غادر المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيتس" العاصمة المختطفة "صنعاء" - التي وصلها قبل أربعة أيام - متوجهاً إلى العاصمة الأردنية عمان ومنها إلى الرياض بحسب مصادر في الأمم المتحدة، في وقت واجهت زيارته إلى مدينة الحديدة انتقادات واسعة لاقتصارها على الميناء فقط دونما الاستماع إلى سكان الحديدة والوقوف على الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في حقهم.
بالتزامن أعلنت الحكومة اليمنية تمسكها بالمرجعيات الثلاث كأساس لأي حوار مقبل مع الميليشيا الإيرانية، معتبرين الحديث عن تسليم الميناء إلى طرف ثالث غير واقعي، معلنين تمسك الحكومة بإخلاء الحوثيين للميناء ومدينة الحديدة وتسليمهما للشرعية اليمنية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الشرعية في اليمن، أن أي مقترحات بشأن الوضع في الحديدة خارج إطار المرجعيات الثلاث فإنها لا تعني الشرعية بشيء.
وقال راجح بادي لـ«البيان»: «أي اتفاقات أو حلول أو مقترحات تتعلق بالحديدة لا تنسجم ولا تتوافق مع المرجعيات الثلاث نحن غير معنيين بها، وما أفاد به المبعوث الدولي هو أن لديه مقترحات محدثة للسلام ترتكز على المرجعيات الثلاث، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي مقترحات جزئية خارج تلك المرجعيات».
وأكد بادي، أن ما يقال في وسائل الإعلام عن تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث، أو أن يتولى موظفون تابعون للأمم المتحدة الإشراف على الميناء وبقائه تحت سيطرة الميليشيا؛ مقترحات تتعارض مع مرجعيات السلام وتتجاهل الحقائق على الأرض.
وبشأن موعد ذهاب فريق المفاوضين عن الجانب الحكومي إلى السويد أكد الناطق باسم الحكومة، أنه وحتى الآن لم تتسلم الشرعية دعوة رسمية للمشاورات القادمة تحدد الزمان ولا المكان.
إلى ذلك قالت مصادر سياسية لـ«البيان»، إن مارتن غريفيث سيلتقي غداً في الرياض بوزير الخارجية خالد اليماني وغيره من مسؤولي الشرعية، وسيطلعهم على نتائج لقاءاته مع قادة الميليشيا الإيرانية في صنعاء، وأكدت أن ما صدر عن قادة الميليشيا يظهر أنها غير جادة وتحاول المراوغة والتلاعب بأي مقترحات جادة لبناء الثقة قبل الذهاب إلى مشاورات السلام المقترحة أسوة بما يحصل في كل جولة.
في حين أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أنه لا يمكن القبول بأي صيغة لإدارة ميناء الحديدة لا تضمن عودته للسلطة الشرعية وكذلك خروج الميليشيا الحوثية من المدينة.
وقال الإرياني، في تغريدة على تويتر، مساء الجمعة إن السلطة الشرعية أكدت في أكثر من مناسبة الترحيب بالسلام على قاعدة المرجعيات الثلاث، مبدياً ترحيبه بأي خطوات أو مجهود بذله المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لإقناع الانقلابيين بالانسحاب من الحديدة ومينائها وتسليمهما للسلطة الشرعية.
عدم واقعية
إلى ذلك أكد المستشار في الرئاسة اليمنية ياسين مكاوي أن الحكومة متمسكة بتسليم الحديدة ومينائها للشرعية، معتبراً أن الحديث حول طرف ثالث أمر غير واقعي.
المستشار مكاوي عزز تأكيدات المتحدث الرسمي باسم الحكومة حول عدم تلقي الشرعية حتى اللحظة تأكيداً واضحاً لموعد انطلاق مشاورات السلام في السويد.
ونقلت صحف سعودية عن مكاوي قوله: تحدث غريفيتس عن أن الميليشيا موافقة على الذهاب لمشاورات سلام، لكن توجهه إلى صنعاء يبين عكس ذلك ويؤكد أنه يسعى لإرضاء الحوثيين للقبول بالعودة للسلام.