحرص ان يكون قريبا من الجميع أبا لكل السياسيين وصديقا وأخا وانه يتمنى ان يتعزز التلاحم الوطني لاستعادة صنعاء وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن.
يرى الرئيس هادي ان اليمنيين يجب ان يكونوا صفا واحدا لأجل الانتهاء من هذه المعركة وان صنعاء يجب إلا تترك لأي قوة أخرى وان الحوثيين ان أرادوا المشاركة في العملية السياسية فهم مرحبا بهم لكن بعيدا عن لغة الاستقواء بالسلاح أو خدمة إي مشروع خارجي.
قبل ان انصرف قلت للرئيس إنني أتمنى إلا ينزعج من انتقادي للشرعية وحكومتها.. ضحك وقال :" انا لست بقاتل انا رئيس دولة ولا احمل في قلبي حقد على احد اكتب ماتريد فقط كن أمينا وصادقا وأنت تكتب.
26 يناير 2019.