زخم الاحتفال بذكري ثورة الـ«26 سبتمبر» في عدن.. رسالة عكست مدى التفاف الشعب حول ثورته ووحدته وقيادته الشرعية
الخميس 28 سبتمبر 2017 الساعة 23:42
خاص - وحدة التقارير:

عكست حالة الزخم، والحضور النخبوي والنوعي الكبير وغير المسبوق الذي شهده الحفل الخطابي والفني، الذي أقيم صباح اليوم في العاصمة المؤقتة عدن بمناسبة الذكري الـ«55» لثورة الـ«26 سبتمبر» المجيدة تحت رعاية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وبحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر - حالة الرضا والقبول والترحاب الذي باتت تحظى به القيادة السياسية، والحكومة الشرعية في الأوساط السياسية والاجتماعية والعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن بشكل خاص .. وفي مختلف المناطق والمحافظات الجنوبية بشكل عام.

فمنذ الساعات الاولى للصباح فوجئ الكثير من المراقبين والمهتمين بتدفق المئات من القيادات والنخب السياسية والعسكرية، وممثلو السلطة المحلية، والشخصيات الاجتماعية والناشطين الحقوقيين والشباب، وممثلوا منظمات المجتمع المدني، والمرأة وبشكل لافت وغير متوقع ولا مسبوق أبهر وأذهل الجميع.. وقبل بداية الحفل بنحو ساعة تقريبا كانت القاعة التي تتسع لنحو «600» شخص قد امتلأت بالكامل، ليضطر الحضور الذين قدموا فيما بعد، والذي كان اغلبهم من المحافظات المجاورة لعدن - للبقاء واقفين في مؤخرة القاعة وعلى جانبيها، وفي الساحة الواقعة عند مدخلها.. ليتجاوز الحضور بالكامل وعلى اقل تقدير الـ«٨٠٠» شخص جلهم من النخب.

رسوخ الهوية الوطنية في الوجدان

اللافت في الأمر هو حالة النشوة والفرحة التي بدت واضحة على وجوه جميع الحاضرين، والذين ظهروا مهتمين بالاحتفاء بمناسبة «ثورة 26 سبتمبر» أكثر من غيرهم، وأكثر من أي وقت مضى، مع أن المناسبة مرتبطة في الاساس بتحرير الشطر الشمالي من الوطن وليس الجنوبي.. لكن الجميع بدوا متحمسين ومبتهجين بالحفل أكثر من ابناء الشمال أنفسهم.. وهو الامر الذي يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن الهوية والوحدة الوطنية باتت مترسخة وثابته في وجدان وعقول الجميع، بل وصارت جزء من كينونتهم ووجودهم وثقافاتهم أيضاً، وأن القيادة والحكومة الشرعية نجحت وبامتياز في معالجة الاختلالات في المحافظات الجنوبية وتمكنت من احتواء وكسب ود ورضا الجميع.

حماس ونشوة وفرح

تصاعدت حدة الحماس والفرح والنشوة في أوساط الحضور منذ انطلاق موسيقى السلام الجمهوري، الذي وقف له الجميع بثبات، في حين خيم الصمت على القاعة، وكأن الجميع يؤدون الصلوات - واغرورقت عيون الكثيرين بالدموع فرحةً وابتهاجاً ونشوة بثورتهم ووطنهم وهويتهم ودولتهم وحكومتهم.. وتزايدت حالة الانتشاء عند سماعهم خطاب دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي ضجت القاعة بالتصفيق له منذ لحظة صعوده الى المنصة، وظل الحضور يصفقون له تباعاً عند كل وقفة وفقرة.. كما ظلوا يتأملونه بشيء من الشجن والشغف وكأنهم يرونه لأول مرة.. لكن ذلك ليس بغريب فقد أصبح بالنسبة لهم بمثابة المنقذ والأب الروحي الذي عاش لهم ومعهم ومن أجلهم.

التفاف وطني

استهل بن دغر كلمته بتهنئة الحضور بالذكري الـ«55» لثورة الـ«26 سبتمبر» مؤكداً انها الثورة التي حطمت أعتى أنظمة الحكم الإمامي المتخلف، الثورة التي غيرت حاضرنا، وكانت بمثابة فتحاً جديداً نحو مستقبلنا.. مؤكدا أن كلا ثورتي سبتمبر واكتوبر مهدتا الطريق لوحدة لازالت صامدة، تتجدد بمقومات جديدة، وتتجذر بالتفاف وطني نحو دولة اتحادية، يقود مسار تحقيقها الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي. وإلى جانبه وحوله مختلف القوى الوطنية السياسية والاجتماعية. العسكرية والمدنية.

 

رسالة للانقلابيين

وأشار دولته الى الاحتفالات التي اقامتها الحكومة في المحافظات المحررة اليومين الماضيين مؤكدا ان تلك الاحتفالات بمثابة رسالة نعبر بها عن تصميمنا وإصرارنا على هزيمة الانقلاب، ودحر أئمة العصر وحلفائهم ممن استمرأوا العبودية والعار والعيش الذليل في كنفهم.. مبينا إن الانقلاب الحوثي وصالح على الشرعية وعلى الدولة، لم يتمكن من اسقاط الجمهورية، كما أراد هؤلاء وإن استولوا على عاصمتها.. وأن الجمهوريون والأحرار لا يزالون صامدون على الأرض، ولازال الشعب يرفض العودة إلى ماضي بغيض عنصري وسلالي ممقوت.

شكر الأشقاء

وعبر رئيس الوزراء في كلمته عن شكره للملكة العربية السعودية وملكها العظيم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على ما قدموه من دعم للقيادة الشرعية في سبيل استعادة الدولة، كما شكر دولة الإمارات العربية المتحدة مؤكدا أنها أظهرت ريادة في الموقف القومي إزاء الانقلاب والإنقلابيين وأنه لولا تدخلها، وشجاعة قادتها الشيوخ الأفاضل خليفة بن زايد ومحمد بن زايد ومحمد بن راشد لما كنا نحتفل اليوم أيها الأخوة في عدن بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر العظيمة.. وكذلك شكر جمهورية مصر العربية، ومملكة البحرين ودولة الكويت، وجمهورية السودان وكل الدول العربية التي وقفت الى جانب السلطة الشرعية.

 

تطبيع الأوضاع في عدن

كان لعدن العاصمة المؤقتة النصيب الأوفر في كلمة دولة رئيس الوزراء.. حيث أكد أن القضية الملحة في عدن وفي سائر المحافظات المحررة ستبقى استعادة الأمن الدائم كل الأمن، وكل الاستقرار الذي لا يعكر صفوه أحد .. الى جانب توفير الخدمات الاجتماعية في مجالات الكهرباء والماء والصحة والتعليم والنظافة والطرقات التي تحملت الحكومة المسؤولية عنها في المناطق المحررة وكما نجحنا في توفير المرتبات للمدنيين، ونسعى بجهد جهيد لتوفيرها بانتظام للعسكريين، فإننا متأكدون أننا نجحنا في مجال الخدمات.

 

منع حمل السلاح

ومن أهم الامور التي تطرق لها الدكتور أحمد عبيد بن دغر والتي قوبلت بترحيب واسع في اوساط الحاصرين قضية منع حمل السلاح في العاصمة المؤقتة عدن حيث قال: يجب علينا أن نمنع حمل السلاح في عدن، حمل السلاح في عدن يجب أن يكون محرما.. وأن تفرض عقوبات مشددة السجن على المخالفين، وأن تلتزم كل التشكيلات العسكرية والأمنية بالقانون، وأن تتوقف أعمال الإخلال بالسكينة العامة والعبث بممتلكات الدولة فوراً ودون تأخير، فعدن أكبر من أن يعبث بها عابث، أو تمتد لها يد فاسد.. لافتا الى بطأن الحكومة ستواصل جهودها في مواجهة الإرهاب وملاحقة خلاياه أينما كانت.

 

توحيد القرار السياسي

ومن أبرز ما تطرق الية دولة رئيس الوزراء مسالة توحيد القرار السياسي حيث اكد بان الحكومة ستعمل بكل طاقاتها في سبيل توحيد القرار السياسي والعسكري في بلدنا فتلك مهمة وطنية كبرى، لافتا الى أن الأيام القادمة ستشهد دمج الوحدات العسكرية التي نشأت في ظروف معينة في وحدات ذات طابع وطني لها لون واحد هو لون اليمن الكبير، إن بقاء هذه الوحدات على هذا النمط القائم اليوم يمثل خطراً على أمننا.

دعم جهود السلام

وجدد بن دغر في كلمته دعم القيادة السياسية والحكومة لجهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن، مشيرا الى ترحيبها المستمر بجهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.. مبينا ان الحل العادل الموضوعي في نظر الحكومة ونظر الغالبية العظمى من أبناء اليمن، يقوم على احترام المرجعيات، التي تحافظ على النظام الجمهوري، والوحدة الاتحادية.. واختتم كلمته بالترحم على الشهداء ممن ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.. مؤكدا أن الحكومة ستعمل على رعاية اسرهم وذويهم.. كما شكر الحاضرين في الحفل قائلاً: شكراً لمن حضر هذا الاحتفال، وتعشم العناء ليقول أنا سبتمبري، أنا أكتوبري، أنا يمني.

تفاعل الحضور وابتهاجهم

وزاد تفاعل الحضور وتعالت تصفيقاتهم عند سماعهم أول انشودة وطنية «بلادي أحييك فلتسلمي» بصوت الفنانة القديرة «أمل كعدل» التي بدت هي الاخرى اكثر تفاعلا من الجميع فأطلقت لصوتها العنان ليزلزل القاعة، وقد ظل الحضور يردد بعدها الانشودة وبشكل لا ارادي.. وتعالت التصفيقات وأصوات الاعجاب والفرح والنشوة من الحضور عند بدء الرقصات على المزمار الصنعاني.. وما لفت الأنظار أن القاعة ظلت ممتلئة بالحضور حتى اللحظات الأخيرة للحفل.. حيث لم يغادر أحد بما في ذلك المسئولين والقيادات والشخصيات الكبيرة.. وهو أمر غير مسبوق في هكذا فعاليات.. لكن الأمر هذه المرة عكس دلالات وابعاد أخرى كبيرة وعميقة.. فالاحتفال يعد ربما الاول من نوعه الذي تشهده العاصمة عدن منذ تعرضها للاجتياح من قبل المليشيا الانقلابية، والأول أيضا منذ الانقلاب على السلطة الشرعية .. وبالتالي فإنه يمثل بالنسبة للكثيرين مؤشرا حقيقياً لعودة الاستقرار والحياة للعاصمة عدن وغيرها من المحافظات المحررة.

 

سقوط رهانات المرجفين

دقة تنظيم الحفل وتنوع فقراته، وجمال اختيار الأناشيد، أضفت هي الاخرى جمالاً ومعنى اروع للمناسبة.. إذ لم يتخلل البرنامج أي منغصات أو محاولات لتعكير صفو الفرحة.. ليغادر الجميع القاعة والابتسامة لا تفارق شفاههم.. وهو الامر الذي أسقط كل الرهانات التي أطلقها البعض من المرجفين حول فشل أي فعالية ممكن تقيمها السلطة الشرعية، بل انهم راهنوا ايضا على فشل السلطة والحكومة الشرعية في كسب ود ورضا وقبول وحب ابناء الجنوب بشكل عام.. وهو الامر الذي اثبتت فعالية اليوم عكسه.. ليصبح ذلك الزخم بمثابة الصفعة التي أدخلت الجميع في غيبوبة سرمدية.

 لوحة وحدوية

وبشكل عام مثل الحفل لوحة وحدوية ووطنية وثورية غاية في الجمال والروعة والابداع.. اكتملت مفرداتها بالحضور الكبير وعالي المستوى.. والذي كان في مقدمته دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر.. الذي أرجع الكثير من المهتمين نجاح الاحتفالية ودقة تنظيمها لشخصه أولا واخيراً، معللين ذلك بأنه أصبح يحظى بشعبية كبيرة وغير مسبوقة في الأوساط المحلية الجنوبية.. وأنه الذي وعد فأوفى، وقال فصدق، ووجه ونفذ.. وهو كذلك الذي انتشل عدن وغيرها من المحافظات المحررة من براثن الفوضى والارهاب والعبث.. وأعاد اليها الحياة والاستقرار من جديد.. وبالتالي استطاع أن يتوغل الى قلوب ووجدان العامة بمختلف اطيافهم وتوجهاتهم وايديولوجياتهم.

ختاما نقول سلام لك يا عدن، وسلام لكل الجنوبيين الوحدويين والشرفاء.. وكل الشكر والتقدير والتبجيل والاكبار لقيادة الوطن الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ورئيس حكومته دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - وعاشت الجمهورية اليمنية.. الذين يؤكدون لنا يوما بعد يوم انهما الاكثر وطنية ووفاء وحباً لليمن وشعبه العظيم

متعلقات