نشرت صحيفة "ميدل ايست آي" البريطانية تقريرا موسعاً عن أحداث الانتفاضة التي قادتها مجموعة من طالبات جامعة صنعاء يوم السبت الماضي، ضد عصابات الكهنوت الحوثي.
نص التقرير كما ورد، بعد ترجمته للغة العربية:
أعلن ناشطون مناهضون للحوثي مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن يوم 6 أكتوبر سيكون أول أيام احتجاجات "ثورة الجياع" في العاصمة صنعاء.
إلا أن جماعة الحوثيين قالوا أن المنظمين للاحتجاجات خططوا لتظاهرات مسلحة في العديد من المناطق نفسها ، وهي رسالة تهديد واضحة للمتظاهرين بعدم الخروج إلى الشوارع.
وفي صباح يوم السبت ، قام الحوثيون بنشر مجموعات مسلحة في جميع أنحاء المدينة ، بما في ذلك الساحات التي أعلن المنظمون عنها مسبقاً بأنها ستكون "نقاط تجمع" ، غير أنه لم يظهر الكثير منهم.
في جامعة صنعاء كانت الوضع مختلف، حيث حاولت عدد من طالبات الجامعة الاحتجاج. وقال أحد الناشطين المناهضين للحوثي: "كانت الطالبات قد بدأن للتو في الهتاف عندما طاردتهم نساء الحوثي وضربنهن بعصي كبيرة."
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الحوثيين احتجزوا ما لا يقل عن 55 طالبا ، بينهم 18 امرأة ، بالقرب من جامعة صنعاء.
فيما قالت مصادر أخرى أن أقل من 20 امرأة احتجوا ، وطاردهم الحوثيون ، واعتقلوا تسعة بينما تمكن الباقون من الفرار.
وقال أحمد (أحد المناهضين للحوثي): "لقد هددنا الحوثيون ، لذا فإننا ، بوصفنا رجالاً ، لم نتمكن من النزول إلى الشوارع بسبب القمع الكبير الذي يمكن أن يحدث لنا ، بينما خرجت مجموعة من الطالبات بشجاعة لمواجهة الحوثيين".
وقالت مصادر إن الحوثيين اعتقلوا العشرات من المتظاهرين في صنعاء اليوم بما في ذلك 16 طالبة. وقال أحدهم لرويترز إن نساء الحوثي ضربوهن بعصي وصواعق كهربائية.
وأضاف أحمد: "المجتمع اليمني محافظ ، ونحن لم نكن نعتقد أن الحوثيين سيعتقلون النساء ، لأنه عار في التقاليد ومن المحرمات اليمنية ، لكنهم فعلوا ذلك."
وأكد أنه ليس نساء الحوثيين فقط ، ولكن أيضا المقاتلين من الجماعة ، شاركوا في ضرب الطالبات ، ثم اقتادوهن إلى مركز شرطة الجديري في سيارة مسلحة.
وقال أحمد: "قام مقاتلو الحوثي بنقل النساء إلى مركز الشرطة ، ثم إلى مكان مجهول ، وأخذوا هواتفهم المحمولة حتى لا نستطيع الاتصال بهن".
وقالت وكالة سبأ التي تخضع لسيطرة الحوثي هذا الصباح إن "السلطات الأمنية ألقت القبض على بعض المرتزقة في العاصمة صنعاء ؛ بعد أن كدر سلوكهم الصفو العام وقاموا بنشر الشائعات".
وقالت "سبأ" الحوثية إن مصدرا أكد أن إحدى المعتقلات اعترفت بأن التحالف الذي تقوده السعودية أمرها بالدعوة إلى الاحتجاج تحت ذرائع "زائفة" لاستغلال الأوضاع الاقتصادية السيئة الحالية.
وأخبرت طالبة في الجامعة وناشطة مجهولة الهوية الصحيفة بأنها أرادت المشاركة في المظاهرة ، لكنها امتنعت عن ذلك بعد أن شعرت بأن الوضع خطير.
وأضافت: "كنت سأشارك مع زميلاتي ، لكن الحوثيين في الجامعة هددوا باعتقالنا ، لذا ذهبت إلى البيت".
وأعربت عن أملها في أن يفرج الحوثيون عن زميلاتها قائلة: "لقد أخفق الحوثيون في كل شيء ، لكنهم نجحوا في قمع الاحتجاجات".
وأفادت أحدى الطالبات بأنه تم إطلاق سراح الطلاب المختطفين في نهاية اليوم بعد التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في المظاهرات مرة أخرى ، وطلبت عدم الكشف عن هويتها خوفا من تعرضها للملاحقة ، وفقا لرويترز. وقالت إن نساء الحوثي "هاجمننا بالهراوات والصواعق الكهربائية ، بدعم من رجال مسلحين".
وكتبت رشا جرهم ، وهي ناشطة يمنية تعيش في كندا ، اليوم تغريدة جاء فيها: "النساء في صنعاء شجاعات للغاية. إنهن يواجهن ميليشيا مسلحة متوحشة ويطالبن بوضوح الحوثيين بالخروج من صنعاء. لقد تم قمع مظاهراتهن السلمية بالقوة و تم اعتقال العديد من الطالبات ".
وأصدرت مجموعة التضامن النسوية بيانا يوم الأحد يدعو إلى الإفراج الفوري عن "نساء معتقلات تعسفا" في صنعاء.
وقال غالب معمر ، وهو ناشط في مدينة تعز ، إن قمع الاحتجاجات ليس حلاً لكنه سيشجع الناس على التظاهر مجددا.
وتابع: "عندما خرجنا إلى الشوارع في صنعاء في عام 2011 ، هاجمتنا قوات صالح وقتل بعض المتظاهرين ، لذلك في اليوم التالي جاء المزيد من الناس إلى الساحة".
متوقعاً سيناريو مشابه إذا استمر الحوثيون في قمع الاحتجاجات السلمية التي تطالب بتوفر احتياجات أساسية.
وأضاف: "الاحتجاج هذا الصباح لم يكن ضد الحوثيين ، بل كان ضد انهيار العملة وهو يحدث في كل مكان في جميع أنحاء البلاد ، لكن القمع هو عادة من الحوثيين".
وشهدت عدت مدن يمنية من بينها تعز وعدن وحضرموت ومحافظات أخرى احتجاجات مماثلة ، وجميعها كانت بسبب انهيار العملة ، ولكن لم يتم القبض على أي شخص إلا في صنعاء.