التشدق بمصطلحات الوطنية والهوية والسيادة والثوابت .. بات أمراً مستهلكاً بل وسخيفاً، ذلك لأن الجميع باتوا يرددونه بما فيهم الإنقلابيين والإرهابيين والخونة والعملاء والمرتهنين والقتلة واللصوص، وكل من يعملون في الخفاء في سبيل تنفيذ اجندة تآمرية تخدم أطراف وجهات خارجية .. فالأمر أصبح بالنسبة للجميع مجرد شعارات زائفة يرددونها في سبيل التغرير بأتباعهم وبالبسطاء، وتحقيق اغراض ومصالح شخصية وفئوية رخيصة.
وقليلون جداً هم من يدركون عظمة تلك المصطلحات، ويسخرون أنفسهم وجهودهم وأوقاتهم في سبيل الإنتصار للوطن وخدمته وتحقيق أحلام وتطلعات السواد الأعظم من أبنائه .. يعملون بصمت وتفان وإخلاص ليلاً ونهاراً، وبعيداً عن الأضواء لا يهمهم ثناء أو اشادة او تقدير أحد .. بقدر ما يهمهم أداء واجباتهم، والوفاء بإلتزاماتهم، وخدمة أبناء شعبهم، وتذليل الصعوبات والعراقيل والمعوقات التي تنغص حياتهم.
دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيس مجلس الوزراء .. أحد تلك القامات الوطنية السامقة التي تعمل وتكد وتثابر بصمت ليلاً ونهاراً في سبيل خدمة الوطن والناس، بكل أمانة وصدق وإخلاص وتفان .. رجل إستثنائي بكل ما تعني الكلمة .. الوطن ينبض في مسار أوردته، وحُلم تحقيق الدولة والمدنية والنظام والقانون والتعايش الخلاق هدفه وغايته الأسمى .. رجل دولة تمثلت فيه كل صفات ومعاني الوطنية، وقيم النبل، والشهامة، والتسامح، ونقاء السريرة، والإحساس بالآخر، لا يحمل في قلبة ذرة من حقد أو غل أو كراهية تجاه أحد حتى اولئك الذين ما فتئوا يزرعون الشوك في طريقة.
منذ تقلده منصب رئاسة الحكومة وهي فترة لا تزال وجيزة جداً أثبت أنه رجل دولة من الدرجة الاولى .. ورجل المرحلة المطلوب .. فعلى الرغم من التحديات والصعوبات والمخاطر الجمة التي كانت تشهدها العاصمة المؤقتة «عدن» الفترة الماضية - إلاّ ان الرجل عقد العزم على مواجهة كل ذلك بكل عزيمة وإرادة وإصرار وشجاعة وتحدّ .. قٙدِم اليها حاملاً كفنه معه غير عابهاً بما سيحاك ضده من مؤامرات من قبل المتربصين وما اكثرهم .. وغير مكترثاً بالمصير الذي سيؤول اليه حاله .. فقط أدرك أن مكانته ومسئوليته تحتم عليه المخاطرة والمواجهة بغض النظر عن النتائج والتبعات .. المهم صون الدولة وحماية الشعب والتخفيف من الأعباء والأزمات والعذابات المترامية التي يواجهها البسطاء من ابنائه.
هكذا أدرك الرجل ان اوضاع وظروف المرحلة التي تمر بها البلد خصوصاً المحافظات والمناطق المحررة تتطلب وتستدعي، بل وتحتم وجود رجل دولة يمسك بزمام الأمور، ويحافظ على ما تبقى من أساسيات النظام وهيبة، ولأن الغالبية تنصلوا بما فيهم طابور الحكومة الشرعية الطويل الذين اكتفوا بما تحصلوا عليه من امتيازات مقابل المناصب فأكتفوا بتأمين انفسهم وذويهم خارج حدود الجغرافيا اليمنية واتخذوا موقف المتفرج، وكأن ما يجري لا يعنيهم بشيء - عقد العزم بأن يكون لها، وبالفعل إستطاع أن يثبت خلال الفترة القصيرة من رئاسته للحكومة وانتقاله للعمل من قلب العاصمة «عدن» أنه الأكفأ والأجدر بقيادة دفة السفينة والوصول بها الى بر الأمان.
يكافح «بن دغر» ويثابر ويجتهد على مدار الوقت في سبيل معالجة وحلحلة وإحتواء كافة المشكلات والصعوبات والعراقيل التي تواجهها مؤسسات الدولة في جميع المحافظات والمناطق المحررة وتحديدا الجنوبية منها .. بصبر وتأن وهدوء وسعة بال وبطاقة تحمل لا محدودة .. نجده وعلى الدوام فاتحاً مكتبه وحتى منزله لكل الناس .. يقابل الجميع دون تمييز أو تفرقة بين أحد كما هو حال البعض ممن في نفوسهم مرض والذين باتت سياساتهم وتوجهاتهم وأفعالهم قائمة على أسس ومعايير (مناطقية - حزبية - قبلية - فئوية) .. ينظر للجميع بإعتبارهم مواطنين يمنيين وكفى، يصغي لكل شخص على حده، ويعطي كل شخص وقته الكافي - ثم يوجه في الحال بحل المشكلة او إتخاذ التدابير اللازمة لإحتوائها .. وليس هذا فقط بل انه بات يخصص جزء من وقته للنزول الميداني وتلمس طيبعة الظروف والأوضاع في مرافق الدولة بشكل مباشر.
ما يقوم به هذا الرجل من اعمال، وما يحققه من انجازات، وما يوفره من خدمات جليلة للناس كافة كل يوم وساعة .. يجعل منه ليس رئيس حكومة وحسب، وانما ايضا وزيراً لأغلب الوزارات، ومحافظاً للمحافظات، وقائداً للمعسكرات، ومديراً وحارساً وحامياً لكافة المرافق الحكومية والخدمية .. ففي ظل غياب (إغتراب) أغلب أعضاء الحكومة الشرعية، وتقصير وعجز البعض من المحافظين، وقادة المعسكرات، ومدراء عموم الإدارات - رئيس الوزراء هو من يقوم بأعمالهم ويغطي عجزهم وقصورهم .. ولأنه حكيماً ومحنكاً ودقيقاً وحصيفاً، وصاحب نظرة ثاقبة، وليس صدامياً ولا متهوراً ولا دموياً - تمكن خلال فترة عمله القصيرة من تحقيق إنجازات عظيمة، واستطاع أن يُطبع الأوضاع في المحافظات والمناطق المحررة وان كان بعضها لا يزال بشكل جزئي .. لكنه عاقد العزم على إستكمال ما تبقى، ونحن على ثقة بأنه سيتمكن من ذلك في قادم الأيام .. وكل ذلك دون ان تراق قطرة دم واحدة.
وبصراحة والحق يقال أنا لم أكن اعرف الرجل عن قرب من قبل جيداً سوى ما كنت أقرأه عنه من أخبار وما اسمعه منه من تصريحات .. ولا اخفيكم كان لدي تصور كالكثيرين منكم بأنه أحد المسئولين النفعيين الذين ما فتئوا يبحثون عن مصالحهم الذاتية - لكنني ومن خلال لقاءين قصيرين جمعتني به، الى جانب متابعتي لأعماله وتحركاته وانجازاته خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في العاصمة «عدن»، بالإضافة الى معايشتي طبيعة الصعوبات والتعقيدات الشائكة والمريبة فيها، وقياساً بما نراه ونلمسه من تنصل وخذلان وفساد وعبث مسئولي الدولة عامة - أدركت قيمة وأهمية وعظمة الدور الذي يقوم به الرجل، وسمو حسه الوطني، وما يتمتع به من شجاعة وحنكة ودراية وأمانة ونزاهة ونبل، وحرص على لملمة شتات الصف الوطني، وتحصينه ضد كل محاولات شقه وتشظيته، ناهيك عن اصراره على ضرورة فرض هيبة الدولة وسيادة القانون في عموم محافظات ومناطق الوطن.
وكما تعلمون أن هذه الصفات والقيم السامية والخلاقة وللأسف الشديد - باتت مفقودة وغائبة بل وملغية من أجندة السواد الأعظم ممن يسوسون البلاد الوقت الحالي .. والذي كشفت تحولات المرحلة الماضية بأن اغلبهم يضعون مصالحهم الذاتية والخاصة فوق كل المصالح الوطنية .. وهو الأمر الذي دفعني لتدوين شهادتي هنا عن هذه القامة الوطنية العظيمة والاستثنائية الذي لا يزال الوطن بالنسبة له المقدس الوحيد ولذلك نجد أن كل عمله وجهده ووقته منصب في سبيل حمايته وتحقيق استقراره وخدمة أبنائه فقط وفقط وفقط .. نعم استطيع الجزم بأنه المسئول الوحيد الذي يعمل للوطن بمعزل عن الإملاءات والتوجيهات الخارجيه .. وبالتالي صار يستحق وبجدارة ان نطلق عليه لقب «رجل الوطن ورجل المرحلة المنشود».
ووبإختصار وللأنصاف وحتى لا ندخل في دوامة التأويلات وأن فلان مجامل وذاك مأجور .. أدعو الجميع لمتابعة تحركات ونشاط دولة رئيس الوزراء (الدكتور احمد عبيد بن دغر) اليومية في العاصمة «عدن» ولاحظوا فقط ما يحققه من نجاحات وانجازات على أرض الواقع .. التي يأتي في صدارتها اعادة الكهرباء للعاصمة عدن .. لكن وقبل ان تصدروا احكامكم عليه - عليكم ان تضعوا في الإعتبار طبيعة التعقيدات والتحديات والمخاطر التي تشهدها المناطق التي يديرها، الى جانب ما يحاك ضده، ومن يتربصون به .. وكون ما يقوم به لا يزال غائباً عن الانظار أرجو منكم أن تنصفوا الرجل وتساندوه وتشدوا من ازره وعزيمته .. لأنه وللأمانة وحده ودون سواه من يسير على خطى تحقيق حلمنا الأبرز في الدولة المدنية التي تسودها الحرية والعدالة والمساواه.