فضح تحقيق بحثي صدر عن تقارير دولية عن دور قوات الحرس الثوري الإيراني في تهريب وتوزيع المخدرات داخل وخارج حدود إيران لأجل الحصول على أموال ضخمة تحقق أهدافه في تصدير الإرهاب ونشر الحروب في المنطقة، فضلا عن استغلالها في شراء المعدات النووية.
وبين التحقيق الذي أعدته المقاومة الإيرانية، أنه يتوافق مع ما أوردته مصادر داخلية في إيران عن مافيات تهريب المخدرات التابعة لقوة فيلق القدس وقوات الحرس على المستويين الإقليمي والدولي، كاشفا عن خطة النظام الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عام 2011، وعلاقة قوات الحرس مع بقية عصابات المخدرات الدولية الأخرى بما فيها عصابات الإتجار بالمخدرات في المكسيك.
وتناول التحقيق البحثي عددا من وقائع تهريب المخدرات في دول أجنبية وعربية، من بينها السعودية حيث تم محاكمة عدد من مهربي المخدرات ضبطوا في قوارب قادمة من إيران إلى اليمن بهدف ترويجها في السعودية ودول الخليج الأخرى، داعيا إلى ضرورة تنفيذ العقوبات المالية الدولية المتعلقة بالإتجار بالمخدرات على قوات الحرس الإيرانية.
حسب التحقيق البحثي فإن قوات الحرس الثوري تعمل من خلال تهريب المخدرات لتحقيق ثلاثة أهداف محددة تضمنت ما يلي:
1 - اقتصادية: يعتبر تهريب المخدرات إحدى وسائل النظام الإيراني في الحصول على عوائد مالية من أجل الوصول لأهدافه في نشر الحروب، وهو ما أشارت إليه صحيفة «التايمز» البريطانية في تاريخ 18 نوفمبر 2011، بأن عملية تهريب المخدرات تدر مليارات الدولارات لقوات الحرس سنويا.
2 - إرهابية: كشفت وزارة العدل الأميركية والشرطة الفيدرالية «FBI»، في شهر أكتوبر 2011، عن خطة النظام لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، وعلاقة قوات الحرس مع بقية عصابات المخدرات الدولية الأخرى، كما كشف المسؤولون الأميركيون أن قوات القدس الإرهابية، عن طريق عصابات الإتجار بالمخدرات في المكسيك، دفعت 1.5 مليون دولار لتفجير قنبلة في مطعم في واشنطن بهدف اغتيال السفير السعودي.
3 - الحصول على القنبلة الذرية: تم الإفصاح عن فضيحة كبرى أخرى تتعلق بالإتجار بالمخدرات من قبل قوات الحرس، في ألمانيا في عام 1994، حيث تبين أن النظام الإيراني كان يبيع عائدات المخدرات إلى أوروبا لشراء وتهريب المعدات النووية، بما في ذلك اليورانيوم للوصول للقنبلة النووية، كما تبين وجود شبكة تجمع بين مسؤولين ألمان سريين «بعنوان مشترين للمخدرات» وعملاء النظام الإيراني في ألمانيا، وأن أحد متزعمي هذه الشبكة شخص يدعى حبيب ألهي نائب وزير النفط سابقا في حكومة النظام الإيراني.
وكشف جهاز المخابرات الألمانية عن عضو آخر في هذه الشبكة يدعى «مهدي كاشاني» واعتبر سفارة النظام في بون مركزًا لمعلومات هذه الشبكة، مشيرا إلى أن هذه الشبكة تقوم بنقل المخدرات عن طريق شراء مطار في مدينة هارثين هولم، في ألمانيا.
أفصح التحقيق البحثي عن الطرق التي استخدمتها قوة القدس للتهريب حتى الآن، ونقلا عن موقع الإذاعة الفرنسية الدولية والناطق باللغة الفارسية، ففي يوم 17 نوفمبر 2011، قامت قوات الحرس باستخدام شركة الخدمات اللوجستية الخاصة بها، كشركات الشحن والطيران في عمليات التهريب.
وفي صيف 2016 استخدمت قوات الحرس في عملية تهريب المخدرات إلى أوروبا، علب معجون الطماطم لنقل شحنة تصل إلى 200 كيلوجرام من الهيروين في شاحنة إلى أوروبا، ولكن تم ضبط هذه الشحنة والقادمة من إيران إلى هولندا على الحدود بين تركيا - بلغاريا، فيما بلغت قيمتها 9 ملايين يورو.
تطرق التحقيق البحثي إلى النطاق الجغرافي لنشاط قوات القدس في تهريب المخدرات، مبينا أن قوات القدس الإرهابية تلعب دورا في الأجهزة العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية للنظام ليس فقط في تجهيز وتوزيع المخدرات في البلاد، بل تدير أيضاً شبكة دولية لشراء ونقل المخدرات دوليا تصل إيراداتها لمليارات الدولارات.
وأظهر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات فيما يتعلق بإيران، بأن حوالي 40 % من المخدرات التي تدخل إيران تبقى في هذا البلد، والـ 60 % المتبقية منها تصل إلى العراق وتركيا وأذربيجان، لتأتي إلى أوروبا بعد ذلك.
ووفقا لتقييم الأمم المتحدة، يتم كمعدل إدخال 10 أطنان من المخدرات إلى إيران يوميا، ويتم استهلاك 4 أطنان منها في إيران و6 أطنان ترحل لخارج إيران.
وذكرت صحيفة «التايمز» في 18 نوفمبر2011، أنه يجري شحن هذه الشبكة من قبل شركة شحن يمتلكها شخص يدعى محسن رفيق دوست، عن طريق مجموعة مكونة من قوارب وطائرتين تقوم بنقل المخدرات في عبوات صغيرة إلى ألبانيا ورومانيا وبلغاريا، حيث يتم توزيع هذه الشحنات عند وصولها هناك سراً بين شاحنات الشركات الألبانية والرومانية ليتم إرسالها إلى أوروبا الغربية، وبالإضافة إلى ذلك، تقوم شركة شحن بنقل شحنات المخدرات من إيران إلى أوروبا عبر طريق بري، وهذه الشركة تعمل تحت إشراف قيادي من الحرس يدعى عبدالله العراقي.
وعقب تتبع شبكة التهريب الإيرانية، صادر الإنتربول الدولي IPP أربعة قوارب تابعة لقوات الحرس حيث اكتشفت داخلها شحنات كبيرة من المخدرات كانت ستنقل إلى أستراليا ونيوزيلندا.
وتناول التحقيق البحثي تقارير عربية ودولية، كشفت في أوقات سابقة عن حجم كميات المخدرات التي يقوم الحرس الثوري بتهريبها إلى دول عربية و أجنبية جاءت كالتالي:
السعودية
تم الإعلان عن محاكمة 13 صياداً إيرانياً في صنعاء بتهمة تهريب المخدرات في 13 أكتوبر 2008، وقبلها تمت محاكمة 12 صيادًا إيرانيًا آخر بنفس الجريمة، حيث قاموا بجلب المواد عن طريق القوارب من إيران إلى اليمن لتعبر اليمن لبيعها في السعودية ودول الخليج الأخرى، وقال مسؤولون يمنيون إنه تم اكتشاف 27 نوعا منها خلال تسعة أشهر فقط. وفي ديسمبر 2008، تم اكتشاف زورق إيراني آخر يدعى حسيب «ha- sib» يحمل حوالي 3100 رطل من الحشيش المعبأ، وتبين أن النظام الإيراني حول بندر المهرة، الواقع في أقصى شرق الساحل اليمني، إلى أحد أهم جسوره لتصدير المخدرات إلى الدول العربية الغنية.
أفاد تلفزيون الشرقية 9 نوفمبر 2008 «أنه منذ عام 2003، أصبح إدخال المخدرات إلى العراق أمرًا بسيطًا وسهلًا بشكل غير متوقع».
وقال تقرير صدر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، إن العراق أصبح معبرا لتهريب المخدرات، كما أشارت معلومات إلى أن الحدود بين العراق وإيران هي بوابة تهريب المخدرات إلى دول الخليج وتركيا وبلغاريا.
وأعلن أحد مستشاري وزير الداخلية العراقي، في 7 ديسمبر 2008، أن النظام الإيراني هو المصدر الرئيسي لإرسال المخدرات إلى العراق.
قال مدير إدارة مكافحة المخدرات في البحرين، الرائد مبارك بن عبدالله، في 29 أبريل 2010 إن النظام الإيراني وفر التسهيلات اللازمة لمهربي المخدرات. وأضاف أن البحرين اعتقلت ستة إيرانيين أدخلوا 100 كيلوجرام من الحشيش خلال هذا العام فقط. هؤلاء الأشخاص قالوا إن المسؤولين في بلادهم يقدمون لهم تسهيلات لتهريب المخدرات.
كتبت صحيفة «القبس» الكويتية في 1 مايو 2010، وفقا لمسؤولين في منظمة مكافحة الجاسوسية الكويتية: أنه تم اكتشاف أعضاء وكالة تجسس مرتبطة بقوات الحرس، كانت تعمل منذ 9 أشهر مضت. وعقب هذا الاكتشاف، تم تحديد واعتقال أعضائها في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية الكويتية، كما اعترف المعتقلون بأن لديهم علاقات وتواصلا مباشرا مع ضابط ارتباط عسكري موجود في السفارة الإيرانية في الكويت.
كتبت وكالة الأنباء «ثبوت» الأفغانية في 24/5/2011، تحت عنوان «معضلة المخدرات المستعصية في أفغانستان»، ارتفع مستوى زراعة الخشخاش من 8000 هكتار من عام 2001 إلى 123 ألف هكتار بحلول عام 2010، مضيفة أن إيران تتبع سياسة تشجع وتدعم إنتاج المخدرات في أفغانستان، وعبر أجهزة الاستخبارات التابعة للحرس تدخل المخدرات إلى إيران تمهيدا لنقلها إلى الأسواق العالمية.
وقال القائد الأميركي للقوات الدولية في أفغانستان، الجنرال ديفيد ماك كيرنان، في 6 مارس 2009، إن النظام الإيراني مستمر في دعم مليشيات ومقاتلي طالبان، وهو متواطئ معهم في تجارة المخدرات..
أعلن مسؤولو الحكومة النيجيرية في 19 نوفمبر 2010، أنهم اكتشفوا 130 كيلوجراما من الهيروين في الشحنة التي دخلت نيجيريا من جهة إيران وكان المقصد النهائي لهذه الشحنة أوروبا، كما أعلنت قوات الأمن النيجيرية في نفس الشهر عن توقيف 13 حاوية تحتوي على أسلحة غير مشروعة جاءت من إيران.
وذكرت قوات الأمن النيجيرية عددا من الأشخاص المسؤولين عن عمليات تهريب المخدرات بالاسم من بينهم «عظيم اقا جامي وسيد أحمد طهماسبي التابعين لقوات فيلق القدس».
أوضحت الشبكة التلفزيونية «إن تي في» التركية عن نشاطات التهريب التي تقوم بها قوات الحرس الثوري في أذربيجان، حيث تم إلقاء القبض على 25 عضوا من عصابة تهريب المخدرات من بينهم ثمانية من موظفي السفارة الإيرانية المحلية في باكو، وأنهم اعترفوا بمشاركتهم بنشاطات قوات الحرس الإجرامية.
وحسب الشبكة فقد تم تسليم المتهمين لإيران حسب طلبها لتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم، غير أنه بعد فترة، اعتقلت أذربيجان نفس الأشخاص بتهمة تهريب المخدرات، مما أكد تنسيق قوات القدس والسفارات الإيرانية في تهريب المخدرات إلى أوروبا ودول العالم.