وأوضح الباحثون أنه منذ بداية الثورة الصناعية عام 1750، أطلق البشر نحو 600 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي، ما أدى إلى زيادة درجات الحرارة العالمية الكلية بمقدار درجة واحدة مئوية تقريبًا.
ووفق الدراسة، فإن الوتيرة العالمية اليوم بلغت مستوى إطلاق 10 مليارات طن من الكربون سنويًا، ما يعني أن البشرية في طريقها للوصول إلى عتبة درجتين مئويتين ارتفاعًا في درجات الحرارة العالمية في غضون 60 عامًا.
وحتى في ظل أكثر السيناريوهات تفاؤلاً، والتي تم تحديدها في اتفاقية باريس للمناخ، وهي الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل عام إلى 1.5 درجة مئوية فقط، لفتت الدراسة إلى أن مستويات سطح البحر ستستمر في الارتفاع عدة أمتار خلال الألف سنة المقبلة.
وفي حال استمر الإنسان في حرق الوقود الأحفوري، فقد يتجاوز الارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر 9 أمتار، أو نحو 30 قدمًا.
واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل للحد من انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة، وجرى التوصل إليه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، بالعاصمة الفرنسية عقب مفاوضات بين ممثلي 195 دولة، ودخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وحسب الباحثين، فإن الحفاظ على ارتفاع مستوى سطح البحر من 3 إلى 9 أمتار، أو ما يقرب من 10 إلى 30 قدمًا، على مدى عدة آلاف من السنين، من المرجح أن يكون سيناريو متفائل ما لم يجد المجتمع طرقاً للوصول بسرعة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وطبقاً للدراسة، فإنه في حال ارتفعت الانبعاثات التراكمية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 3000 مليار طن، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بما يتراوح بين 30 و40 متراً.
ونقلت الدراسة عن بيتر كلارك، عالم المناخ بجامعة ولاية "أوريغون"، وهو قائد فريق البحث: "عندما نضخ المزيد من الكربون إلى الغلاف الجوي، يكون التأثير على درجة الحرارة فوريًا تقريبًا".
وأضاف: "لكن ارتفاع مستوى سطح البحر يستغرق وقتًا أطول للاستجابة لهذا الاحترار".
مثالا على ذلك، تابع: "إذا أخذت مكعبات الثلج من الثلاجة ووضتعها على الرصيف، فإنها ستأخذ وقتا لتذوب، وينطبق الأمر نفسه على جليد القطبين، الذي يستغرق الأمر وقتًا حتى يذوب، بحيث يستمر ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن الحرارة لمئات بل إلى آلاف السنين بعد أن يتم إطلاق الكربون بكثرة في الجو".
من جانبه، قال ديفيد راتال، الباحث المشارك في الدراسة، إن ارتفاع مستويات مياه البحار قد يكون له تأثير كبير على البلدان الفقيرة، حيث يعيش حوالي مليار شخص في المناطق الساحلية حول العالم.
وأضاف أن "الكثير من هؤلاء الناس يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على المحيطات لكسب قوتهم"، وفق الدراسة نفسها.
وبدأ تسجيل الارتفاعات القياسية لدرجات حرارة الأرض عام 2005، ثم 2010، و2014، و2015، و2016.