المتتبع الحصيف للنشاط المنقطع النظير الذي يقوم به رئيس الوزراء د . احمد عبيد بن دغر ليلاً ونهاراً في كل المحافظات المحررة ونزوله المستمر للقاء بأفراد الشعب وتلمس أوضاعهم ومشاكلهم وهمومهم عن قرب .. سيتذكر الرئيس الجنوبي (سالمين) رحمة الله عليه ، الذي كان يعمل دون كلل أو ملل حتى أوقات متأخرة من الليل لأجل أن ينعم شعبه بالراحة والسكينة والاستقرار المعيشي ، كان يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه ولا يقتنع بالتقارير والخطط المكتوبة المجافية للحقيقة في الغالب ، بل يعتمد على النزول الميداني المباشر للتأكد من الأشياء بنفسه حتى يتم وضع المعالجات الصحيحة لها .
حدثني زمان الصديق والجار الراحل صالح جعسوس انه كان في مكتب الرئيس سالمين مع قيادة وزارة الزراعة لمناقشة خطط تتعلق بإنشاء بعض السدود الخاصة بمياه السيول في عدد من المحافظات وان الرئيس سالمين لم يقتنع بجدوى إقامة سد في موقع من المواقع المذكورة ، وقال جعسوس : حاولنا إقناعه بفكرتنا لكنه فاجأنا بسؤال غير متوقع : هل تعرفوا هذا المكان .. زرتوه من قبل ؟! الكل سكت ولم يرد احد ، بل طأطأنا رؤوسنا ولم ننبس بكلمة واحدة ، حينها رفع الرئيس سالمين سماعة التلفون الأحمر وأمر عمليات وزارة الدفاع سريعاً بتجهيز طائرة هليكوبتر مزودة بكاشف ضوئي حيث كان الوقت منتصف الليل تقريباً ، وقال لنا : الليل سرينا .
اقترحنا عليه (الكلام لازال لجعسوس) أن يؤجل الأمر إلى الصباح ، لكنه قال لنا إن جدول أعماله غدا سيكون مزدحماً ولابد الانتهاء من هذا الأمر الآن .. تحركنا إلى معسكر بدر في خورمكسر ومنه ركبنا الهليكوبتر إلى الموقع وعلى ارتفاع منخفض وعلى إضاءة الكاشف القوية تمت معاينة المكان واقتنعنا بصواب رأي الرئيس سالمين ، ورجعنا لنبدأ يومنا التالي بالعمل الدقيق في تعديل الخطط والمقترحات " .
هكذا كان سالمين دقيق في عمله ومواعيده لا يعرف الراحة إلا عندما يشعر انه أنجز مهامه وعمله بشكل ممتاز .. محب للجماهير .. جم التواضع ، بسيط في حياته لا يحب عيشة القصور الفخمة التي تعج بالخدم والحَشَم والحاشية .. ولهذا اتهموه جزافاً بانتهاج الفكر الماوي الصيني كما اتهموه بالخيانة لوطنه ايضاً .. وهو في الحقيقة لم يكن مفكراً أو منظراً بل كان قائداً وطنياً لشعبٍ يتطلع إلى الاستقرار والعيش الكريم .
ما يشبه ذلك المشهد .. يتكرر اليوم مع د. بن دغر فهو من نمط رجال الدولة الذين يدمنون حب الوطن ويتفانون في خدمة الناس ويقدسون العمل إلى ابعد حدوده ، رجل يعمل بهدوء وإخلاص وتواضع حتى في أيام العطل والإجازات يعمل ويتابع كل شيء بنفسه .. أنعش الحياة في عدن والمحافظات المحررة و أيقظ السلطات المحلية من سباتها العميق .. يعمل مع قوات التحالف العربي وأجهزتها المختلفة كفريق واحد متناغم يحقق الانتصارات تلو الأخرى في إطار عملية إعادة الأمل لترتيب الوضع الداخلي لليمن في ظل ظروف أمنية واقتصادية صعبة ومعقدة جداً .
في رمضان الماضي دعتني منظمه شهيد التنموية إلى حلقه نقاش حول مشكله تردي خدمة الكهرباء في عدن وخلال النقاش وجهتُ إلى مدير الكهرباء م/ مجيب الشعبي سؤال واحد فقط على طريقة الإعلامي السعودي داود الشريان : " الحكومة .. ايش أخبارها معكم ؟ " فرد عليّ الشعبي بكل حماس وقال : " منذ سنوات طويلة لم يتعامل معنا أي مسئول بمثل بشفافية بن دغر ولم يحدث ان مسئول يتصل بنا مكتبة أو هو شخصياً في أوقات متأخرة من الليل و في أوقات مبكرة من الصباح ليسأل عن سبب انقطاع التيار الطويل في منطقة معينة وكيف ستتم معالجته ويظل يتابع معنا ويقدم الدعم إلى إن تنتهي المشكلة " وعرض علينا الشعبي مجموعة من الرسائل والمقترحات التي سيحملها إلى رئيس الوزراء في ذلك اليوم من ضمنها دراسات لحلول إستراتيجية لازمة الكهرباء .
بن دغر رجل العلم والثقافة والسياسة والإقناع .. الإداري المحنك والإنسان المؤدب الصبور يقابل كل اتهامات المُغرِضون وكميات النقد الجارح والشتائم والإشاعات بالصمت ! ويرد عليها بمزيد من العمل والانجاز .. بالمقابل هناك شهادات كثيرة من العقلاء والناس البسطاء تنصفه وتقدر جهود الحكومة التي تعمل في ظروف استثنائية غاية التعقيد .
شكراً للرئيس هادي وقيادة دول التحالف العربي لاختيارهم هذا الرجل رئيساً للوزراء انه بالفعل هامة عالية من الهامات الوطن وقيمة وطنية كبيرة نفتخر بها .
وأقول للدكتور احمد عبيد بن دغر :
من زل ولا غلط .. قلـه مسامح
وسمح أعـواجهم تسميح
الناس أفلام والدنيا مسارح
كم سرحوا من قصص تسريح
مـا يتركـون المـليح مـليح
والحلـو بـالقار لازم يخلطونه
دعهم ودع ما يقولونه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ