النجاحات الأمنية للحكومة الشرعية تخلق انطباعاً ايجابياً على المستوى الدولي.. وتُحيّي النشاط الدبلوماسي في العاصمة المؤقتة ..«تقرير حصري»
السبت 18 مايو 2019 الساعة 23:50
الأحرار نت/ متابعة/ تقرير : إيهاب الشرفي:
في ظل هذه الأوضاع الحرجة التي تمر بها اليمن والتطورات السياسية والعسكرية بالغة التعقيد وفي منعطف تاريخي خطير لليمن ، تبذل الحكومة الشرعية الوليدة من رحم الأزمة الراهنة ، جهودا كبيرة و إستثنائية في بناء مؤسسات الدولة وقيامها بكافة مهامها ووظائفها ، وتهيئة البيئة والمناخ المناسبين بما يكفل تعزيز الأمن والإستقرار بالعاصمة المؤقتة عدن ، بالإضافة إلى جهودها في معالجة الإختلالات وتطبيع الأوضاع العامة في جميع المحافظات المحررة ، بتوجيه وإشراف مباشر من فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن "عبدربه منصور هادي" ، وبدعم سخي من الدول الشقيقة والصديقة و الأشقاء في دول التحالف العربي على رأسهم المملكة العربية السعودية .

رمزية عدن (العاصمة الإستراتيجية)

ونظرا للأهمية الإستراتيجية و الرمزية الوطنية التي تمثلها العاصمة المؤقتة عدن في الوقت الراهن ، حرصت الحكومة منذ تسلمها مهمامها في أكتوبر 2018م ، على تطبيع الأوضاع الأمنية في عدن ، ومواجهة التحديات والتهديدات التي رافقة المدينة طوال الفترة الماضية ، وحققت في سبيل ذلك نجاحات باهرة بالرغم من حجم الصعوبات والمعوقات والظروف الإستثنائية بالغة التعقيد التي تخيم على الوضع اليمني برمته ، إلا ان ذلك لم يمنع الحكومة الشرعية من تحقيق نجاحات كبيرة بوقت قصير ، في الكثير من الملفات المعقدة ، بما في ذلك الملف الإقتصادي والأمني و تفعيل مؤسسات الدولة و إتخاذ جملة من الخطوات و الإجراءات الحازمة التي انعكست على طبيعة الأوضاع العامة و فرضت الأمن والإستقرار في العاصمة المؤقتة عدن .

إنطباع دولي إيجابي

ووفقا لتلك الإجراءات والمحددات التي اقرتها حكومة الدكتور معين عبدالملك ، و إعتمادها على السياسة التقشفية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة ، تمكنت الحكومة من بالرغم من كل التحديات والمعوقات وضعف الإمكانيات المؤسسية والإدارية والمالية من تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع ، ومن ذلك إنتظام عمل الحكومة وكثير من مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن و إستمرار جهود إعادة البناء والتهيئة لما تبقى من مؤسسات الدولة ، مما خلق انطباعا إيجابيا عكسته الزيارات المتكررة لعدد من وفود الدول الدائمة في مجلس الأمن وبعض الدول الشقيقة والصديقة و الكثير من المنظمات الدولية ، إلى العاصمة المؤقتة عدن ، بالإضافة إلى تلك الإجراءات و السياسة التي اعتمدت عليها الحكومة ساهمت بشكل كبير في تعزيز التعاون الدولي المشترك مع اليمن.

شخصية إدارية ناجحة

وفي ذلك يؤكد ل"الحكمة نت" المحلل السياسي و الصحافي "صلاح الواسعي" أن توافد المنظمات وسفراء بعض الدول الى العاصمة المؤقتة عدن ، أمر متوقع ووارد أن يحدث في ظل حكومة د. معين سيما وان الرجل ذو خبرة طويلة في العمل الدبلوماسي وعمل المنظمات الخارجية ، وحتى لا ننسى عقب تعينه ، هناك من قال بأن الرجل هو سليل المنظمات والسفارات، وهذا ما يؤكد خبرته الطويلة في هذا المجال باالذات ، ويعود ذلك إلى أن معين عبدالملك شخصية تكنقراطية أكثر من كونها شخصية سياسية بحتة ؛ مشيرا إلى أن رئيس الحكومة مهندس ، يجيد فنون التخطيط والإدارة ، وتنعكس عقليته كمهندس في تصرفاته وقراراته التي يدرسها بدقة وعناية، وبإسلوب علمي دقيق ، وهو ما يظهر من خلال تصريحاته التي تكشف أثر ذلك النمط من التفكير ومقاربة الأمور ، وهنا أقصد النمط العلمي والإداري، ودائما ما قلت أن د. معين شخصية إدارية ناجحة لكنها كغيرها من القيادات المهنية لا تمتلك الإمكانيات المادية الكافية لترجمة مخططاتهم وأفكارهم على أرض الواقع بالشكل الكامل .

زيارات دولية هامة

من جانبه الخبير الإقتصادي في وزارة التخطيط والتعاون الدولي "عبده الأنصاري" قال في تصريحاته ل"الحكمة نت" أن الزيارات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن ، من وجهة نظري الشخصية تعتبر زيارات تشجيعة وهامة في وقت إستثنائي ، وربما يكون ذلك بسبب التحسن الإقتصادي الملحوظ الذي حققته الحكومة في الفترة القليلة الماضية ، بالإضافة إلى نجاح الحكومة في إعادة الروح الطبيعية للكثير من المؤسسات العامة التي إستعادة نشاطها بشكل ملموس على أرض الواقع في عدن ، بما في ذلك المؤسسة الأمنية التي خلقت مناخ حيوي وآمن يمكن من خلاله ممارسة الحياة السياسية الطبيعية لأي دولة ، وذلك في الحقيقة يحسب لحكومة الدكتور معين عبدالملك وخاصة في مثل هكذا مرحلة تمر بها البلاد.

تطبيع الأوضاع ومجابهة التحديات

وقال "الأنصاري" أن النجاح الحكومي في تطبيع الأوضاع بالعاصمة المؤقتة عدن كان له أثر كبير على سياسة اليمن الخارجية ، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة مثلت حافز قوي للحكومة الشرعية لتحقيق نجاحات ملموسة حاضرا و مستقبلا ، خاصة بالجانب الأمني والإقتصادي ، وهو ما يمكن وصفه بالمبادرة الحقيقة أو الفعلية التي يلامسها المواطن العادي على أرض الواقع ؛ مشيرا إلى أن ذلك يعد أكبر تحدي لحكومة معين عبدالملك ، فيما إذا تمكنت من تجاوز هذا التحدي سيكون إنجاز تاريخي لهذه الحكومة الوليدة من رحم الأزمة ، ولكن سيتحتم عليها الإلتزام أخلاقيا بدفع راوتب موظفي الدولة في المحافظات الغير المحررة ، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة أكثر من مرة ، في ما يمكن وصفه برسائل تطمين قوية للداخل و الخارج ، مشيرا إلى أن سعي رئيس الوزراء نحو توحيد الأجهزة الأمنية تحت وازارة الداخلية في كل المحافظات ، خطوة إيجابية في المسار الصحيح و هي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه حكومة الدكتور معين عبدالملك .

الجدير بالذكر ان الحكومة الشرعية عملت على صرف المرتبات لكافة موظفي وحدات الخدمة العامة المدنية والعسكرية عبر حساباتهم الشخصية في البنوك والهيئة العامة للبريد في مختلف محافظات الجمهورية و تأهيل مقار المؤسسات الأمنية وبناء قدراتها لرفدها بالإمكانيات اللازمة وتفعيل المؤسسات الأمنية والشرطية للقيام بدورها في تحقيق الأمن والإستقرار في المدن والمديريات ، وهو ما ظهر من خلال التحسن الأمني الملموس في العاصمة المؤقتة عدن وغيرها من المناطق المحررة ، و ساهم في تعزيز العلاقات الدولية التعاون الدولي مع اليمن .

المصدر: الحكمة نت

متعلقات