مُحزن ما يحدث واحتمالية ما سيحدث إن لم نفقه ونعي معطيات المرحلة وأهميتها وما ستنتجه بالمستقبل القريب إن كنّا مهتمين بنتائجها الإيجابية على المدى الاستراتيجي .
مجمل الأحداث - التي شهدتها عدن - دفعتني للكتابة من منطلق المسؤولية الوطنية والاجتماعية التي يتحملها الجميع بالتساوي، الحكومة الشرعية والشعب بكافة أطيافه شركاء و واجب عليهم التفاهم والعمل معاً .
فالسلوك الاستفزازي - والذي يبرره البعض بالفردي - أصبح لا يُطاق ومن المؤسف أنه يزداد بشكل يقلق السكينة العامة، فـالـ أنا العليا لاتزال مسيطرة على التصرفات وردات الأفعال الجنونية لأفراد وجهات لا تسعى إلا للمزيد من الاحتقان التوتر، وبالأخير الخاسر الوحيد هو الشعب المغلوب على أمره ..
شاهد وسمع الجميع ممارسات عدة خلال فترة قصيرة بل تكاد ممنهجة، أذكر منها الاعتداء على رجال المرور والتهجم على أمهات يطالبن بمعرفة مصير أولادهن المجهول، بل ويطالبن بتحويل أولادهن للنيابة والقضاء وهذا حق مكفول، ونسمع كثيراً عن التخريب المعرقل لوصول الخدمات للمواطنين، منها الكهرباء و غيرها ..
سنسمع وسنشاهد المزيد من تلك الظواهر الدخيلة والتي لا تمثل المجتمع بأي شكل من الأشكال وما هي إلا غزو جديد يستهدف الإستقرار والتعايش والقبول بالآخر والتكافل الاجتماعي ليستبدله بنشر الفوضى وإعادة إنتاج مخلفات الماضي من افتعال للأزمات لإظهار أصحاب المصالح الشخصية والخادمة لأجندات مشبوهه - كالمسيطر الوحيد وصاحب الحل الأوحد - هدفها الأول والأخير العودة للمربع المُظلم الذي قد تجاوزه الشعب مسانداً لخطى القيادة الشرعية المدعومة بسخاء من التحالف العربي بقيادة الشقيقتين السعودية والإمارات ..
كلفوت بخبطاته وصل عدن ولكن هذه المرة بأيادي ضعفاء النفوس من أبناء المنطقة نفسها، فقديماً كان العذر أن أبناء المناطق الشمالية السبب الرئيسي والمخرب الأول لعدن! فما هو العذر القادم؟ وعلى من سيُرمى، ألم نحرر مناطقنا بسواعد الأبطال؟
استشهد الكثير وجُرح الكثير وقدم الشعب أغلى ما يملك و سطر أروع نماذج التكافل والتعايش وكل ذلك بإحدى أصعب المراحل التي مرت بها بلادنا، وبعد كل تلك التضحيات أصبحنا نعيش ويعيش الأغلبية بأقل مستويات ومتطلبات الحياة البسيطة، نظراً لأدوات الهدم المنتشرة كالوباء، فما قد مر وما هو حاصل لهو باختصار كألعاب الفيديو، طرفين وأكثر يستمتعون باللعب بأرواح من هم أكرم وأعز وأصدق منهم...
نحن بحاجة لصدمة كهربائية - كالتي يستخدمها الأطباء كآخر وسيلة لاستعادة نبض مرضاهم - لنصحو من سبات طال وطال كثيراً، فإلى متى؟ يستمر الحال فريق يبني وآخر يهدم البناء وثالثهم يَصْب الوقود ليرى مزيداً من النيران معتقداً بغباء أنه ناجٍ، هيهات هيهات بل سيذهب الجميع لهلاك دائم،،،
تعقلوا إنها عدن ترحم من يرحمها و تَبِيد من يتكبر، ولكم أن تختاروا ما تريدون إما شراكة وبناء وقبول بالآخر وإما تهرولون لما لا يحمد عقباه، وهذا ما لا يتمناه ذوي الألباب والفكر الوطني الجامع.
والله من وراء القصد