قامت إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية الأمريكية بتسليم الجيش الأمريكى نموذجا أوليا يمكن أن يغير صناعة الملابس التكتيكية إلى الأبد، حيث تتشابه الألياف المستخدمة فى صناعة هذه الملابس مع الخيوط الحريرية الطبيعية التى ينتجها العنكبوت، وهو أقوى من الفولاذ .. ومن المنتظر أن يقوم الجيش الأمريكى حاليا باختبار ذلك لتقييم فعالية هذه المادة فى مقاومة الرصاص .
وقامت شركة "كرايك بيوكرافت" بتطوير النسيج فى مختبراتها، والمصنوع من ديدان حريرية مسؤولة عن إنتاج خيوط الحرير العنكبوتية.. ويعد حرير العنكبوت من أقوى الألياف الطبيعية، وهو ما يعطى إمكانات خطيرة للدروع المضادة للرصاص.. فبعض الألياف "البوليمرات" الاصطناعية أقوى من خيوط العنكبوت الحريرية، ولكنها ليست خفيفة أو مرنة، وهو ما يبرز معه أهمية خيوط العنكبوت الحريرية.
وأكد المسؤولون فى مصنع "كرايك بيوكرافت" على أهمية أن تكون الملابس الحريرية التكتيكية المصنوعة من خيوط العنكبوت خفيفة الوزن وقوية بشكل قياسى، مما يعنى أنها أقل عرضة لتسبب التهيج لجلد الإنسان ويمكن ارتداؤها مباشرة على الجلد، مما يوفر راحة أكثر عن ما يوفره ارتداء الدروع التقليدية للجسم.
وقال جون رايس الرئيس التنفيذى للشركة المصنعة، فى بيان صحفى، "بعد سنوات من البحث والاستثمار وتطوير هذه التكنولوجيا الرائدة، نحن متحمسون جدا لرؤيته الآن بين قوات الجيش الأمريكى، مضيفا "بالنسبة لى شخصيا، فإن فرصة المساعدة فى حماية الجنود الشجعان الذين يكرسون أنفسهم لحمايتنا شرف عظيم".
وأوضح الباحثون أن إنتاج حرير العنكبوت المعدل وراثيا وتدويره فى ألياف قابلة للاستخدام ليس بالمهمة السهلة.. فقد اضطررنا إلى معرفة كيفية تشكيل البروتينات التى تشكل الحرير، وكيفية جعلها أكثر كفاءة.. وأشاروا إلى أنه لايمكن حصاد الحرير من العناكب بنفس الطريقة التى يتم حصدها من ديدان القز، وهذا هو السبب فى استخدام الشكرة لديدان معدلة وراثيا لإنتاج نسيج جديد لها.
وعلى الرغم من أن الاهتمام يتركز بشكل واضح على إمكانات الحماية من الرصاص، إلا أن الحرير العنكبوتى يمتلك تطبيقات واعدة واسعة ويمكن استخدام الألياف فى مواد البناء، والمنسوجات الشائعة، بل وأيضا فى تصنيع الطوب..وقد اقتراح الباحثون استخدام الألياف فى إصلاح الأضرار والأنسجة العصبية، بل كان هناك اقتراح بغرس الألياف فى المضادات الحيوية لتساعد فى التئام الجروح، هو ما سيكون أمرا مثيرا جدا أن نرى كيف تتطور هذه التكنولوجيا فى السنوات القليلة القادمة.