الفقر والنزاعات والإعاقات خلف الأزمة.. ملايين من أطفال المدارس عاجزون عن القراءة والكتابة والعد
الخميس 28 سبتمبر 2017 الساعة 22:55
الأحرار نت / واشنطن:
كشف تقرير للبنك الدولي ان ملايين الاطفال في دول ذات دخل متدن او متوسط لا يحسنون القراءة والكتابة وحل تمارين رياضيات بسيطة رغم تمضيتهم سنوات عدة في المدرسة.

ورأى البنك الدولي في تقرير أن "أزمة التعلم المدرسي هذه تزيد من التفاوت الاجتماعي بدلا من تقليصه. يدخل التلاميذ الشباب الذين يعانون اساسا من الفقر والنزاعات او اعاقات، سن الرشد من دون ان تكون لديهم المؤهلات الاساسية".

فعدما طلب من أطفال في الصف الثالث ابتدائي في كينيا واوغندا وتنزانيا أن يقرأوا بالانكليزية او السواحلية جملة بسيطة جدا مثل "اسم الكلب فيدو"، تعذر على ثلاثة ارباعهم فهم معنى الجملة.

وفي مثال آخر: "تعذر على أطفال في الصف الثالث ابتدائي في ارياف الهند أن يقوموا بعملية طرح بعددين مثل 46 طرح 17 وفي الصف الخامس ابتدائي عجز نصفهم عن القيام بالعملية".

واشار البنك الدولي إلى أن مؤهلات البرزايليين في سن الخامسة عشرة تحسنت الا انهم لن يتمكنوا بهذه الوتيرة من تحصيل العلامة المتوسطة في الرياضيات المسجلة في الدول الغنية قبل 75 عاما. وهم يحتاجون الى 263 عاما للوصول الى المستوى المتوسط في القراءة.

وقال جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي "هذه الازمة في التعلم المدرسي هي معنوية واقتصادية" مشيرا إلى أن التعلم المدرسي الجيد مرادف "لفرص عمل".

واضاف التقرير إن التقييم الدولي المرجعي في مجال القراءة والحساب والكتابة يظهر ان علامات التلميذ متوسط المستوى في دولة فقيرة اقل من تلك التي يحصل عليها 95% من التلاميذ في دول ذات دخل عال.

وبالنسبة للتلاميذ الذين يحققون أداء ممتازا في بعض الدول المتوسطة الدخل فان مستواهم يوازي المستوى المتدني للتلاميذ في الدول الاغنى.

إلا أن التقرير شدد على ان تقدما كبيرا يمكن أن يحرز اذا ما اصبح التعليم المدرسي "اولوية لدى قادة البلاد".

وادرج التقرير مثال كوريا الجنوبية التي اعتمدت استراتيجية التعليم للجميع في العام 1995 مع تعليم ذي نوعية عالية حتى المرحلة الثانوية بحيث بات التلاميذ يحتلون مراكز متقدمة في التصنيفات الدولية في حين ان نسبة الامية كانت مرتفعة جدا مطلع الخمسينات.

ونتائج فيتنام خير دليل على ذلك ايضا. فقد اظهر فحص متابعة لنتائج التعليم في صفوف تلاميذ المدارس الثانوية في الرياضيات والعلوم والقراءة اجرته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي العام 2012، ان هؤلاء التلاميذ (15 عاما) يتمتعون بمستوى مواز لذلك المسجل في المانيا مع ان فيتنام افقر بكثير.

متعلقات