كيف تمنع “فيسبوك” من جمع بيانات اتصالاتك ورسائلك النصية؟
الثلاثاء 27 مارس 2018 الساعة 23:09
الاحرار - :

في الوقت الذي كانت شركة “فيسبوك” تحاول جاهدةً التغلب على فضيحة بيانات المستخدمين التي تتضمن شركة الاستشارات السياسية في المملكة المتحدة “كامبريدج أناليتيكا”، خضعت أكبر شركة تواصل اجتماعي في أنحاء العالم مجددًا للانتقادات؛ بسبب ممارسات مرتبطة بالإفراط في جمع البيانات.

وأقرت شركة “فيسبوك”، الأحد الماضي، أنها تجمع منذ سنوات تاريخ الاتصالات والرسائل النصية لمستخدميها، الذين يملكون هواتف أندرويد، وبررت الشركة ذلك بقولها إنها تفعل ذلك بموافقة المستخدمين، بيد أن الأمر ليس بهذه البساطة.

الأشخاص الذين “اختاروا” صراحةً السماح للشركة بحصد البيانات من هواتفهم المحمولة فعلوا ذلك من خلال السماح للشركة باستيراد جهات الاتصال الخاصة بهم؛ حتى يتمكنوا من استخدام تطبيق “مسنجر” أو “فيسبوك لايت” على هواتفهم المحمولة، بيد أنه لم يكن واضحًا بالنسبة للكثير من المستخدمين أنهم كانوا يوافقون على تسجيل جميع سجلات هاتفهم النقال عندما قاموا بالموافقة على استيراد جهات الاتصال لهذه التطبيقات على هواتف أندرويد.
وقامت الشركة بالدفاع عن نفسها موضحةً أنه ” يجب على الناس الموافقة صراحةً على استخدام” الخاصية الاختيارية من أجل استيراد جهات الاتصال الخاصة بهم على “مسنجر” أو “فيسبوك لايت” للسماح لفيسبوك بجمع بيانات الهاتف المحمول، واعتبر بيان يوم الأحد المرة الأولى التي تقوم شركة تواصل اجتماعي بالاعتراف بهذه الممارسة بعبارات واضحة لمستخدميها.

يقول البيان: “عندما تقوم بالتسجيل للمرة الأولى في مسنجر أو فيسبوك لايت على أندرويد، أو تقوم بتسجيل الدخول على مسنجر من جهاز أندرويد، تمنح خيار تحميل جهات الاتصال الخاصة بك باستمرار بالإضافة إلى تاريخ الاتصال والرسائل النصية. بالنسبة لمنسجر، باستطاعتك إما أن تقوم بتشغيل الخاصية، أو اختيار ‘تعلم المزيد  أو “لاحقًا”. بينما الخيارات على فيسبوك لايت هي إما تفعيلها أو “التخطي”.

وأضاف البيان: “إذا اخترت تفعيل هذه الخاصية سنقوم بالبدء في تسجيل هذه المعلومات باستمرار والتي يمكن تنزيلها في أي وقت باستخدام أداة ” تنزيل نسخة من بياناتك”.

وبدأ تسليط الضوء على الحذر من حصد بيانات الهاتف على منصة “تويتر”، حيث بدأ المستخدمون بنشر سجلاتهم الخاصة التي قاموا بتنزيلها من “فيسبوك”، وقدموا أدلة لا تقبل الجدل بأن الشركة كانت تقوم بالفعل بجمع بياناتهم.

وأشارت الشركة إلى أنه باستطاعة الأشخاص الذين لا يرغبون في استخدام هذه الخاصية الاختيارية تعطيلها في الإعدادات، وتزعم أن القيام بهذا يؤدي إلى إلغاء كل سجل المكالمات والرسائل النصية التي سجلت سابقًا.

وذكر البيان أنه “إن رغبت في أي نقطة، بالتوقف عن متابعة تحميل هذه البيانات، باستطاعتك أن تعطّل الخاصية ببساطة في الإعدادات. كما باستطاعتك تعطيل التسجيل المستمر لتاريخ المكالمات والرسائل النصية مع إبقاء تحميل جهات الاتصال مفعلًا”.
وقالت شركة فيسبوك أيضًا في بيانها إن معلومات المستخدمين “مخزنة بشكل آمن ونحن لا نبيع هذه المعلومات لأطراف ثالثة”، بيد أن فضيحة الأسبوع الماضي التي تتضمن شركة البيانات السياسية في المملكة المتحدة “كامبريدج أناليتيكا” أبرزت أن الشركة كانت بالحقيقة عرضة للتلاعب من قبل شركات خارجية تشارك معلوماتها معها طوعًا.

وانخفض سهم الشركة أكثر من 14٪ في ما يزيد قليلا عن أسبوع منذ انتشار خبر أن “كامبريدج أناليتيكا” كانت تقوم بحصد بيانات على نحو غير لائق عن طريق شركة طرف ثالث، قدمت لها “فيسبوك” طوعًا بيانات مستخدمين.

من جانبه، اعتذر الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج في بيان على منصة التواصل الاجتماعي، وكذلك في إعلان احتل صفحة كاملة في صحيفة، ولكن يبدو أن التداعيات مستمرة مع استمرار ظهور وسم #DeleteFacebook  “إلغي فيسبوك” ك “تريند” في وسائل التواصل الاجتماعي، وقيام مستخدمين بارزين مثل إيلون ماسك بحذف صفحات شركاتهم.

متعلقات