تقرير خاص: حكومة بن دغر تتفنن في البناء والمليشيا تتفنن في الهدم.. قطاع التعليم كمثال
بذلت ولا زالت الحكومة الشرعية بقيادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وبتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، جهودا كبيرة، لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، والتحرك وفق الإمكانيات المتاحة لعودة الخدمات الأساسية للمواطنين كأولوية وقبل كل شيء.
وكان للحكومة جهدا ملموسا في جميع المجالات كالكهرباء والطرق والصحة والتعليم والمياه، ونجحت في خلخلة الكثير من الملفات في هذا الجوانب، استنادا للعزيمة الكبيرة الذي لاحظها الجميع في رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والذي لا ينكر ذلك سوى جاحد بحسب مراقبون.
وتحدث "الأحرار نت" عن انجازات الحكومة بالتفصيل في العديد من الملفات، وهنا يتحدث عن بعض إنجازاتها في ملف التعليم على سبيل المثال لا الحصر، ومحاولتها انتشال الوضع التعليمي في البلاد وتطويره، لمواكبة العصر وتقديم نموذج مشرف، في الوقت الذي تسعى مليشيا الحوثي الانقلابية وبما أوتيت من قوة لهدم التعليم وإعادته إلى ما قبل العصور الوسطى.
اهتمام القيادة
ويؤكد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على الاهتمام بالتعليم باعتباره حجر الزاوية في بناء المستقبل وبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة متحررا من عقد ورواسب الماضي بكل نتوءاته متطلعا إلى بناء يمن جديد تسوده قيم التعايش والوئام والسلام.
رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، خلال افتتاحه مبنى وزارة التربية والتعليم في العاصمة المؤقتة عدن، نهاية نوفمبر من العام الماضي، شدد على ضرورة الاهتمام بالتعليم الذي يأتي في طليعة الأولويات الحكومية، باعتباره الطريق الوحيد لصناعة حاضر مشرف ومستقبل واعد، وبناء اليمن الاتحادي الجديد الذي نطمح اليه، وأن التعليم المتطور هو الكفيل بتحقيق النهوض الحقيقي للوطن.
ووجه الدكتور بن دغر، آنذاك وزارة التربية بالتركيز على إصلاح العملية التعليمية بجوانبها المختلفة، من أجل الحصول على جيل متوازن في أفكاره، متعايش مع بيئته محب لوطنه، متسلح بالعلم ويمتلك من المهارات التي تؤهله للاضطلاع بدور حيوي في خدمة المجتمع والوطن وتحقق له في الوقت نفسه سبل العيش الكريم.
مفتاح التقدم
وأشار بن دغر إلى ضرورة بناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص ومختلف القطاعات المرتبطة بالعملية التربوية والتعليمية والتجارب الرائدة العربية والدولية في هذا المجال لتحقيق نهوض حقيقي في التعليم.
وأكد رئيس الوزراء بأن الأمم والدول التي تقدمت وحققت نهضة شاملة في زمن قياسي كان مفتاحها الأساسي في ذلك هو الاهتمام بالتعليم.. مجدداً تأكيده أن الحكومة، ستقدم كل الدعم والاهتمام اللازم من أجل النهوض بالتعليم وتنفيذ الخطط التي من شأنها إحداث نقلة نوعية وملموسة في صناعة أجيال المستقبل وعماد نهضة الوطن ومستقبله المشرق.
تكريم الأوائل
وفي نهاية العام الماضي، أدخلت حكومة بن دغر الفرحة إلى أبناءها الطلاب في حفل تكريم أوائل الجمهورية على مستوى كافة المحافظات للعام الدراسي2016-2017م للقسمين العلمي والأدبي، بينما منع تسلط المليشيا أوائل المحافظات التي يسيطرون عليها من حضور حفل التكريم في تصرف يدل على منهجية حكمها.
وفي الحفل الذي أقامته وزارة التربية والتعليم، ورعاه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، واطلع على تفاصيله "الأحرار نت"، أكد الدكتور بن دغر بأن الحكومة أولت التعليم اهتمام كبير وذلك من خلال بناء المدارس وتشيد الجامعات والصروح العملية.
وقال رئيس الوزراء"اذا أردنا أن نجنب بلادنا ويلات الحروب والاقتتال فعلينا بالاهتمام بالعملية التعليمية وتسخير كافة الامكانات لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة يصعب على أي جماعات كهنوتية متخلفة أن تمارس عليه التضليل والخداع"..مشددا على أن العلم هو الطريق الوحيد لاي شعب يتطلع لمستقبل آمن ومشرق.
وأضاف "إن الإصرار على إقامة هذا الحفل التكريم لأبنائنا الطلاب وبناتنا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا جراء الحرب الظالمة للمليشيا الحوثية وانتهاجها لسياسية التدمير والجهل حيث قامت بتغيير المناهج الدراسية وبما يخدم ويتوافق مع نهجها السلالي العنصري في التجهيل لذلك اليوم نكرم أوائل الطلاب الذي اجتهدوا وبذلوا جهود لينالوا ثمرة هذا الجهد ويعود الفضل بعد الله إلى آبائهم وأمهاتهم الذي يعود لهم الفضل الاول في الوصول إلى هذا النتيجة".
اهتمام شخصي
لم تكن تصريحات بن دغر، مجرد مادة للاستهلاك الاعلامي، بل تم ترجتمها على الأرض، ولا يخفى على أحد كيف تجاوب رئيس الوزراء بن دغر، مع مناشدة الكاتب السياسي المعروف خالد الرويشان، في قضية الطلاب الأوائل، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، آنذاك، بأن قضية الطلاب الأوائل ستكون محل اهتمام عالي للحكومة.
وقال الدكتور بن دغر في استجابه سريعة نشرها على حسابه بفيسبوك واطلع عليها "الأحرار نت"، : "أخي خالد الرويشان، أقدر اهتمامك ومتابعتك العميقة لمختلف القضايا الوطنية السياسية والاجتماعية، الكبرى منها والصغرى، تناولك اليوم لقضية الطلاب الأوائل وهي محل اهتمام عالي للحكومة، ولن نتركهم إلا بعد أن نتأكد أنهم قد حصلوا على استحقاقهم في التعليم الأكاديمي، وسأكون إلى جانبهم شخصياً".
الحكومة تبني
وإلى جانب الاهتمام المستمر، التي توليه الحكومة برئاسة بن دغر، ومحاولة بناء ما تم تهديمه على أيدي الانقلاب، وقع بداية الشهر الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت، على مذكرة تفاهم لوضع منهج اللغة الانجليزية من الصف الرابع الى الصف الثاني عشر.
الاتفاقية التي من المتوقع أن تطبق في اليمن من العام الدراسي 2020/2019، وقعها وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس مع نظيره اللبناني ورئيس مركز البحوث التربوي في لبنان حبيب صائغ.
وبحسب متابعة "الأحرار نت"، فقد شملت الاتفاقية عدد من الاجراءات المصاحبة كالتدريب للمعلمين والموجهين، كما تكفل مركز البحوث كطرف ثاني باعداد الوثيقة الخاصة بالمناهج على نفقتهم، إلى جانب دعم تجهيز الأوعية التربوية ومواءمتها للبيئة التعليمية اليمنية حسب الجدول الزمني المرفق.
المليشيا تهدم
في المقابل، تتفنن مليشيا الحوثي الانقلابية في الشمال وبعض القوى في الجنوب، في استخدامها معاول هدم كلما تم انجازه وكلما هو جميل، إلى جانب التفنن في عمليات النهب الواسعة لمؤوسسات الدولة وهدم أركانها، بكل ما أوتيت من قوة.
وكمثالا للهدم، في الشمال، اشتكى أولياء أمور طلبة في صنعاء من أن ميليشيات الحوثي ألغت تدريس مادة "القرآن الكريم" بعدد من مدارس العاصمة صنعاء، واستبدلتها بدروس طائفية.
وقال أولياء أمور الطلبة إن ميليشيات الحوثي أوقفت تدريس مادة القرآن الكريم في مدرسة الميثاق بقاع القيضي في مديرية السبعين جنوب صنعاء.
وأضاف أولياء الأمور أن الميليشيات أمرت أتباعها من المدرسين بعدم تدريس مادة القرآن واستبدالها بدروس طائفية.
وأكد أولياء الأمور أن التدريس بالمدرسة في تدنٍّ مستمر، حيث لا تصل حصيلة اليوم الدراسي في المدرسة إلى أكثر من حصتين.
أما في الجنوب، فالجميع لاحظ نتائج الانقلاب الكارثية في العاصمة المؤقتة عدن، وما رافق العملية من نهب منظم لمؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية، كمجلس القضاء الأعلى والأمانة العامة لرئاسة الوزراء ومبنى التربية والتعليم.
ختاما
المواقف كثيرة والانجازات التي تسجلها الحكومة الشرعية، يحتاج لها من الوقت الكثير، وبرغم الصعوبات إلا أن الحكومة لا زالت تؤكد بأنها ستبذل الكثير من الجهود في حل الكثير من الملفات الشائكة وعلى رأسها الأمن في المناطق المحررة وانتظام صرف مرتبات القطاع العسكري، إلى جانب استكمال تحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
وفي المقابل أيضا، لا زالت مليشيا الحوثي والمليشيات الأخرى تخرج لأبناء الشعب بكل جديد في صنع الأزمات، وخلق المعاناة، وقتل الأبرياء، لتنفيذ مخططات خارجية، خارجة عن المرجعات الأساسية الثلاث المتفق عليها محليا وإقليما ودوليا.