استهدفت العقوبات التي أعلن عنها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية، اليوم الجمعة، كلا من البنك المركزي الإيراني وصندوق التنمية الوطني الإيراني وشركة "اعتماد تجارت بارس"، بسبب تقديم هذه المؤسسات الدعم المالي للإرهاب الذي يقوم به النظام الإيراني، بما فيها الهجمات الإرهابية التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.
المركزي يمول الحرس الثوري
ووفقا لبيان الوزارة، فقد قدم البنك المركزي الإيراني مليارات الدولارات للحرس الثوري وقوات القدس التابعة له ووكيله الإرهابي "حزب الله".
كما كان صندوق التنمية الإيراني الذي يخضع لإشراف المرشد، وهو صندوق الثروة السيادية في البلاد ويضم مجلس أمنائه الرئيس الإيراني ووزير النفط ومحافظ البنك المركزي، مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية لتمويل الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية والدعم اللوجستي للقوات المسلحة.
أما شركة "اعتماد تجارت بارس" التي تتخذ من إيران مقراً لها، فتستخدم لإخفاء التحويلات المالية للمشتريات العسكرية، بما في ذلك الأموال القادمة من صندوق التنمية.
"هجوم وقح"
وتعليقا على العقوبات، قال وزير الخزانة ستيفن منوشين، إن "هجوم إيران الوقح على المملكة العربية السعودية غير مقبول". وأضاف: "يستهدف عمل وزارة الخزانة آلية تمويل مهمة يستخدمها النظام الإيراني لدعم شبكته الإرهابية، بما في ذلك قوة القدس وحزب الله وغيرهم من المتشددين الذين ينشرون الإرهاب ويزعزعون استقرار المنطقة".
وأكد منوشين أن " الولايات المتحدة ستواصل حملتها القصوى للضغط على النظام القمعي الإيراني، الذي يحاول تحقيق أجندته الثورية من خلال العدوان الإقليمي مع تبديد عائدات البلاد النفطية".
نقل احتياطيات إيران للإرهابيين
وشدد على أن "هدف البنك المركزي الإيراني وصندوق التنمية الوطني ظاهريا حماية رفاهية الشعب الإيراني، لكن بدلاً من ذلك يتم استخدامهما من قبل هذا النظام الفاسد لنقل احتياطيات إيران من العملات الأجنبية إلى الوكلاء الإرهابيين".
من جهتها، قالت سيغال ماندلكر، وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "إننا نوجه انتباه الحكومات إلى أنهم يخاطرون بسلامة أنظمتهم المالية من خلال الاستمرار في العمل مع ذراع تمويل الإرهاب التابع للنظام الإيراني، أي البنك المركزي".
وأضافت: "سننفذ عقوباتنا بقوة لوقف تمويل النظام الإيراني للإرهاب العالمي وقمعه الداخلي للشعب الإيراني، الذي يعد أكبر ضحايا النظام".
يذكر أنه في مايو 2018، عاقب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية حاكم البنك المركزي الإيراني آنذاك ولي الله سيف، ومساعد مدير الإدارة الدولية علي طرزعلي، لتورطهما في تسهيل التحويلات المالية للحرس الثوري الإسلامي وحزب الله.
أيضًا في نوفمبر 2018، صنفت وزارة الخزانة كلا من مدير القسم الدولي في البنك المركزي الإيراني رسول سجاد ومساعده حسين يعقوبي، وذلك للمساعدة المادية أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو الخدمات المالية أو غيرها من الخدمات أو دعمها لقوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري اإيراني.
خلال عام 2018 وأوائل عام 2019، قام البنك المركزي الإيراني بتسهيل تحويل عدة مليارات من الدولارات الأميركية واليورو إلى الحرس الثوري، كما تم نقل الملايين إلى الحوثيين وحزب الله، وفقا لبيان الخزانة الأميركية.
كما تحدث البيان عن تقديم فيلق القدس بالحرس الثوري الدعم المادي للعديد من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك طالبان وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.