أبدى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول تخوفه من العملة الرقمية المشفرة «ليبرا» التابعة لشركة «فيسبوك»، وأطلق مجموعة عمل لفحصها.
وقال باول أمام لجنة تابعة للكونغرس أمس (الأربعاء): «العملة المشفرة هذه تثير مخاوف خطيرة بشأن الخصوصية وغسل الأموال وحماية المستهلك والاستقرار المالي. هذه هي المخاوف التي يجب معالجتها بشكل شامل وعلني».
وتضاف تعليقات باول إلى هواجس بشأن المشروع الذي أثار بالفعل شكوكاً قوية بين كبار صانعي السياسة النقدية حول العالم.
وتابع باول: «لا أعتقد أن المشروع يمكن أن يسير قدماً... دون أن يكون هناك رضا واسع عن الطريقة التي تعالج بها الشركة غسل الأموال، وكل تلك الأشياء».
وأضاف أن مشروع العملة الرقمية الذي أعلنه عملاق شبكات التواصل الاجتماعي في يونيو (حزيران) يثير «بواعث قلق جدية» لدى الهيئات التنظيمية.
وأشار باول إلى أن أي مراجعة تنظيمية للمشروع الذي أعلن عنه مؤخراً يجب أن تكون «صبورة وحذرة».
وأضاف أن مجلس الاحتياطي أنشأ مجموعة عمل لمتابعة المشروع والتنسيق مع بنوك مركزية أخرى حول العالم. وقال أيضاً إنه يتوقع أن مجلس الإشراف على الاستقرار المالي في أميركا، وهو هيئة من منظمين ماليين، سيراجع أيضاً الفكرة.
وهبطت العملة الرقمية «بتكوين» نحو ثمانية في المائة اليوم (الخميس) لتواصل تكبد خسائر بعد يوم من دعوة باول إلى وقف مشروع «ليبرا» المشفرة لحين معالجة المخاوف.
وانخفضت «بتكوين»، أصل العملات المشفرة، 7.7 في المائة إلى 11 ألفا و164 دولاراً في التعاملات الصباحية المبكرة، بعد أن تراجعت 3.8 في المائة أمس عقب شهادة أدلى بها باول بشأن السياسة النقدية أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأميركي. وتراجعت العملة المشفرة في أحدث التعاملات 4.5 في المائة.
وهبطت عملات مشفرة أخرى كبيرة من بينها «إيثريوم» و«ريبل» بمستويات مماثلة.
وقال كريغ إيرلام محلل الأسواق لدى منصة تداول الصرف الأجنبي لدى أواندا: «هذا رد مباشر على شهادة باول والتعليقات بشأن (فيسبوك ليبرا) وتداعياتها المحتملة على كامل مجال العملات المشفرة».
وقفزت بتكوين، أكبر العملات المشفرة، قرابة 55 في المائة في تسعة أيام بعد أن كشفت «فيسبوك» عن خططها بشأن ليبرا في 18 يونيو، ولامست أعلى مستوى في 18 شهراً عند نحو 14 ألف دولار. وعزز المشروع الآمال في أن العملات المشفرة قد تكتسب مزيداً من القبول.