وشملت الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخراً، 479 ألف شخص ردوا على أسئلة لمعرفة إن كانوا "منعزلين اجتماعيًا" تتعلق بعدد الأشخاص الذين يلتقون بهم وبوتيرة خروجهم من المنزل، وإن كانوا يشعرون بالوحدة.
وكتب الباحثون الفنلدنيون في مجلة هارت الطبية "العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة يرتبطان باحتمال اكبر للإصابة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية".
وأضاف الباحثون: أن "العزلة الاجتماعية تبقى على ما يبدو عامل خطر مستقل للوفاة بعد الأزمة القلبية والجلطة الدماغية".
وميزة هذه الدراسة أنها عزلت هذا العامل عن العوامل الاخرى. فعيش الشخص بمفرده يترافق عادة مع مخاطر اخرى مثل نمط حياة غير صحي (تدخين وتغذية غير متوازنة وقلة الحركة الجسدية) ومشاكل نفسية والفقر.
ومع استبعاد هذه العوامل الأخرى، يتبين أن الوحدة تزيد احتمال الوفاة بنسبة 32% بعد أزمة قلبية أو جلطة دماغية.
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في يناير/كانون الثاني الماضي تعيين سكرتيرة دولة مكلفة الأشخاص المنعزلين لإيجاد حلول لآفة الوحدة الاجتماعية ومعالجة مشكلات الصحة العامة المرتبطة بالعزلة التي تؤثر على الملايين من الشعب في بريطانيا.
وتشير تقديرات بريطانية، إلى أن ما يقدر بنحو نصف الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 75 عامًا يعيشون وحدهم، أي حوالي مليوني شخص في أنحاء بريطانيا، بينما يقول كثيرون إنه قد تمر عليهم أيام بل وأسابيع دون أي تواصل اجتماعي على الإطلاق.
والوحدة هي شعور قوي بالفراغ والعزلة، وينتج عن التقدم في السن، أو المرض أو الفقر أو وفاة عزيز أو الانفصال عن الشريك.
وكانت دراسة أميركية نشرت في اغسطس/آب الماضي أفادت بأن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة يفوق التأثيرات السلبية للسمنة.
وأثبتت نتائج الدراسة أن زيادة التواصل الاجتماعي يرتبط مع خفض خطر الوفاة المبكرة بين كبار السن بنسبة 50%.
ووجدت أن العزلة الاجتماعية أو الوحدة أو عيش الإنسان بمفرده أسباب تزيد خطر الوفاة المبكرة، ويعادل وربما يتجاوز تأثيرها السلبي عوامل خطر أخرى مثل السمنة، خاصة مع تزايد عدد المسنين في العالم.
وأوصت الدراسة كبار السن بالتحضير جيدًا لفترة التقاعد اجتماعيًا وماليًا، لأن العديد من الروابط الاجتماعية ترتبط بمكان العمل.