أكد مسؤول محلي يمني أن إيران ضاعفت تزويد الميليشيا الحوثية في اليمن بالسلاح خلال توقف عملية تحرير الحديدة، كما كشف عن فرار قيادات للميليشيا من المدينة بعد ضربات تحالف دعم الشرعية.
وقال محافظ الحديدة الدكتور الحسن الطاهر، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن إيران عمدت إلى تزويد الحوثيين بالأسلحة خلال الفترة الماضية، عبر زوارق سفن كبرى ترسو في عرض البحر، مستغلة فترة توقف زحف الجيش نحو مركز المدينة. وأضاف أن الميليشيا الحوثية الانقلابية أدخلت عدداً كبيراً من الأسلحة عبر البحر، وأخرى عبر مرتزقة قادمين من دول أفريقية مستغلة أوضاعهم المالية. وتابع أن الميليشيا تزج بمرتزقة أجانب بهدف إشراكهم في الدفاع عنهم في حال تقدم الجيش نحو الحديدة. وعمد الحوثيون أيضاً، حسب الطاهر، إلى إجبار عدد كبير من سكان الحديدة على الانخراط في الأعمال العسكرية تمهيداً للدفع بهم على أطراف المدينة.
وحول المشاورات السياسية، المرتقب عقدها تحت رعاية أممية في جنيف الشهر المقبل، قال محافظ الحديدة إنه يتعين أن تفضي تلك المشاورات إلى خروج الميليشيا من الحديدة ومينائها بشكل كامل، حيث لا خيار أمام الحكومة الشرعية إلا المواجهات العسكرية مع الميليشيا لإخراجها من المدينة. وأكد أن الجيش مستعد لهذا الخيار.
واعتبر المحافظ أن الميليشيا الحوثية متشبثة بالسيطرة على الحديدة لأنها تعد المغذي الرئيس لها، سواء بالسلاح أو الاستفادة من العوائد المالية الكبيرة الناجمة من الميناء. ومعروف أن الميليشيا تستخدم جزءاً كبيراً من تلك العوائد لتجهيز مقاتليها حتى تبقى البلاد في حالة حرب دائمة. وشدد الطاهر على أن تحرير الحديدة هو الخيار الوحيد أمام الحكومة الشرعية، وأن العودة إلى الوراء أصبح أمراً مستحيلاً.
ولم يعلق الطاهر آمالاً كبيرة على الدور الأممي لحل الأزمة، واكتفى بالقول إنه بات من اللازم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لحل الأزمة، والتحرر من وطأة الانقلاب، خصوصاً في الحديدة. وشدد على ضرورة إنهاء معاناة المواطنين، وعدم تركهم يواجهون القتل والموت البطيء بفعل بقاء الميليشيا في الحديدة وغيرها من المدن.
وحول ما يتردد عن فرار قيادات حوثية بارزة أو تهريبها، أكد المحافظ أنه جرى فعلاً رصد انسحاب قيادات حوثية بارزة في عدد من الجبهات، في مقدمتها جبهة الحديدة، جراء نجاح قوات التحالف في استهداف هذه القيادات في مواقع مختلفة. وتابع أن الميليشيا لم تكتف بسحب هذه القيادات من الصف الأول، وإنما طالت العملية أيضاً إبعاد قيادات الصف الثاني إلى صنعاء.