تتواصل المعارك العنيفة لليوم الرابع على التوالي، بين قواتنا الوطنية، وقوات الاحتلال الإيراني الحوثية في الأحياء الجنوبي لمدينة الحديدة (غربي البلاد)، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وميدانية.
وفي إفادات متطابقة قالت المصادر إن المعارك الدائرة هناك هي الأعنف منذ وصول القوات الحكومية المسنودة بمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية إلى التخوم الجنوبية للمدينة منتصف يونيو الماضي، وإن العشرات من القتلى والجرحى سقطوا في القتال العنيف.
لكن المصادر لم تورد حصيلة عدد ضحايا العدو، وأكتفت بالإشارة إلى أن الحصيلة كبيرة.
وأوضحت أن القوات الوطنية تخوض قصفاً متبادلاً بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، فضلاً عن مواجهات بالرشاشات المتوسطة والخفيفة، بينما تدخلت قوات التحالف العربي بالمقاتلات الحربية والعمودية والبوارج البحرية.
وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات «الأباتشي» وصلت للمرة الأولى إلى الأحياء السكنية الداخلية في عمق المدينة، حيث لاحقت المسلحين الحوثيين المنسحبين في حي الربصة.
وكانت المعارك اندلعت الأربعاء الماضي، إثر هجوم واسع شنه الحوثيون على مواقع القوات الحكومية في كيلو 10 -على الطريق الرابط بين المدينة ومثلث كيلو 16 -وأجبروا القوات الحكومية على التراجع إلى مشروع الأبقار، على بعد كيلومتر واحد من مواقعهم السابقة، وفق المصادر.
وذكرت أن الحوثيين كثفوا من هجومهم ووصلوا إلى ثلاجة المخلافي، وشنوا هجوماً متزامناً على القوات الحكومية من محور آخر، حيث تقدم عدد منهم باتجاه مواقع جنود العمالقة في دوار المطار ومنصة 22 مايو، وأجبروا الجنود على التراجع في البداية.. لكن قوات العمالقة الحكومية بإسناد جوي مكثف من مقاتلات التحالف شنت هجوماً مضاداً واستعادت السيطرة على المواقع التي خسرتها، قبل أن تتقدم في هجوم عكسي من جهة دوار المطار ومنصة 22 مايو إلى جامعة الحديدة، وسيطرت على الطريق الساحلي ومنزل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ومنزل نائب الرئيس الحالي علي محسن الأحمر التي كانت تتمركز فيها قوات العدو منذ احتلالها المدينة في أوائل العام ٢٠١٥م.
كما وصلت تلك القوات إلى بداية شارع الجامعة وخلف هيئة تطوير تهامة والمركز الصحي، وتمركزت هناك لساعات قبل أن تنسحب على وقع القصف المدفعي والصاروخي المكثف للحوثيين، إلى دوار المطار ومنصة 22 مايو.
وقالت المصادر إن عشرات الحوثيين سقطوا صرعى خلال المعارك، وإن جثثهم ما تزال متعفنة في الطريق الساحلي وخلف هيئة تطوير تهامة وبالقرب من الجامعة، حيث ما تزال رائحة الجثث تنتشر في تلك الأحياء.
وكان الصحفي التهامي بسيم الجناني قد تقدم للصليب الأحمر عبر منشور له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تابعه الأحرار نت بمناشدة يطلب فيه تدخله لانتشال جثث الحوثيين المتعفنة هناك خشية نشرها للأمراض والأبئة في بقية المدينة التي مايزال يسكنها عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين الذين جرب بعضهم جحيم النزوح ثم سرعان ما عاد مستسلما نحو دوره الذي لا يعرف مكانا آخر غيره .