الأمم المتحدة تحذر : "الخدمات الأساسية - في مناطق سيطرة الحوثي - باليمن على شفير الانهيار التام"
الاثنين 1 يوليو 2019 الساعة 17:51

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، امس الأحد، إن الخدمات الأساسية في اليمن، باتت على شفير الانهيار التام مع دخول الحرب في البلاد عامها الخامس.

وأضافت المنظمة في تقرير حديث، أنه مع دخول الحرب فــي اليمــن عامــها الخامــس، توقف دفع رواتب أكثر مــن 1.25 مليــون موظـف حكومـي، بمـن فيهـم الأطبـاء والأخصائيـون الاجتماعيـون وغيرهـم مـن العاملين فــي القطــاع العــام منــذ أكثــر مــن عاميــن ونصــف.

وذكر التقرير أن انقطاع المرتبات أدى إلــى إغـلاق أو تخفيض ساعات عمـل بعـض المرافـق الحيويـة كالمنشآت الصحية والمدارس ومرافـق الميـاه والصرف الصحـي وغيرها مــن الخدمــات الاجتماعيــة الأساسية.

ولفت إلى أن الخدمـات العامـة الأساسـية في البلاد، علـى شـفير الانهيـار التـام، حيـث لـم يعـد هنـاك سـوى 51 بالمئـة مـن إجمالـي المرافــق الصحية ما تزال تعمل بشكل كامل رغــم أنهــا تعاني مــن نقــص حاد فــي الأدوية والمعدات والموظفين (يشمل ذلك المناطق المحررة).

وتابع "دفعت الحرب بقـوة صحــة المجتمــع والرعايــة التوليديـة إلـى خـط المواجهـة مـع تزايـد أعـداد الوفيات بيــن المدنييــن المرتبطــة مباشــرة بنقــص المــوارد".

وارتفــع معــدل وفيــات الأمهــات بشكل حاد خلال الحرب، مــن خمــس وفيــات فــي اليــوم عــام 2013، إلى 12 حالــة وفــاة في 2018، حسب التقرير.

وبيّن التقرير –نشرت وكالة الأناضول تفاصيله - أن هذه الأرقام المجــردة لهــا عواقــب أخــرى، فعندمــا تمــوت الأم فــإن ذلــك يزيــد بشــكل كبيــر مــن خطــر وفــاة أطفالهــا.

وأشار إلى أن الأطفال الذيــن فقــدوا أمهاتهم غالبـاً مــا يواجهــون فرصـة ضئيلة للبقـاء.

وأفاد التقرير أنه يمـوت طفـل واحـد مـن بيـن كل 30 طفـلا خلال الشهر الأول من ولادتهم، فالرضيع الذي فقد أمه تكون مخاطـر وفاتـه عاليـة، بشـكل مباشـر بسـبب سـوء التغذيـة أو بشـكل غيـر مباشـر مـن خـلال زيـادة التعـرض للعـدوى.

وطالبت اليونيسـف كافة أطـراف الحرب والمجتمـع الدولـي، بوقف هذه الحرب، والحفاظ على نظام الرعاية الصحية قيد الخدمة، وزيادة الموارد، إضافة إلى تحسين السلوكيات المعززة للصحة.

وتشهد اليمن للعام الخامس على التوالي، حربًا بين قوات الشرعية الدستورية والشعبية الحكومية ومسلحي جبهة ميليشيا "الحوثي" الانقلابية الإرهابية التي تتلقي دعما إيرانيا قويا وترتهن لأوامر طهران وأجندات حرسها الثوري ، والذي يسيطر عبر مليشيا الحوثي في اليمن على محافظات هامة بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

وفي مارس 2015، تدخلت السعودية وقادت تحالفاً عربيا لدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأدى القتال والحرب المشتعلة في عدة جبهات إلى استشهاد أكثر من 70 ألف مواطن يمني، حسب تقديرات لمارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن في 17 يونيو الماضي 2019.

وكان تقرير سابق لمنظمة اليونيسف أكد وفاة 6 أطفال حديثي الولادة، وأم كل ساعتين في اليمن بسبب مضاعفات الحمل أو الولادة وتدهور الرعاية الصحية جراء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

ويحرج هذا الرقم المجتمع الدولي بأسره ، إضافة إلى وضعه أمام مسؤولية أخلاقية تاريخية في ضرورة الضغط على المليشيا الانقلابية للقبول بالسلام والنجاة من الانتقام بدلا من عرقلته الحسم العسكري بمفاوضات عبثية منذ قرابة الخمس سنوات والتي لم تحقق حتى الآن أي اختراق يذكر رغم تقديم الحكومة الشرعية التنازلات تلو التنازلات حقنا منها لظماء اليمنيين ضحايا للحرب في كل الاحوال ، ورغم حتى توقيع المليشيا الانقلابية منذ ستة اشهر على اتفاق جزئي في لحرب بشأن مدينة الحديدة وموانئها وكذلك الأسرى والأزمة الانسانية في تعز ولم يلتزم حتى اللحظة بما تم الاتفاق عليه سوى جانب الشرعية الحكومية والشعبية والدستورية التي تملك حق الحسم العسكري حصرا في هذه الحرب والذي يعوقه المجتمع الدولي بحجة كلفته الانسنية التي تفاقمت اضعافا مضاعفة منذ الدخول في مفاوضات عدمية قبل قرابة الخمس سنوات من عمر هذه الحرب الكارثية على الشعب اليمني.

متعلقات