بعيداً عن شطحات الأنا، والامتثال لنوازع الرغبة لمجرد الرغبة في الوقوف في الضد من كل شيء، وعدم القبول بالآخر لكونه فلاناً من الناس وليس فلاناً منهم، والاستعداد للحكم عليه من خلال أهواء وآراء متشنجة جاهزة ومعدة مسبقاً..
وتحاشيا لما قد يسوقنا إليه اعتماد مثل هذا المذهب القاصر من مجانبة للصواب، والتخبط العشوائي الذي يسلبنا المقدرة على وضع اليد على جوانب الإخفاق والنجاح وتحديد وتبين الأسباب التي تقف خلف كل منهما..
بعيداً عن هذا وذاك، وتأسيساً عليهما، نصبح مدعوين في كل مرحلة، وتحديداً منها هذه التي نعيشها والتي تكالبت - تشكل ملامحها - ظروف داخلية وخارجية غاية في التعقيد انعكست ومازالت على أدق تفاصيل حياتنا، إلى أن نكون أكثر إدراكاً ووعياً بما يدور حولنا وفينا، من صراعات وفتن وقلاقل ومخاطر تتربص بنا مستخدمة إيانا كورق لدعم أهدافها ومصالحها غير آبهة بما نحن فيه وكيف سنمسي أو سنصبح، لا بل ان أهم ما في أجندة تلك المصالح غير المعنيين بها، هو تعزيز وإثارة نوازع الكراهية والنعرات المناطقية وإذكاء روح الفرقة في أوساطنا وفي مقدمتها عدم وجود استقرار سياسي واقتصادي وأمني واجتماعي.
وتتجلى آثار هذا في تفرق أيادينا، وعدم التفكير أو البحث عما يوحدنا، وينمي من قوة وأثر فعلنا، والمتمثل في تعميق الهوة بين الشارع والتكوينات الاجتماعية الأخرى، وبين القيادة السياسية التي تأتي لتحمل مسؤولية تعبيد طريق الخروج مما نحن فيه من متاعب، والوصول إلى حالة من الاستقرار والتوازن، وهي طموحات لن تكون ولن تتحقق إلا إذا كنا قادرين على ان نستوعب ما يدور حولنا وما المطلوب منا في المقابل لتجاوز وتخطي ما فيها من مآزق ومصدات وموانع.
ولعل أول الطريق الذي علينا ان نسلكه هو أن نجعل العمل مقياس الحكم على العامل وليس العكس، وذلك أن انتصارنا لمثل هذا الحكم من شأنه أن يقربنا أكثر من ملامسة مشاكلنا ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهتها والتغلب عليها، كما أننا بهذا نستطيع أن نضع أسئلتنا ونقيّم الإجابة عليها في نفس الوقت.
وعود على بدء نكون قد وصلنا إلى ما طرحناه من سؤال وهو لماذا بن دغر ؟ ولماذا يجب علينا أن نكون معه؟ لا كشخص وإنما كمسؤول يتسنم منصباً رفيعاً ومهماً وهو منصب رئيس وزراء، وللإجابة نقول:
- مع رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر لأنه بيننا ومعنا.
- معه لأنه يعمل على أن يكون حاضراً في ملامسة كثير من همومنا.
- معه لأنه بتحركاته وإجراءاته يفتت ويفشل نوازع الهروب إلى التفتت والانقسام.
- معه لأنه في جبهة إسقاط مشروع الإمامة والولاية التي خرجت إلى الواجهة وبقوة لتقول انها تمثل إرادة الله في الحكم .
- معه لأنه وحكومته معنيان بإفشال مناهج التعليم العرقية والسلالية المدمرة.
- معه لأنه يعمل من أجل خروجنا من حالة الدمار إلى حالة الإعمار.
- معه لأنه يقف وراء استعادة البنك المركزي عافيته.
- معه لأنه بتحركاته يسقط ويفشل مشاريع التشرذم ومطامع الاستيلاء على الثروة.
- معه لأنه يؤسس لحكومة حية حاضرة غير مغيبة.
- معه لأنه يقود مشروع استعادة الهوية.
- معه لأنه على رأس العمل من أجل استعادة القضاء دوره.
- معه لأنه يتحرك ويعمل ويؤسس بصمت ودونما ضجيج.
- معه لأنه يخطئ ويصيب.