من جديد عاودت أزمة خانقة للمحروقات والغاز في العاصمة المختطفة صنعاء منذ عدة أيام بالتزامن مع رواج وانتعاش ملحوظ للأسواق السوداء التي توفر المواد بأسعار قياسية مع شحة ملحوظة في مادة الديزل.
ونقلت مصار صحفية محلية عن مواطنين " أن الغاز المنزلي الذي يٌباع عبر عقال الحارات بسعر (4000 ريال) للأسطوانة الواحدة، انعدم بصورة مفاجئة منذ نهاية الاسبوع الماضي، حيث لجأ كثيرون للشراء من الأسواق السوداء التابعة لمليشيات الحوثي والتي تبيع الاسطوانة الواحدة بـ (10000ريال).
ويتهم السكان في صنعاء مليشيات الحوثي بافتعال أزمة الغاز مجدداً لإنعاش الاسواق السوداء التابعة لهم.
وبموازاة غاز الطبخ انعدم كذلك غاز الوقود المخصص للسيارات ووسائل المواصلات الأهلية ووسائل النقل والأجرة الخاصة والعامة، وهو ما انعكس أزمة في وسائل المواصلات التي تعتمد على الغاز، حيث أدت الزيادة في الغاز المشترى من السوق السوداء الى ارتفاع في زيادة أجرة ركاب الباصات، مثقلةً كاهل المواطن في العاصمة صنعاء.
في المقابل، وبالرغم من كل ذلك، ألزم عقال الحارات المسؤولين عن توزيع مادة الغاز سكان العاصمة صنعاء بدفع إتاوات وجبايات جديدة بحجة "دعم الثورة" في إشارة الى ذكرى انقلاب ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران في الـ 21 من سبتمبر، مقابل توزيع اسطوانات الغاز في استغلال انتهازي فظيع للأزمة المفتلعة، لاختلاس جبايات جديدة من المواطنين اليمنيين بالإضافة الى الزيادة في أسعار الغاز.
وفي مادة الديزل التي تبحث عنها شركات إنتاج وتوليد الكهرباء الخاصة التي تتاجر بتوليد الكهرباء عبر مولدات خاصة تابعة لنافذين هناك ، فهي كذلك شحيحة وشبه معدومة في الأحياء، وموجودة في بعض الاسواق السوداء المعروفة للمواطنين، حيث كانت شركات التليد الكهربائي تستغل المواطن وتبيع له بعدادات تجارية مغشوشة سعر الكيلو/واط الواحد بثلاثمائة ريال وباشتراك اسبوعي كبير، فإن الأمر يبدو الآن قاسيا عليها نظريا، بينما عمليا ستبيع الكهرباء بأرقام فلكية هي الأخرى والضحية المواطن المغلوب على أمره في كل الأحوال، إذ يتم ابتزازه بأن أغلقت بعض شركات توليد الكاقة الكهربائية في الأحياء أبواب منشآتها مؤقتا، بينما قلصت أخرى من ساعات التوليد الكهربائي .
كما وتعتمد على مادة الديزل كذلك الكثير من المصانع والمزارع والشركات والمرافق التجارية والخدمية الحكومية والخاصة ، وبدت العاصمة المحتلة صنعاء بعد أيام قليلة من انعدام مادة الديزل في محطات التزود وكأنها مدينة أشباح لم تمت ببطء وإنما بعد أن أنهكتها الأزمات ماتت بسرعة مذهلة ، حيث خلت أغلب الشوارع والشوارع التجارية من كل من المارة والسيارات.
أما مادة البنزين فقد شوهدت طوابير طويلة في بعض شوارع العاصمة التي تم تزويد بعض المحطات ومنشآت تزويد المواطنين بالوقود بالقليل من هذه المادة الحيوية . ليلعب كل فريق براحتهةفي ميدان لا رقيب فيه ولا حسيب والضحية فقط هو المواطن الذي لا حيلة له ويكافح بشدة كي يبقى على قيد الحياة في مجتمع كله رهينة بيد مليشيات تعينها قوى إقليمية كي تتقاسم مصيره وتوزع بؤسه أضعافا مضاعفة يوما بعد يوم في زمن مضى فيه خمس سنوات من الكفاح الأسطوري للشعب اليمني على هذه الأرض الذي يتقاذفه الأوغاد - وهو شعب كريم - كرهينة.