وتحدث محافظ حضرموت بكلمة رحب في مستهلها بالوفد الصحفي الاجنبي في عاصمة حضرموت مدينة المكلا ، متمنياً لهم طيب الإقامة، ومؤكداً استعداد السلطة المحلية بالمحافظة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لضمان انجاح زيارتهم الميدانية وانجازهم لمهامهم الصحفية والإعلامية وزيارتهم لجميع المرافق والمواقع التي يرغبون بزيارتها.
واستعرض المحافظ محطات من تاريخ حضرموت المشرق ودور الحضارمة في نشر رسالة الإسلام السمحاء في دول شرق آسيا وأفريقيا والعالم بالصدق والوسطية والامانة وتقديمهم لنموذج إنساني راقٍ في جميع الدول التي هاجروا اليها واندمجوا مع شعوبها.
واكد محافظ حضرموت في كلمته على أن البيئة في حضرموت تنبذ العنف والإنسان الحضرمي بطبيعته تواق إلى المحبة والسلام والطمأنينة ويسعى لتحقيق ذلك بكافة الوسائل الممكنة.
وتطرق المحافظ البحسني عقب ذلك للحديث عن المرحلة الصعبة التي مرت بها حضرموت والوطن خصوصاً عقب إنقلاب مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على الشرعية في صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة واجتياحها بعد ذلك لمحافظات الجنوب وخصوصاً عدن ، وعمدت ومعها النظام السابق الى دعم سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة على مدينة المكلا ومدن الساحل الحضرمي دون أي مقاومة تذكر من قبل الألوية العسكرية والأجهزة والأمنية التي كانت مزودة بالعتاد والرجال والسلاح والذين انسحبوا من مواقعهم وسلموا اسلحتهم ومعداتهم المتوسطة والثقيلة لتلك الجماعات في عملية مكشوفة ومفضوحة بمباركة ودعم من النظام السابق والذي كانت لها علاقات جيدة مع قيادات في التنظيمات الإرهابية المتواجدة في اليمن.
وعرج المحافظ البحسني في كلمته على الآثار الكارثية التي لحقت بمدينة المكلا بشكل خاص وبقية المدن التي سيطر عليها عناصر التنظيم الإرهابي حيث تم دمروا البنوك وخصوصاً فرع البنك المركزي بالمكلا ونهبوا المليارات المودعة فيها ، واحراقهم للعديد من المقار الحكومية ونهب محتوياتها وتحويل بعضها إلى سجون ، إلى جانب استيلائهم على ميناء المكلا وبقية موانئ الشريط الساحلي ومطار الريان الدولي ، وايقافهم للعمل بالقوانين والأنظمة الحكومية والتضييق على المواطنين في كافة المناسبات لا سميا الفرائحية منها وتعطيل مصالحهم العامة وتعطيل الحياة بشكل عام ، حتى تحولت المدن إلى ما يشبه المعتقلات الكبيرة ووصل بهم الأمر للقتل في الميادين العامة واحتجاز الكثيرين من المواطنين واخفائهم قسرياً.
واضاف محافظ حضرموت بأنه وأمام هذا الإجرام الذي استمر لما يقارب السنة تم التحرك مبكراً من قبل قيادتي الشرعية والتحالف العربي وأبناء حضرموت لتنفيذ خطة عسكرية تخلّص المدن الواقعة تحت سيطرتهم وتنهي وجودهم فيها ، وتم تدريب قوة شابة من أبناء حضرموت في صحراء الربع الخالي اطلق عليها فيما بعد قوات النخبة الحضرمية ، وحين اكتمل تدريبهم والتأكد من جاهزيتهم تم انطلاق عملية التحرير وكنت شخصياً قائداً لهذه المعركة وقمنا بالتحرك من ثلاثة محاور نحو مدينة المكلا مع الإستعانة بجهاز إستخباراتي كبير استطاع رصد كل ما يتعلق بتلك الجماعات وعناصرها ، مصحوبين بغطاء جوي حيث استطاعت الضربات الجوية التي نفذها طيران التحالف من دك أوكار الجماعات الإرهابية وتكفلت قوات النخبة بتطهير الأرض ومواجهة العناصر الارهابية المسلحة وجرت معارك شرسة في منطقتي الادواس والعيون وغيرها من المناطق وتوجت جميع التحركات العسكرية بهزيمة ساحقه لعناصر التنظيم الإرهابي قتل فيها أكثر 400 عنصر إرهابي ، واستشهد خلال عملية التحرير وما تلتها من عمليات الملاحقة والتطهير والمداهمات أكثر من 300 شهيد من قوات النخبة الحضرمية من مختلف الرتب العسكرية.
وشدد محافظ حضرموت في كلمته على ضرورة ابراز الدور العظيم الذي قامت به حضرموت ومساندتها جنباً الى جنب مع دول العالم في حربها ضد الإرهاب واسهامها بقسط كبير في هزيمته وتخليص حضرموت والعالم منه في هذه البقعة المهمة من الأرض.
وعرج محافظ حضرموت في كلمته على المرحلة التي تلت عملية التحرير وتثبيت قوات النخبة الحضرمية للأمن وبسط الإستقرار رغم عمليات التفجير التي نفذها التنظيم وراح ضيحتها خيرة أبناء حضرموت في نقاط التنفتيش والمرافق العسكرية والأمنية خصوصاً التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة المكلا ووجدان المواطنين لحظة إفطارهم في شهر رمضان المبارك وعقب التحرير مباشرة.
وأكد بأن حضرموت اليوم لا يوجد بها أي تهديد بشكل جماعي من قبل تلك الجماعات الإرهابية وانما بشكل فردي عبر الخلايا النائمة التي تقف لها الأجهزة الإستخباراتية والعسكرية بالمرصاد ، لاسيما بعد نجاح عمليتي الفيصل في وادي المسيني غرب حضرموت وعملية الجبال السود في الهضبة الحضرمية الواقعة في شمال المحافظة.
وانتقل محافظ حضرموت بعد ذلك للحديث عن المجال الخدمي وجهود تطبيع الحياة ، حيث أوضح بأن حضرموت اصبحت تمثل انموذجاً للمحافظات المحررة من حيث الإستقرار والأمن والتنمية ، وهي تحتضن مواطنين من كافة المحافظات والذين يأتون إليها للاستقرار وللسياحة وللعلاج في مستشفياتها ، كما أنها تقدم خدمة كبيرة لكافة المحافظات عبر ميناء المكلا الذي يستقبل يومياً السفن المحملة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية ، إلى جانب عودة تصدير النفط من ميناء الضبة النفطي الذي توقف لعدة سنوات.
ولفت المحافظ البحسني إلى أن الأمور تمشي في حضرموت بشكل أفضل لكن المعاناة مستمرة لدى المواطنين نتيجة تدهور بعض الخدمات التي تحتاج لتدخل من قبل الحكومة ، ورغم ذلك نحن نسعى لتحسين جودة الخدمات بقدر المستطاع وعبر اتباع سياسة الترشيد ونعتمد بصورة أساسية على الموارد المحلية ، ونسعى لتغطية وتطبيق كافة النقاط الـ16 التي أعلنا علنها لحظة تكلفينا بتولي منصب المحافظ.
واختتم محافظ حضرموت كلمته بالإشارة إلى أن هناك منظمات دولية وصلت إلى حضرموت وعرضت تقديم المساعدة في العديد من المجالات وتدخلت في بعضها لكنها لا تزال قليلة وضعيفة ، ودعا العالم من خلال هذه الوسائل الاعلامية لمساعدة حضرموت في كافة الجوانب لأن حضرموت تستحق المساعدة من الجميع ، واي نجاح في حضرموت سيلقي بظلاله الوارفة على بقية المحافظات.
واستمع محافظ حضرموت عقب ذلك إلى أسئلة ومداخلات أعضاء الوفد الأعلامي الأجنبي التي تمحورت حول الانتصار على العناصر الارهابية وتحرير ساحل حضرموت وجهود اعادة تطبيع الحياة والظروف الاقتصادية وقام الاخ المحافظ بالرد عليها.
هذا وتأتي زيارة الوفد الاعلامي الاجنبي من وسائل اعلام مختلفة في سياق ما تنعم به مدينة المكلا وحضرموت من أمن واستقرار وللاطلاع عن كثب على الانتصار الذي حققته قوات النخبة الحضرمية على العناصر الارهابية وتطهير ساحل حضرموت منها وما احدثته من دمار وجهود اعادة تطبيع الحياة ونشاط المرافق والمؤسسات الحيوية وحالة الامن والاستقرار والموروث الحضاري والاثري لحضرموت.
اعلام المحافظة