دشن الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم مساء أمس الأحد في جدة، وسط حضور بارز لشخصيات رياضية عدة تقدمهم ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، والمهندس أحمد الصائغ رئيس النادي الأهلي، وأنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد.
وتحدث الأمير عبد العزيز الفيصل في بداية المؤتمر، قائلاً: «اليوم نأخذ خطوة مهمة تجاه تعزيز إرثنا الكروي ووضع الأسس التي تزيد من فرص نجاح المنتخبات السعودية في المحافل الدولية عن طريق إطلاق برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم».
وأضاف: يستهدف البرنامج المواهب السعودية وتزويدهم بالمهارات الفنية والحياتية التي تجعلهم قادرين على التكيف مع الثقافة الكروية الأوروبية وأساليب التدريب المتبعة في كبرى الأندية العالمية وضمان البيئة المثالية.
وقال الأمير عبد العزيز الفيصل: يهدف برنامج ابتعاث المواهب لتطوير كرة القدم لتنمية المواهب الشابة من لاعبي كرة القدم كهدف قصير المدى من أجل بناء جيل قوي قادر على تغذية المنتخبات السعودية في المحافل القارية والعالمية القادمة ورفع القيمة الفنية والتجارية للبطولة المحلية.
وأضاف: «قمنا باختيار جيل 1999 - 2000 الفائز بكأس آسيا تحت 19 عاماً ليكون نواة للبرنامج حيث وصل لاعبو هذا الفريق لمرحلة عمرية مناسبة لبدء رحلتهم الكروية في الفريق الأول لأنديتهم والمنتخب السعودي».
وقال: «تبدأ كرة القدم السعودية كتابة فصلٍ جديدٍ من حكايتها بدعمٍ غير محدود ورعاية سامية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان».
وأوضح الأمير عبد العزيز الفيصل خلال تعريفه بالبرنامج أن فترة البرنامج أربع سنوات و«متأكد أننا سنرى النتائج من أول شهر».
وقال: لدينا جيل صاعد ممتاز ولدينا إحصائية أن اللاعب السعودي حتى 10 سنوات نجده لا يختلف عن اللاعب الأوروبي ويبدأ بعد ذلك بالاختفاء بجانب عدم منح الفرصة للاعبين المحليين المشاركة.
وأشار إلى أن اللاعب السعودي سيلعب نحو 80 مباراة وهي ضعفي ما يلعبه هنا وسيكون هناك تهيئة كاملة للاعبين من طواقم فنية متخصصة.
وأوضح أن المجال لن يكون محدوداً بـ40 لاعباً فقط بل يمكن أن تتم زيادتهم، وأن المكان سيكون مهيئاً من جميع النواحي وقريباً من مدينة برشلونة الإسبانية، وطبعاً هذه أول تجربة وسنرى ونتعلم وقد نجد أن المكان مناسب فنستمر لـ4 سنوات، وسيكون الموقع مستأجرا من قبل الهيئة العامة للرياضة.
وكشف أن البرنامج لن يكون فقط للاعبين بل سيكون للمدربين والأطباء والإداريين «وهو مشروع وطني وقد يكون نموذجا في التعاون بين الهيئة والأندية والقطاع الخاص، وعقود اللاعبين ستتم المحافظة عليها، والفائدة ستعود للأندية والوطن».
واستحضر الأمير عبد العزيز الفيصل مثالا على حرص اللاعبين الصغار لتطوير أنفسهم بأن أحد اللاعبين تنازل عن راتبه من أجل المشاركة في البرنامج، ويدل هذا على وعيه الكبير «ووجدنا تعاون كبير كذلك من الأندية ولديهم أسماء أخرى تم طرحها وسيذهب اللاعب بعمر 18 عاما وقد يعود بعمر 22 سنة، وقد يجد له عقدا احترافيا أوروبيا يعود بالفائدة لناديه».
وتابع: لدينا كذلك مشروع سواء الهيئة أو الاتحاد السعودي، ونحن ملتزمون بالمشروع لـ4 سنوات قادمة والمجال مفتوح للجميع حتى لو كان غير منضم لنادٍ أو مدرسة ولديه الموهبة سيجد له مكانا، ولكن نقطة الانطلاق بجيل اللاعبين الذي حقق بطولة كأس آسيا للشباب.
وعن تعليقه عن أسباب اختلاف مستويات ونتائج المنتخب السعودي للشباب في آسيا وكأس العالم الأخيرة، قال: أعتقد أن اختلاف المستوى يعود إلى أن اللاعبين عملوا لهدف تحقيق كأس آسيا وتوقف الطموح بعد ذلك، بعكس المنتخب الكوري الذي كان يهدف لتحقيق نتائج إيجابية في كأس العالم، ولا ننسى الظروف التي أحاطت باللاعبين سواء فترة الإعداد بين الأندية والجهاز الفني وعدد المباريات التي لعبها اللاعبون خلال الموسم جميعها، فأعتقد أنها أثرت على النتائج في كأس العالم.
من جهته تحدث غيرت بوسيليز المدير الفني للبرنامج، قائلا: «هناك الكثير من المواهب الصاعدة في كرة القدم السعودية التي تجد بعض الصعوبات في المضي قدماً إلى التجربة الاحترافيّة والتي توازي موهبتهم العالية. سنعمل على تطوير اللاعبين من كل النواحي بدنيا وفنيا، واللاعبون لديهم الإمكانيات المطلوبة ويحتاجون إلى التطوير حتى يستطيع اللاعب فتح الباب بنفسه. الوعود صعبة في كرة القدم لكن نعدهم بتطوير اللاعبين بالصورة المطلوبة، فلدينا برنامج متكامل وستكون الفائدة كبيرة وواضحة لكرة القدم السعودية».
وتابع: سنسعى للعمل مع اللاعبين من الصفر، وسنبدأ مع أندية سواء في الدرجة الثالثة أو الثانية. صحيح نريد أن يلعب اللاعبون أمام فرق كبيرة أمثال أياكس الهولندي أو بايرن ميونيخ الألماني لكن سنسير خطوة خطوة حتى نصل للهدف المنشود.
وطبقاً لبرنامج المشروع، سيشارك اللاعبون المختارون في 40 مباراة على الأقل بالموسم أمام فرق من مختلف الدرجات في إسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
ويغطي برنامج الابتعاث الخارجي جميع الاحتياجات التي يتطلبها بناء لاعب كرة قدم محترف على مستوى يضاهي نظراءه حول العالم، حيث يوفر خطة فنية وبدنية وغذائية متكاملة تحت إشراف مجموعة من الخبراء والمتخصصين العالميين الذين سبق لهم الإشراف على أكاديميات كروية ناجحة، بالإضافة إلى التعاون مع شركات تسويق اللاعبين لمساعدتهم في الالتحاق بالأندية.
كما يتضمن البرنامج أيضاً حصول اللاعبين على حصص تعليمية في اللغة ويغطي نفقاتهم الخاصة بالسفر والتنقلات والرعاية الصحية والأوراق القانونية، على أن يقضي اللاعبون السنة الأولى منها في الأكاديمية من أجل التأقلم على الأجواء الأوروبية وأساليب التدريب المتبعة في أندية القارة والاحتكاك بلاعبين على أعلى المستويات، من خلال المنافسات التي سيشاركون بها على مدار العام، كما ستتيح الأكاديمية الفرصة للأندية الأوروبية لاستكشاف اللاعبين السعوديين بها، ودعوتهم للمشاركة في الاختبارات الفنية تمهيداً لضمهم.
ويتشابه برنامج الابتعاث من حيث المبدأ مع تجربة قامت بها بعض الدول مثل الصين التي دعت أندية عالمية لتأسيس أكاديميات بها، أما المملكة العربية السعودية فقد ارتأت أن تغرس لاعبيها كليّاً في قلب الثقافة الكروية الأوروبية.