رواج متجدد لوجهات الشرق الأوسط
أفرد تصنيف المنظمة العالمية للسياحة بعض المفاجآت لناحية البلدان التي حققت تقدما سياحيا في مطلع 2017.
فقد سجلت الضفة الغربية المحتلة حيث شيد فنان الشارع الشهير بانكسي فندقا له، نموا بنسبة 57,8% في عدد الزوار الذين يمضون ليلة واحدة على الأقل في المنطقة خلال الربع الأول من العام الفائت، لتحتل صدارة هذا التصنيف.
وتلتها في المرتبة الثانية مصر (+51%) التي عادت لتنشط سياحيا بفعل عودة الربط الجوي مع بعض الوجهات، فيما احتلت تونس المرتبة الخامسة (+32,5%) بفضل الأسعار المغرية لرزماتها السياحية مع عودة السياح إليها بعد التراجع المسجل منذ اعتداءات 2015 في سوسة ومتحف باردو في تونس العاصمة.
وجهات شتوية
باتت "العطل الطويلة" تنظّم بشكل متزايد في فصل الشتاء، فأربعة أميركيين من أصل خمسة يفكّرون في السفر "بعيدا" في الشتاء، وفق ما بيّن استطلاع للآراء صادر عن معهد "هاريس".
ويشتدّ الإقبال خصوصا على المناطق الواقعة على مقربة من القطب الشمالي، مثل لابلاند وغرينلاند، ولم يعد البرد يفتّر حماسة السياح على اكتشاف هذه المواقع.
وتشهد الفنادق على شكل أكواخ جليدية ازدهارا كبيرا في هذه المقاصد.
متعة وأعمال
كثيرون هم المسافرون الذين باتوا يختارون إطالة رحلات الأعمال لأغراض السياحة. وقد أظهرت دراسة أعدتها منصة "ترافلبورت" أن الفئة العمرية بين 18 و34 عاما التي هي على وشك أن تصبح الأوسع في مجال السياحة وتتقدّم على جيل طفرة الإنجاب، تحرص على إطالة رحلات العمل "بانتظام" للاستفادة من أسفارها.
ولا يتوانى هذا الجيل عن أخذ عطل خلال مواسم العمل، نظرا خصوصا لمرونة الدوامات وتعدّد المهن الحرّة أو القدرة على العمل خارج المكاتب، ما يسمح لهم بتنفيذ مهامهم أينما كانوا، حتّى على الشاطئ مثلا.
ويدفع هذا التطوّر قطاع الفنادق إلى تأمين شبكة انترنت قوية. وتطمح تايلاند إلى أن تصبح مقصد العمّال المستقلين وهي أطلقت في اغسطس/آب خطة واسعة للاستثمار في البنى التحتية الخاصة بالشبكة العنكبوتية تشمل حتّى جزرها المنعزلة.
نمط جديد
لم يعد هواة السفر يتوانون عن التفسّح بمفردهم في الوجهات السياحية. ونمط السفر الجديد هذا آخذ في التوسّع منذ العام 2014، لكنه ترسّخ في المشهد السياحي في العام 2017، حتّى إن كتيبات إرشادية صدرت لها النوع من المسافرين.
وتشكل النساء 63% من السياح الذين يسافرون بمفردهم، في مقابل 36% عند الرجال، وفق دراسة أعدّها موقع "بوكينغ.كوم".
وجاء في موقع "سولو ترافلر" المخصص لهذه الفئة من المسافرين إن "هؤلاء السياح ما عادوا يريدون مراعاة حاجات غيرهم وهم يريدون التخطيط لرحلاتهم كما يحلو لهم".
سفر مراع للبيئة
والسفر المراعي للبيئة يقوم على الحد من الآثار المترتبة على الطبيعة، وهو فرض نفسه في العام 2018 في كافة سوق العرض السياحي، وليس فقط في الشركات أو العلامات التجارية المتخصصة في هذا المجال.
فقد صار نادرا أكثر فأكثر في العام 2018 العثور على غرفة فندق فيها مغطس ماء واسع، حتى في أماكن الإقامة الفاخرة، بحسب ما ذكرت مجلة "ترافل ويكلي" المتخصصة.
في جنوب إفريقيا التي تعاني من جفاف شديد، تعمل الفنادق على تقليص استخدامها للمياه لأدنى حد، معتمدة مثلا على مناشف ورقية أو مخفّضة وتيرة غسل المناشف.
وفي أقصى الشمال، تنوي النروج إلزام السفن السياحية التي تعبر المضائق الخلابة في مياهها، باستخدام وقود أنظف، تحت طائلة دفع غرامات.