- ام عمر : طفح المجاري مفتعل ايام الخميس والجمعة والسبت.
- عبود السبع : غياب الأليات لشفط المجاري ونطالب بسرعة توفيرها.
انتهت فترة طفح المجاري في شوارع مدينة عدن لتعود بعد اشهر قليلة وبشكل منظم من مديرية إلى اخرى ..
مدينة التواهي السياحية لبست جلبابآ اسود تعطره المجاري في مشهد غير مسبوق وبطريقة منظمة هذه المرة ، فقد اوضح عددا من سكان المدينة ان طفح مياه المجاري دخل الى البيوت بذات القديمة منها في ظل حضور فعال لوباء الكوليرا.
اذ لم يستثني هذا الطفح السوق المركزي لمدينة التواهي ولا شوارعها مما أعاق الحركة ، داخل المديرية وانتشرت احجار او ما تسمى بالقفز من رصيف إلى اخر في مشهد يضحك تارة ويبكي تارة اخرى.
ام عمر تسكن مديرية التواهي مندو اكثر من ربع قرن اشارت بان طفح المجاري هذا مفتعل من قبل عمال الصرف الصحي انفسهم موضحة ان ايام الخميس والجمعة والسبت تطفح المجاري لدرجة الغثيان.
واضافت السيدة فاطمة ام عمر بالقول ( ان جملة الاضرار الصحية الفادحة التي ستسبب بها هذه الكارثة للمواطنين وخيمة ، الا ان المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي لم تتفاعل معنا ، وعلى حد حديث موظفيها ان المؤسسة على شفير الانهيار) .
لم يعتاد ساكنوا مدينة التواهي هذا الانفلات البيئي والخوض في اسهال المجاري الواقعة في السوق المركزي وامام المجمع الصحي للمدينة. فالروائح التي تكاد تزكم الانوف لم تلقى اهتمام السلطة المحلية بالمحافظة وإن كانت عملية تفشيها وفق منظومة اذ وجدنا سكوت الاغلبية وكأنه علامة رضى.
وفي السياق ذاته كشف اهالي مدينة التواهي في احاديث متفرقة ان سمة غياب الأليات الخاصة بشفط المجاري يكاد يكون مغيبة حيث افاد الاخ عبود السبع وهوا عامل مجاري غياباً كاملاً للآليات مطالبا المسؤولين بسرعة إيجاد حلول جذرية للمشكلة, معربا عن استيائه من بعض زملائه الذين يهرعون متعمدين الى سد بالوعات المجاري وأنابيب الصرف الصحي بأكياس اسمنتية مستغلين بذلك غياب الرقابة والتفتيش على عملهم ..
مديريتي صيرة و المعلا وضعهما لا يختلف كثيرا عن شكل نظيرتهم السابقة ففيضان مجرى الصرف الصحي بشوارع مدينة كريتر قلب العاصمة المؤقتة عدن ، يتراكم تحت قلعة صيرة التاريخية ، التي تعد من المناطق السياحية ومحمية بحرية يمنية من الطراز الاول .
اضافتا كونها مخزون غذائي بحري لجميع محافظات الوطن
قائد ناصر الباقص وجدناه حاليا في مقهى السكران وسط سوق كريتر حدثنا هذا الرجل الذي تبدوا علية معالم الحيرة والندم على مالت اليه مدينته القديمة كريتر حيث قال ( ماذا اقول لك اين كانا وماذا اصبحنا يا ولدي الحكاية انهم لا يريدون لعدن ان تستقيم فشوالاتهم واكياس الاسمنت والحجارة يصبونها صبآ مواسير المجاري مما بسبب طفح يغرق ويشوه عراقة وتاريخ هذه المدينة وانا اقولك اذا لم يتم محاسبة مثل هؤلاء فعلى الدنيا السلام وك ريتر ستغرق في بحر من المجاري إلى الابد.
اتصالات المواطنين لا تكاد تتوقف وكلها تصب حول هذه المشكلة الخدمية ذات الرائحة الكريهة المسببة توالد كثيف للبعوض، مشيرين إلى أن الشارع يشهد باستمرار فيضان مياه الصرف الصحي ، موضحين انه تم تقديم الشكاوى أكثر من مرة للجهات المعنية إلا أن المشكلة لا زالت قائمة باستمرار وليست موسمية ..
ابو ناشر احد اصحاب بائعي السمك في حراج صيرة تحدث بمراره محمل وسائل الاعلام عدم التوعية ونشر الغسيل الوسخ المتعلق بالقائمين على الصرف الصحي اذ قال " في موسم السمك هذا المكان يعج بالمحرجين ويتم تحميل اطنان من الاسماك في كل اسبوع، تصور حين تنفجر ماسورة مجاري اسفل طاولة السمك لا نستطيع تحميل السمك لماذا لأن البعوض والرائحة الكريهة والمجاري تحتنا مباشرة فنضطر الى فرش الكراتين في الارض وعلى الله وبالله انته هكذا تسهم في نقل السمك مع البعوض للمواطن في المحافظات المجاورة وكانه يحصل على السلعة وفوقها بيضة بعوض هدية. "
العم عبدالله والمعروف بعم الصيادين في صيرة ولدية ثلاجة لتبريد السمك هوا تحدث بحرقة مصحوبة بحموضة اذ استعرض قائلا" إن مشكلة فيضان الصرف الصحي تعود إلى اكثر من سبع سنوات عندما بدأت الإدارة المحلية بإعادة تأهيل شارع صيرة, الذي تم إنشاؤه منذ عهد الانجليز, وعندها قامت احدى آليات الشركة المنفذة للإسفلت بكسر الخط الرئيس للصرف الصحي ولم تتم معالجته الا قريبا ، الان ظلت المياه الآسنة ترفد شوارع المنطقة بالمياه المتعفنة الخطيرة وهذا بسبب عمال الصرف الصحي الذين تمادوا كثيرا وراحوا يسدون هنا وهناك حسبنا الله ونعم الوكيل" .
مديرية المعلا هيا ايضا تعاني من الشكل الموسمي لطفح المجاري خصوصا بالشارع الخلفي لرئيسي الاستاذة /الطاف عبدالله معلمة لغة انجليزية تحدثت حول الاستعانة بالجهات المعنية رائحة هذه الظاهرة بالقول " أن هذا الطفح بدأ مندو فترة طويلة استغثنا بكافة المسئولين في إدارة الصرف الصحي والمجلس المحلي بالمديرية إلا انهم رفعوا شعار ( ما فيش عمال )، وهذا ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة بالمنطقة وتوالد البعوض و الصراصير والذباب والفئران الديدان والافاعي المسببين الامراض منها حمى الضنك و الكوليرا وغيرها من الأمراض.
سألنها ان وجدت حلول برأيها اجابت : لابد من ايجاد حل جذري لمشكلة الصرف الصحي حيث ان أحياء المعلا القديمة واقصد الشارع الرئيسي الذي بعض عمارته على مشارف السقوط بسبب المجاري اذ لابد من استحداث شبكة جديدة تتلاءم مع التوسع العمراني الذي طرأ على عدن مؤخرا مثل مضخة السان بعدن, لحل المشاكل البيئية الناجمة عن فيضان مياه الصرف الصحي بالمنطقة, والاستفادة من هذه المياه بعد معالجتها في وقف الزحف الصحراوي بعمل حزام أخضر حول , ويجب على الدولة ان تنظر بجدية وموضوعية الى هذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة رحمة بأبناء هذا الوطن الذي كثرت همومه ومشكلاته "..
وفي السياق ذاته لا تختلف باقي مديريات محافظة عدن عن مثيلاتها كالمنصورة والشيخ عثمان والبريقة و الممدارة التي اغلبها لازالت بيارات حتى اليوم فالمجاري تفيض فيها كلا على حسب موعودة اي ازمته / علوي خياط احد سائقي سيارة الشفط الخاصة بالمجاري تحدث عن مشكلة المجاري والحد منها اجاب " الامكانيات قليلة وشحيحة اخي العزيز تصور ان سيارة شفط واحد معنية لشيخ عثمان والمنصورة ومدينة الشعب والبريقة فقط لا غير تحصلنا عليها من الهلال الاحمر الاماراتي والباقي ترصد لنا مبالغ تصل الى 200 الف ريال خاصة بعمالة الصرف الصحي بتصرف لمن !!!! واضف عليك يا اخي دوخوبنا العشوائي بالشيخ والمنصورة كل من بنى بيت كسر مصرف صحي وراح يركب مما سبب ضغط على المواسير وتنفجر وهلما جره ، السلطات المحلية لا تشفع ولا تنفع تجي تشتكيله يقلك ( اشتغل حسب الموجود معك) .
و حذر مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن في وقت سابق المهندس فيصل الثعلبي من أن استمرار تدفق مياه الصرف الصحي الملوثة وغير المعالجة إلى البحار المحيطة بمدينة عدن سيؤدي إلى إصابة البيئة البحرية بمقتل وذلك بسبب توقف محطتي كابوتا والعريش عن العمل ، معرباً عن تخوفه من أن تتحول هاتان المحطتان البالغ مساحتهما 200 هكتار في حال استمرار التوقف إلى أرض بيضاء تعرضها لناهبي الأراضي وسماسرتهم .
وقال في بيان له : لقد طفح الكيل من هذا الأمر الذي لم يلق استجابة حتى الآن وتعبنا من المراسلات المحذرة التي تتعلق بخطورة تلويث البيئة البحرية المحيطة بمدينة عدن بسبب مياه الصرف الصحي الملوثة وغير المعالجة وكيفية معالجتها ولهذا توجهنا لوسائل الإعلام لإيضاح القضية للرأي العام ولفت أنظار جهات الاختصاص .
موضحا أن كمية المياه الناجمة عن الصرف الصحي في عدن تبلغ في المتوسط 50 ألف متر مكعب في اليوم كانت محطة كابوتا للمعالجة في المنصورة التي تأسست عام 1973 م تستقبل من هذه الكمية 20 ألف متر مكعب ، بينما تستقبل محطة العريش التي أسستها ألمانيا عام 2003 م بقية الكميات البالغة 30 ألف متر مكعب ، والمحطتان كانتا في الماضي تستقبلان مياه الصرف الصحي لمناطق الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة والبساتين والشعب والحسوة وكريتر والتواهي وخورمكسر والمعلا .
معرباً بأن محطتي المعالجة متوقفتان حالياً عن العمل ومهجورتان وأصبحت المياه الملوثة المحتوية على ملايين المستعمرات البكتيرية والعديد من العناصر الثقيلة الخطرة وعلى المخلفات الخطرة للمستشفيات والمعامل والمصانع ترمى وتضخ إلى البحر دون معالجة .
وأشار إلى أن مياه الصرف الصحي الملوثة لمديريات الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد تمر مرور الكرام في محطة كابوتا عند ساعات عمل الكهرباء فقط دون معالجة وتمر بمحمية الحسوة حيث تستخدم هذه المياه لشرب الأغنام والأبقار وزراعة (الأعلاف) مما ينتج عنه أضرار صحية لهذه المواشي وألبانها وما تبقى من مياه ملوثة يذهب إلى البحر مسبباً أيضاً ضرراً بالغاً بالبيئة البحرية واختناق وموت الكائنات البحرية المتواجدة وبالتالي تصبح بحارنا ميتة بيئياً ، كما أن جزء من المياه الملوثة للمديريات الثلاث تصرف أيضاً في البحر أمام المملاح وتنتقل بسمومها إلى خزانات المملاح و تؤثر على سلامة الملح البحري الذي يدخل كل بيت ، مضيفاً : وبالنسبة لبقية المناطق فإن المياه الملوثة لمديرية خورمكسر تصرف في ساحل أبين أمام مبنى إدارة جامعة عدن أما مديرية صيرة فتصرف مياه الصرف الصحي الملوثة أمام ساحل صيرة خلف مستشفى عدن العام بينما مياه المعلا والتواهي تصرف في ميناء المعلا والجزء الآخر في ساحل حجيف .
ولخص المهندس الثعلبي الحل بالقول : الآن أصبحت البيئة البحرية تستنجد ومحطات المعالجة التي تشمل أحواض المعالجة بطريقة طبيعية متوقفة ، لسنا بحاجة ملحة للمعالجة في هذه المحطات إلّا لأشعة الشمس وهبوب الهواء فتتم المعالجة ببكتيريا الأكسدة الهوائية واللاهوائية ، لكننا نحتاج في الأساس إلى عودة الكوادر المتخصصة الموجودة بالعشرات في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لتعمل في هذه المحطات المهجورة وإلى أجهزة فحص يمكن توفيرها لو طلبت رسمياً من المنظمات البيئية علماً أن عدن من أفضل المحافظات حظاً بملكيتها لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي..
الصورة الكاملة للمشهد الذي من خلال ردود افعال المواطنين ، فالمجاري واحدة من الخدمات الضرورية ومن يفتعل العبث بها وكأنه يضرب المجتمع من تحت الحزام...