حولت ميليشيا الحوثي الارهابية، وكيل ايران في اليمن، الداخل اليمني الى سوق لتصريف منتجات حزب الله اللبناني المدرج على قائمة الإرهاب الدولي، المتمثلة في الحشيش وحبوب الكبتاجون، مضحيةً بأروح ملايين الشباب اليمنيين، لأجل تحقيق عوائد مالية لحرب الله الموالي لإيران.
وباتت أخبار تمكن السلطات الأمنية من ضبط كميات من المخدرات في النقاط الامنية، والقبض على شبكات تجار مخدرات، تتصدر وسائل الإعلام المحلية على امتداد الأراضي اليمنية، ومناشدة الأطباء بفتح أقسام متخصصة لمعالجة الإدمان من المخدرات، وهو الامر الذي لم تعهده اليمن من قبل.
وقال عاملون في حملة التوعية من المخدرات لـ" وكالة 2 ديسمبر" أن المخدرات تنامت بشكل مثير للقلق في الداخل اليمني، وتشكل مخدرات - حبوب الكبتاجون – رخيصة الثمن ما نسبة 90% من المخدرات المتواجدة في السوق اليمنية، وهو الصنف الذي يشتهر حزب الله بتصنعه.
وأشاروا إلى أنه لا توجود بيانات موثوقة حول عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في اليمن، مؤكدين في الوقت ذاته، أن النتائج ستكون مفاجئة لكثير من الناس، ومستوى تعاطي المخدرات مرتفعًا للغاية.
وقال جولالا روحاني ، مستشار التنمية الذي عمل مؤخراً في مشاريع التوعية المجتمعية بشأن المخدرات في اليمن في تصريحات صحفية سابقة : "إن تعاطي المخدرات يمثل مشكلة كبيرة في اليمن وأصبح مشكلة أكبر منذ عام 2011 ، لا سيما الأدوية الاصطناعية لأنها أكثر توفرًا وأرخص الأسعار".
وتُشكّل تجارة المخدرات موردًا ماليًا مهمًا لميليشيا حزب الله ، يُقدّر بمئات ملايين الدولارات، حسب ما صرّحت بها إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وأعلن مجلس النواب الأميركي عام 2012 أن تجارة المخدرات تشكل نحو 30% من مداخيل حزب الله، من عوائد تهريب وتصنيع وبيع المخدرات، وفي تقديرات أخرى، فإن هذه التجارة تُموّل خزينة الحزب بأكثر من 70 بالمئة من إيراداته المالية.
وقال تقرير صادر عن مركز بروكينغز، إن صناعة حب مخدر "الكبتاجون" تزدهر في لبنان، وتفيد التحقيقات عن وجود مستودع لتصنيع تلك الحبوب في منطقة الشويفات على أطراف الضاحية الجنوبية، أحد أهم معاقل الحزب الرئيسية في العاصمة بيروت.
ووفقا للتقارير الدولية، أشهر المخدرات، التي موّلت خزائن حزب الله ، حبوب “الكبتاغون” ذات الأرباح العالية، فتكلفة هذه الحبوب المنخفضة تجعل سعرها رخيصًا، قياسًا بباقي أنواع المخدرات الأخرى، وتصل أسعار حبّة الكبتاجون إلى عشرة أضعاف تكلفة صنعها، ما يجعل ميليشيات حزب الله تعتمد عليها، أكثر من غيرها، بتمويل نشاطاتها.
ويؤكد أمنيون لـ" وكالة 2 ديسمبر" أن ميليشيا الحوثي تنشط في تجارة المخدرات، التابعة لحزب الله في الداخل اليمني، عبر شبكة ودوائر كبيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومن خلال خلايا مترابطة تسوق المخدرات "الكبتاجون" في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وقد تمت مصادرة كميات كبيرة من هذا الصنف في مدينة عدن، ولحج ومأرب وعدد من المدن اليمنية.
المختصون في تعقب تجارة وتعاطي المخدرات في المجتمعات، يُصدرون قوائم نمو سوق المخدرات في الدول ونسب تعاطيها بشكل سنوي، وكان اليمن يتمتع بسجلٍ نظيفِ من هذا الغول القاتل خلال العقود الماضية، وارجع المختصون في تقيمهم لذلك إلى وجود شجرة القات، إلا أنه منذ ظهور ميليشيا الحوثي دخلت المخدرات إلى اليمن بشكل منتظم، ووصل لكل المدن اليمنية، وهربت كميات كبيرة الى المملكة العربية السعودية.
في عام 2008 ، صادرت السلطات اليمنية أكثر من 13 مليون حبة تحمل علامة كبتاجون ، وغالبًا ما يتم تطبيق الاسم على المستحضرات التي تحتوي على الأمفيتامين، وفي حادثة واحدة ،تم العثور على 2.3 مليون حبة كبتاجون مخبأة في سخانات مياه كانت متجهة إلى المملكة العربية السعودية.
وتنتشر زراعة الحشيش وصناعة - حبوب الكبتاجون- في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الطائفية التابعة لحزب الله والمؤتمرة بأوامره، مثل منطقة القلمون الغربي ووادي بردى، إضافة إلى ريف حمص في القصير وتل كلخ. وصارت هذه المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية امتدادًا جغرافيًا لمناطق إنتاج المخدرات في لبنان، مثل منطقة عكار ومنطقة العريضة الحدودية مع سورية.
وتفيد تقارير مديريات جمارك دول المنطقة، وبشكل خاص الجمارك السعودية والأردنية والقبرصية واليونانية، بضبط عشرات الملايين من حبوب الكبتاجون المُعدّة للتهريب -شهريًا- من لبنان عبر سورية.
وبحسب تقرير أعدّه ونشره مركز العقوبات والتمويل غير المشروع الأمريكي في سبتمبر 2017 حول تاريخ حزب الله وضمن فقرة تفصيل وضعه المالي أشار التقرير إلى أن الحزب يواجه صعوبات مادية منذ بدء الحرب السورية إلا أنه قادر على الصمود بفضل الدعم الخارجي له الذي توفره إيران وشبكة أعماله غير الشرعية المنتشرة حول العالم.