ذكرت مجلة أطليار الإسبانية المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط أن إيران تزود الحوثيين بالاسلحة ومعدات تكنولوجية عسكرية عبر ميناء الحديدة الذي أعلنت المنظمة الدولية ان المتمردين بدأوا الانسحاب منه قبل اسبوعين.
وتؤكد المعلومات والصور التي نشرتها المجلة على الدعم العسكري المباشر الذي يتلقاه الحوثيون من ايران، الذي يهدد هذه المرة بتقويض اتفاقات السويد وهي اهم فرصة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات.
وأضافت المجلة " أناتفاقات السويد نصت على وقف لاطلاق النار في محافظة الحديدة، وسحب جميع المقاتلين من ميناء مدينة الحديدة والميناءين الآخرين في شمال المحافظة، ثم انسحاب الحوثيين والقوات الحكومية من كامل مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاتهـ لكن هذا لم يتحقق حتى الآن".
ونقلت المجلة الاسبانية عن مصادر محلية "أن الحوثيين أفرغوا الخميس في ميناء الحديدة شحنة قادمة من ايران تتألف من أسلحة ومعدات تجميع الطائرات من دون طيار، التي يستخدمها الحوثيون لشن هجمات في السعودية التي تقود التحالف العربي الداعم لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا".
وقال معلقون إن تراخي فرق الامم المتحدة في موانئ الحديدة منح الحوثيين فرصة للتزود بالسلاح من ايران، على الرغم من ان اتفاقات السويد تنص على تسليم الموانئ الى السلطة الرسمية المحلية التي كانت متواجدة في ٢٠١٤ وذلك بإشراف من الامم المتحدة.
وانتقدت الحكومة الشرعية مرارا مبعوث الأمم المتحدة "مارتن غريفيت" على انحيازه للحوثيين وحالة "عدم الفهم" لأصل الصراع الذي أججته إيران بتسليح الحوثيين وتدريبهم وتمويلهم، وتحويل اليمن الى ساحة للنفوذ الإيراني.
واتّهم الرئيس هادي صراحة مبعوث الأمم المتحدة بالانحياز للمتمرّدين الحوثيين، وذلك في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال هادي في الرسالة إنّ غريفيتس "عمل على توفير الضمانات للميليشيا الحوثية للبقاء في الحديدة وموانئها تحت مظلّة الأمم المتحدة".
وأضاف هادي في الرسالة "من الواضح أن ضعف إدراك المبعوث لطبيعة الصراع الدائر في اليمن خاصة المكون العقائدي والفكري والسياسي للميليشيا الحوثية الرافض أساسا لمبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وارتباطه الجوهري بفكرة الولاية التي تكرس النموذج الإيراني في اليمن يجعل من المبعوث غير قادر على التعاطي الصحيح مع القضية اليمنية بتعقيداتها الكبيرة".
وفي 14 من مايو الجاري أعلنت الأمم المتحدة عبر مبعوثها أنّ الحوثيين انسحبوا من موانئ الحُديدة والصليف ورأس عيسى تنفيذاً للخطوة الأولى في اتفاقات ستوكهولم التي شكّلت اختراقاً في الجهود الأممية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.
لكنّ ما جرى كان خدعة، حيث ما يزال المتمرّدون يسيطرون على الموانئ لأنّهم سلّموها لعناصر في خفر السواحل عينوهم بعد الانقلاب من الموالين لهم.
وأقر "غريفيت" بأن المرحلة الأولى من الانسحاب غير مكتملة وأنه يجري حاليا التفاوض في شأن قوات الأمن المحلية.
وقال هادي في رسالته الى غوتيريش "سنعطي فرصة أخيرة ونهائية" لغريفيت" لتأكيد "التزامه الحرفي" بإنفاذ اتفاق ستوكهولم.
والأحد رد غوتيريش على رسالة هادي قائلا أن منظمته ستتصرف كـ"وسيط محايد" في اليمن.
وقال غوتيريش في رسالة إلى هادي أنه و"غريفيت" أيضا سيأخذان "المخاوف المشروعة" التي أبدتها الحكومة اليمنية "على محمل الجد".
وتستمر المحادثات بشأن المرحلة الثانية من إعادة الانتشار التي ستشمل انسحاب القوات الحكومية وقوات ميليشيا الحوثي من مدينة الحديدة، لكن الأمم المتحدة رفضت إعطاء جدول زمني لهذا الانسحاب.
ونقلت "أطليار" عن المصادر قولها "إن تهريب الأسلحة الايرانية الى الحوثيين الذي يعني التصعيد المباشر للحرب وتهديد اتفاقات السويد، هو ايضا جزء من تكثيف المواجهة مع الولايات المتحدة بالنيابة عن ايران".
وتتعرض طهران لضغوط اقتصادية كبيرة جراء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة بسبب سلوك ايران الاقليمي المزعزع لاستقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها، وكذلك برامجها النووي المثير للجدل ، والصواريخ الباليستية التي تمتكها او تطورها.