في الوقت الراهن ما يحدث خلف كواليس بلاط صاحبة الجلالة يعد مؤشراً خطيراً تتداعى له الأحداث الأمنية والسياسية معاً لا سيما في ظل الأوضاع والتداعيات الأخيرة التي وصلت إليها بلادنا من قلق وترقب للشارع اليمني وحول كيفية حل الأزمة التي عصفت بنا ولا ملامح تلوح بالأفق بأمل انتهائها..
أصبح هاجس كل مواطن التعرف على ما ستؤول إليه الأوضاع وما هي الحلول التي ستقدم لتفادي حالة الفراغ السياسي.. قلناها وقالها غيرنا مراراً وتكراراً الحل الأنسب لخروج البلد من أزمته ووصوله إلى بر الأمان هو جلوس جميع الأحزاب والقيادات السياسية على طاولة الحوار والخروج بحل ينهي جميع النزاعات والعمل على إبعاد شبح الحروب والاقتتال في بلادنا.
فالأحداث الأخيرة تؤؤل إلى مؤشرات خطيرة نظراً لتداعي الأحداث وتزايدها يوماً بعد يوم الأمر والذي قد يقود بنا جميعاً إلى الهاوية ويفتح المجال أمام العابثين ويتيح لهم الفرصة للنيل من هذا الوطن وشعبه.
كل ما هو حاصل هو من صنع أيادي أبناء هذا الوطن الذين ترعرعوا في كنفه واحتضنهم وأكلوا من خيراته وثرواته وكان من الأحرى بهم أن يكافؤه ويردوا له الجميل، ولا داعي لإثارة النعرات الطائفية وإشاعة الفوضى والاضطرابات.
يجب على جميع الأطراف السياسية المتناحرة على السلطة أن يحكموا العقل والمنطق لا لغة لعلعة الرصاص وزجير المدافع، وعليهم أن يفوتوا الفرصة على كل متآمر وحاقد ومنتقم على هذا الوطن وشعبه وألا يحملوا الناس والوطن وزر مماحكاتهم السياسية والشخصية باعتبار مصلحة الوطن والشعب فوق الجميع.
اليمن اليوم يتفكك جنوبه عن شماله وشماله عن شماله وأبناءه يقتتلون فيما بينهم البين وزجير الرصاص بكل حي وكل شارع وبالساحات وكل الثوابت التي كان يعتبر المساس بها من المحرمات المقدسة أصبحت اليوم تتعرض للهدم والتفكيك والإزالة والعودة إلى الإمامة والرجعية والتخلف تتصدر المشهد بكل جدارة وتستولي على جميع مفاصل الدولة وأجهزتها. اليمن ياهؤلاء تئن وتتألم تحت وطأة من يقدمون حب أنفسهم على حب الوطن، ومن يضع مصلحته الشخصية فوق أي اعتبار ومن هم أداة تخدم جهات خارجية وسنصبح بين عشية وضحاها لا دولة، لا حكومة، لا أمن ولا استقرار.. نقطة على السطر ولا مخرج لنا جميعاً إلا بالاصطفاف وتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث في اليمن وعلى كل طرف أن يقدم التنازلات تلو التنازلات وذلك لمصلحة الوطن والمواطن، ولمصلحة الأمن والاستقرار واخراجنا من عنق الزجاجة التي أدخلونا فيها ونحفظ بذلك ما بقى من الشرعية والسيادة الذي يمثلهما الرئيس عبدربه منصور هادي عبر الاصطفاف بالحكمة والإيمان لأن الإيمان يمانِ والحكمة يمانية.