شئتم ام ابيتم فهو رجل دولة من طراز فريد ، ومحاربٌ لا تلين له قناة ولا تهدأ له ثائرة في سبيل استعادة سيادة الدولة وتثبيت أركانها نحو بناء دولة اتحادية يمنية حديثة .
هو الدكتور أحمد عبيد بن دغر الوطني الرمز الذي تولى رئاسة الوزراء في ظروف غاية الصوبة والتعقيد ، ظرف الانقلاب والحرب ، وظرف التآمر الداخلي والارهاب والفوضى لتقويض اعمال ونشاط الحكومة الشرعية وتعطيل مرافقها في المناطق المحررة . ليس هذا فحسب بل الظرف الاخطر والاعمق هو التدخل من الخارج والاطماع المتهورة التي انصاعت لها جماعات المشاريع الضيقة التي وجَدت في هذا الظرف تقاطعاً لمصالحها الذاتية الضيقة وفرصة لا تعوّض لتحقيق حُلم الانفراد بالسلطة سريعاً ، حتى لو كان ذلك سيتسببُ في ضياع وطن بأكمله ! مثلهم مثل جماعة الحوثي الذين تقاطعت مصالحهم مع ايران لتحقيق ذلك الحُلم اللعين .
منذُ توليه رئاسة الحكومة في 4 ابريل 2016م ، عمل الرجل على تشغيل مرافق واجهزة الدولة في عدن التي اصبحت عاصمة مؤقت للبلاد ، ونجح بعد جهد كبير في نقل البنك المركزي الى عدن وتجاوز ازمة السيولة النقدية ، كما تم تشغيل المطارات وميناء عدن وبدأت عجلة الحياة التجارية والتنموية تدور من جديد ليس في عدن فقط بل في كل المناطق المحررة ، وكلما حققت حكومته مزيد من النجاحات اشتعلت نيران التخوين والاتهامات المتعددة له وتفنن المرجفون في نسج وتلفيق القصص والحكايات العدائية التي حاولت النيل من شخصه ومكانته السياسية العالية وهي في واقع الامر ترمي الى النيل من سلطة وسيادة الدولة المتمثلة في الرئيس الشرعي عبدربه منصورهادي الذي اظهر حكمة ومرونة كبيرة ــ لم يتحلّى بها زعيم يمني من قبل ــ في التعامل مع الوضع المحتدم والخطير التي عاشته المحافظات الجنوبية بكل أسف .
في 15أكتوبر العام الماضي اقال الرئيس هادي ساعده الايمن ورئيس حكومته ورأس الحربة الموجهة ضد اعداء الوطن التي ادارها هادي 180 درجة ووجهها تكتيكياُ نحو شرعيته ، لعل ذلك الاجراء كان الغرض منه المساهمة في تغيير الظروف السياسية مؤقتاً .
ظنّ اولئك انهم نجحوا في دق أخر مسمار في نعش الشرعية وما لبثوا غير عدة اشهر حتى اعادوا بشراهة ترديد الأسطوانة المشروخة البليدة " نحن مع هادي لكننا ضد حكومته " وتطور الأمر الى الصدام المسلح الذي حسمه الجيش الوطني في شبوة وابين وحضرموت وكاد ان يحسمه في عدن ولحج والضالع لولا تدخل الطيران الخارجي .
سقط المشرع المناطقي الشعبوي الضيق بفضل حنكة الرئيس هادي ودعم الاشقاء السعوديون وانتهت دغدغة مشاعر المواطنين في الجنوب بأحلام واهية ، وانتهت الازمة الطاحنة دون رجعة.
مع تباشير الحل وبتعيينه للدكتور بن دغر مستشاراً له ، حرك هادي رأس الحربة 90درجة كخطوة اولى اتوقع ان تعقبها خطوات قادمة حتى تستقر الحربة وكل النبال والحراب في اتجاهها الصحيح استعداداً للمعركة الكبرى وهي بناء الدولة الاتحادية الحديثة التي ينشدها كل ابناء اليمن الشرفاء .