قالوا قديماً: «إن سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة».. ذلك لأن الطريق الى النجاح ووفقا لما تنبئنا به سِير الأولين متعرج مليء بالمغامرات والتحديات والصعوبات والعراقيل، وليس مفروشاً بالورود.. ولعل من أهم قواعد النجاح امتلاك الطاقة والارادة والعزيمة والاصرار والتحدي، الى جانب التحلي بالحنكة والحكمة، والثبات على الهدف أيضاً..
ولأن الأمر بهذا المستوى من التعقيد - نجد أننا في هذه البلاد غارقون في الخيبات، وقليلون جدا هم من استطاعوا أن يتخطوا كل تلك العقبات والصعاب ويتغلبوا على كل التحديات والعراقيل ليصلوا إلى قمة النجاح.
وكان بداية هذا النجاح قرار فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بتعين الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيسا لمجلس الوزراء، الذي لم يمضِ على تقلده هذا المنصب سوى عام ونيف - أحد أولئك القلة الذين استطاعوا وبما يتحلون به من صفات وقدرات استثنائية أن يقيموا حلفاً متينا مع النجاح ليصبح رفيقهم على الدوام - فقد استطاع هذا الرجل رقم قِصر المدة الزمنية على تواجده في رئاسة الحكومة أن يحقق ويصنع المستحيل، بل وأكثر ولسنا هنا نمتدحه بقدر ما نريد أن ننصفه، وننقل للناس والرأي العام بعضاً من صنائعه وبصماته التي باتت ملموسة ومرئية وينعم به الجميع.
صناعة المستحيلوحدهم أبناء العاصمة المؤقتة عدن، وغيرها من المحافظات المحررة - يدركون حجم وعظمة وأهمية الجهود الجبارة التي بذلها هذا الرجل في سبيل إعادة الحياة والأمن والاستقرار اليها، بعد أن ضلت طيلة فترة تواجد المليشيا الانقلابية فيها، وخلال فترة تحريرها وما بعدها - مرتعا للفوضى والعبث، وملاذا للإرهابيين والمتطرفين، وساحة للقتل والنهب والسطو، وبعد أن دمرت كل خدماتها وكل مقومات الحياة فيها، وتحولت بشكل عام الى ما يشبه غابة أشباح - لكن عزيمة وإرادة وإصرار وتحدي «بن دغر» كانت أكبر من كل تلك التحديات.. لذلك تمكن وخلال فترة قياسية أن يعيد لها ابتسامتها ووهجها والكثير مما سلب منها.. وهو إنجاز كان ينظر اليه الكثير باعتباره شيئا من المستحيل.
تشخيص الواقعمنذ عودة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيس مجلي الوزراء الى العاصمة المؤقتة - عدن - عكف الرجل على دراسة واقع الحياة في المدينة وغيرها من المدن المحررة، وتشخيص طبيعة الأوضاع فيها، وتقييم ما أصابها من خراب ودمار، الى جانب قراءته لطبيعة النفسية العامة للناس - وهي خطوة لا يقوم بها إلا العظماء لأنه وكما يقولون: «تشخيص الداء نصف الدواء».. والرجل كرس جهده حينها لمعرفة مكامن الخلل في الحياة السائدة في الساحة بشكل عام.. حيث ضل يعقد اجتماعات متواصلة مع أعضاء حكومته وفي كل اجتماع يناقش معهم طبيعة الأوضاع في الساحة ويكلف الجميع برفع تقارير متواصلة عما يحدث وكلا في مجال تخصصه.. حتى تبينت له الصورة الكاملة لما هو حاصل على أرض الواقع بشكل عام، ليباشر بعدها خطوته الثانية.
حل المشكلات الآنيةتمثلت الخطوة الثانية التي باشرها دولته في حلحلة المشكلات الآنية العالقة والملحة، والتي تمثلت في صرف المرتبات وأزمة المشتقات الخاصة بالكهرباء والسوق المحلية، وإصلاح وتأهيل محطات الكهرباء، وكذا إعادة ترميم مشاريع الطرقات، وإعادة فتح المكاتب الحكومية وإلزامها بمواصلة تقديم خدماتها للناس، الى جانب تركيزه على معالجة اختلالات الجانب الأمني الذي يعد أحد المقومات الرئيسية للاستقرار.. وبالفعل كان له ما أراد حيث تم تنفيذ كل تلك المعالجات والاصلاحات في وقت قياسي، والتي ظل يتابعها ويشرف على إنجازها بنفسه وأولا بأول.
الجانب الاقتصاديلم بتوقف به الحال عند هذا الحد بل إنه واصل جهوده في سبيل ترميم مشاريع البنية التحتية كاملة، وانتقل لتنفيذ الجزء الثاني من خطة معالجة مشكلة الكهرباء والتي تمثلت في توفير محطات إضافية لتغطية العجز الكبير في الطاقة وبالفعل تمكن من ذلك وأصبحت عدن تنعم بالكهرباء على مدار الساعة.. وفي الوقت نفسه عمل على إجراء معالجات في الجانب الاقتصادي والمالي من خلال تمكين البنك المركزي من القيام بمهامه بعد أن صدر قرار نقله إلى العاصمة عدن.. وعالج أيضا الاختلالات في جانب الحفاظ على الايرادات وغيرها من الخطوات والمعالجات الهامة التي كان لها الفضل في الحد من الكثير من المشكلات والظواهر السلبية التي كانت تفشت خلال الفترات السابقة.
تثبيت الأمنتلت تلك الخطوات الهامة قيام دولة رئيس الوزراء في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المدينة.. حيث عكف على مناقشة ودراسة الأمن مع القيادات الأمنية بشكل متواصل من خلال عقد الاجتماعات معهم والاستماع لهم.. وعلى ضوء ذلك قام بحلحلة مشكلات هذا الجانب مع وزارة الداخلية والدفاع وقيادات التحالف وإصداره العديد من القرارات واتخاذ سلسلة من الخطوات التي كانت كفيلة باستتباب الأمن والحد من الكثير من مظاهر الفوضة والعبث.. والحمد لله تم ذلك في وقت قصير.
التغلب على الصعابوعلى الرغم من الصعوبات الجمة والخطيرة التي كانت تواجهه إلا أنه كان يصر على تخطيها وتجاوزها.. فتغلب على كل العراقيل التي سعى البعض لوضعها في طريقة، ولم يلقِ بالا لتلك الحملات الشعواء التي سعى البعض من الحاقدين من خلالها للنيل منه.. ويوما بعد يوم كانت نجاحاته تتولى وتظهر ويلمسها الناس.. وبذلك تغيرت الكثير من القناعات التي كانت ترسخت لدى العامة حول فشل الحكومة، وبدأ الناس يلاحظون هذه الخطوات من الرجل حيث أدركوا مدى وطينته وحرصه على خدمة الناس، وخدمة الوطن أيضا، ونتيجة لذلك احتل الرجل مكانه كبيرة في وجدان العامة، والذين ذهبوا يثنون ويشيدون به ويبتهلون له بالدعاء بشكل مستمر في حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي..
التواضع وحبه للناسحرص «بن دغر» منذ مجيئه إلى العاصمة المؤقتة عدن على أن يكون ويظل قريبا من الناس بمختلف مستوياتهم وفئاتهم.. فجعل مكتبه مفتوحا للجميع يقابل الصغير والكبير، يصغي للكل بعيدا عن معايير الفرز والتصنيف المناطقي أو الطائفي أو العنصري..
نظرته للجميع واحدة ومن زاوية واحدة وبمعيار واحد.. الكل في نظرة يمنيون فقط.. وبفضل ذلك تعززت مكانته في قلوب الناس بشكل لم يعهده الناس مع أحد من قيادات هذا البلد السابقين.. وما ضاعف من ذلك حرصه على النزول الميداني وتفقده لأحوال الناس وملامسته همومهم ومشاكلهم.. حيث زار العديد من أحياء ومناطق عدن، وزار أبين والمخا ولحج وكل يوم نجده في مكان.. ليصبح بذلك محط اهتمام وتقدير الجميع.
حكمته ورزانتهلعل من أبرز القضايا والمشكلات التي ظل البعض من أعداء النجاح يراهنون على فشل «بن دغر» في حل الخلاف السياسي.. لكن الرجل خيب ظنونهم.. واستطاع بما يمتلكه من دهاء وحكمة وحنكة وخبرته أن يوفق بين الطرفين.. حتى يتم تجاوز أي أزمات تقف أمام استقرار الوضع في العاصمة المؤقتة عدن..
استمرار العطاءوهكذا تتجلى لنا سيرة هذا الرجل الناجح والاستثنائي.. والتي بلا شك تشبه الى حد بعيد سير أولئك العظماء الناجحين ممن تنبئنا عنهم كتب التاريخ، حيث نجد قصة كل واحدا منهم مليئة بالأحداث والمغامرات والمعاناة الشيقة والمثيرة.. وبالطبع لا يزال عطاء هذا الرجل مستمرا ونجاحاته متواصلة بإذن الله..
ويعود ذلك النجاح لتوجيهات فخامة الرئيس هادي رئيس الجمهورية وقيادته الحكيمة الممثلة برئيس الحكومة الدكتور بن دغر، الذي تحلى بصفات نادرة عن غيره من السياسيين كخبرته السياسية ومدى نظرته العميقة للأمور وصبره ودهائه السياسي ورؤيته الصائبة في حل الأمور، فقد نجح هذا الرجل بإصراره القوي وثقته بنفسه وحبه الكبير للوطن الذي يعطيه دافع قوي للاستمرار لتوفير الخدامات للمواطنين وللخروج بالوطن لبر الامان والتغلب على جميع الصعاب.