أكدت مصادر مطلعة أن الاوضاع التي تشهدها العاصمة صنعاء اليوم باتت مشوبة بالريبة رغم الهدوء الذي يخيم على معظم أحياءها.. مشيرة الى قيام عناصر طرفي الانقلاب «الحوثيين - والمخلوع» بإجراء استعدادات وترتيبات سرية وخفية وبشكل متسارع ينذر باندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين وعلى نطاق واسع خلال الأيام القادمة.
وأوضحت المصادر لـ«الأحرار نت» أن حالة من التوجس والهلع والرعب تفشت في أوساط قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام «جناح المخلوع»، وأن الكثيرين منهم صاروا ملازمين منازلهم ويقومون بترتيب أوضاعهم استعدادا للفرار من العاصمة والانتقال الى قراهم في الأرياف.. وذلك تحسبا لتحرك ميليشيا الحوثي ضدهم، إما عبر استهدافهم او اعتقالهم.
وبينت المصادر، بأن الأوضاع في صنعاء باتت محتدمة للغاية، متوقعة أن يسارع أحد الطرفين للانقضاض على الاخر خلال الساعات القادمة.. مؤكدة أن التحالف بينهما انتهى عملياً ولم يبق منه سوى الشكليات والتصريحات الإعلامية، وأن لحظة الانفجار قادمة لا محالة.. خصوصا بعد قيام كل طرف بحشد مقاتليه إلى أماكن مختلفة في العاصمة صنعاء، وشوارعها ونشرهم في أماكن حساسة استعدادا للمواجهة التي باتت مؤكدة.
وكشفت المصادر ان هناك مجاميع حوثية مسلحة تلقت تدريبا نوعيا خلال الفترة الماضية، غادرت مواقعها في صعدة، وباتت متمركزة في إطار المربع الأمني لمنطقة السبعين (المكان الأكثر أمنا وحصنا للمخلوع)، في الوقت الذي قام الأخير بنشر مجاميع من قواته بشكل خفي في إطار المنطقة ذاتها، الى جانب دفعة بمجاميع أخرى للتمركز في المناطق التي تتواجد فيها قيادات مليشيا الحوثي كحيي «الجراف والروضة» شمال العاصمة صنعاء.
على صعيد آخر كشفت مصادر اعلامية عن وصول وفد من قيادات حزب المؤتمر التابع «للمخلوع» إلى العاصمة السعودية الرياض يضم أربعة أشخاص برئاسة كهلان ابو شوارب محافظ عمران السابق وعضوية صالح ابوعوجا وكيل محافظة عمران وشخصين آخرين .. مؤكدة أن الوفد قدم من العاصمة المصرية القاهرة وأعضائه كانوا ضمن خليه تابعة للمخلوع تتواجد في القاهرة هدفها التنسيق بينه وعدد من الجهات والأطراف الخارجية.
وأكدت المصادر الى اعتراف الوفد بأن المخلوع أصبح غير قادر على مواجهة الحوثيين بمفرده وأنه بات يعمل إلى جانبهم بغية تهدئتهم مؤقتا، وأن تحرك الوفد جاء بسرية تامة دون علم الحوثيين.
وكان الرئيس المخلوع علي صالح رد في حديث تلفزيوني بثته قناة اليمن اليوم التابعة له أمس أنه لا يوجد أي خلافات بينه والحوثيين، واتهم من سمّاهم بـ"الطابور الخامس" بإثارة البلبلة في البلاد .. نافيا أي تواصل بينه وبين السعودية او الامارات للانقلاب على خلفائه الحوثيين، مشيرا إلى أن السلطة العسكرية والأمنية صارت بيد الحوثيين، وأن حزبه قدم خيرة قياداته في الجبهات العسكرية تحت قيادة الحوثيين.
وقوبل اللقاء التلفزيوني بموجة سخط كبيرة في اوساط قيادات واعضاء المؤتمر الشعبي العام التابع للمخلوع .. خصوصا أنه بدا خلال حديثه مرتبكاً وضعيفا وهزيلا وملامحة تؤكد انه مريض ويمر بأزمة نفسية خطيرة .. وهو ما اعتبره الكثيرون عملية استسلام وخنوع واضحة لمليشيا الحوثي .. في حين لم يستبعد آخرون أن تكون تفاصيل اللقاء قد أمليت عليه من قبل قيادة المليشيا نفسها، وانه أصبح بمثابة الاسير بيدها.
وفي المقابل اعتبر مراقبون آخرون ذلك اللقاء بأنه بمثابة تصعيد سياسي هادئ وذكي، وان المخلوع انتهج سياسة تهدئة ماكرة مع الحوثيين .. وان اللقاء أتى في مسار الضغط والتحدي للحوثيين ولكن ببراعة سياسية وخطاب إعلامي مترسن بالقنابل ضد المليشيات، وأن المخلوع ينتظر اي حماقة من قبلهم تجاهه.. كي يرد على ذلك وينفذ خطته في الانقلاب على الجماعة والقضاء على قياداتها.