مثّل قرار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بتعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الوزراء بداية إبريل من العام الماضي، نقطة تحول فارقة في مسيرة الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وبحسب خبراء سياسيون، استطاع رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر من التحرك الجاد لانتشال الأوضاع الخدمية المتردية في المناطق المحررة وخصوصاً العاصمة المؤقتة عدن، في جهود مستمرة وكبيرة يبذلها الرجل لا تخفى على أحد.
وأضاف الخبراء في حديث، لـ "الأحرار نت"، بأن اهتمام رئيس الوزراء على مشاركة المواطنين للعيد من الداخل، والعمل على خلخلة المشاكل في الخدمات للمناطق المحررة عامة، والعاصمة المؤقتة عدن على وجه الخصوص، دليل واضح على وطنية الرجل الذي لا يختلف عليها اثنين.
"17يوم" هي فترة غياب رئيس الوزراء عن العاصمة المؤقتة عدن، استدعت وفي أول يوم غياب أبناء عدن لمناشدة بن دغر بالعودة إليها، لما لمسوه من قيام أعداء الوطن بالعمل على عودة الخدمات فيها إلى مربع الصفر، بعد أن استطاعت الحكومة برئاسة بن دغر أن تقطع مشوارا كبيرا فيها وخصوصا في مجال الكهرباء، ليرتفع عقبها منسوب الأمل لدى أبناء عدن، بحسب استطلاع "الأحرار نت" في منتصف الشهر الماضي وبعد مغادرة بن دغر لعدن بيومين فقط.
وساد نوع من الخوف في قلوب الجميع حينها بقرب عيد الأضحى المبارك نتيجة تأخر عملية صرف المرتبات للموظفين بسبب شحة السيولة لدى البنك المركزي اليمني بعدن، والتي اتضح - بحسب المراقبون- بأن غياب بن دغر عن عدن، كان له دور كبير في معالجة هذه المشكلة لكي ينعم أبناء العاصمة المؤقتة عدن بالعيد وفرحته.
وحرص رئيس الوزراء الدكتور بن دغر على العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن قبل حلول عيد الأضحى المبارك بيوم واحد، بعد زيارة إلى المملكة العربية السعودية أجرى خلالها مشاورات مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح، وكذلك قيامه بزيارة لمملكة البحرين وصفت بالناجحة.
وفور عودة رئيس الوزراء إلى العاصمة المؤقتة عدن الخميس الماضي، ومن أرضية مطارها أكد بأنه سيتم صرف مرتبات الجيش والأمن ابتداء من يوم وصوله، كما أكد بأن الحكومة صرفت مرتبات جميع الموظفين المدنيين والمتقاعدين في المحافظات المحررة وستعمل على تحسين مستوى الخدمات الأساسية في العاصمة المؤقتة عدن وغيرها من المحافظات.
وأضاف في تصريحه الذي نقلته وكالة سبأ الرسمية: " كما فعلنا ونجحنا في ذلك، سنواصل جهودنا لتحقيق الاستقرار وسنواصل العمل الذي بدأناه مع المخلصين والأوفياء للوطن في التنمية والمضي قدماً نحو استعادة ما تبقى من المحافظات التي مازالت تحت سيطرة المليشيات الانقلابية.
وقال رئيس الوزراء: "برغم الظروف الصعبة التي نعيشها بسبب شحة الموارد وقله الامكانيات الا اننا لن نيأس ولن نتراجع وسنكون إلى جانب عدن والمحافظات المحررة وسنفي بما عاهدنا به الله وأنفسنا واهلنا".
وعلم "الأحرار نت" بأن رئيس الوزراء ترأس فور وصوله إلى عدن اجتماع بنائب وزير المالية ونائب رئيس هيئة الأركان العامة مع عدد من قادة ألوية الجيش ناقش فيها عملية الإسراع من صرف المرتبات للجنود.
ووفقا للمصادر فقد أشرف الدكتور بن دغر بنفسه على عملية الصرف والتي اجتازت عملية الصرف نسبة 60% حتى عصر ذلك اليوم.
وفي يوم العيد قام رئيس الوزراء بأداء صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع حقات بكريتر بين كبار رجال الدولة من مدنيين وعسكريين وعدد من قيادات الوحدات العسكرية ومحافظي بعض المحافظات وأعضاء مجلس القضاء الأعلى وجموع غفيرة من المواطنين.
كما شارك أبناء عدن العيد وذلك باستقباله في قاعة الاتحادية جموع المهنئين الذين قدموا لسلام عليه بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وأكد الدكتور بن دغر لجموع المهنئين، بأن الحكومة ستعمل جاهدة وبالإمكانيات المتاحة على تذليل الصعاب امام المواطنين وستواصل تحسين مستوى الخدمات الاساسية للمواطنين. سائلاً الله أن يعيد العيد وقد تحقق للشعب اليمني ما يتطلع اليه من تأسيس دولته الاتحادية وارساء دعائم الدولة.
وحرص رئيس الوزراء على مشاركة الأشقاء في التحالف بالعيد وهم يساندون إخوتهم في اليمن معركة الشرف والبطولة ضد مليشيا الانقلاب، حيث قام بزيارة مقري قيادة القوات السعودية والإماراتية بالتحالف العربي بعدن.
وكما استقبل رئيس الوزراء ضباط وجنود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والمتحدة وبقية قيادات الدول المشاركين مع إخوانهم من دول التحالف العربي والجيش الوطني في ميادين العزة والشرف للدفاع عن المبادئ الوطنية والعروبية والتمدد الإيراني في المنطقة..
ويرى الخبراء السياسيون، بأن تحركات بن دغر جاءت سريعة جدا في مختلف الاتجاهات وهذا ليس بجديد منه فقد وجدناه طيلة الأشهر الماضية يعمل بصمت وبوتيرة عالية ويحرص بنفسه على متابعة الأعمال، وهذا يؤكد إخلاصه للوطن وعلى إلمام الرجل بمختلف الأمور وحرصه على معاجلة مختلف القضايا، وكذلك حرصه الشديد على التواصل مع شركاء الأطراف السياسية لتذليل المشاكل والعمل برؤية موحدة هدفها الوحيد رفع المعاناة على المواطن وعودة مختلف الخدمات الحياتية بأسرع وقت ممكن، ليؤكد بأن الدكتور بن دغر رجل دولة بمعنى الكلمة.