في تعز رافقت الصورة الأحداث التي عاشتها المدينة ورصدت عدسة الكامرا أشد اللحظات قساوة في حياة المدينة وأهلها ، كما خلدت أجمل اللحظات كذلك، لكن الأهم أن جزء كبير من تاريخ تعز منذ انطلاق الثورة الشبابية في فبراير 2011م وحتى اليوم يمكن إدراكه من خلال ما التقتطه العدسات ، وإن لم تتوفر تفاصيل أخرى.
بعد الانقلاب المقيت في 31 سبتمبر 2014م وانحياز تعز لصف الجمهورية والدولة دفعت المحافظة أرضاً وإنساناً ضريبة باهضة - ولازالت تدفع - وتمثلت هذه الضريبة بعدد كبير من الشهداء والجرحى والمعاقين والمخفين قسراً في سجون المليشيا .
عانى التعزيون من مأساة الإخفاء القسري الذي حرم أسر كثيرة من الأباء والإخوة والابناء ، وجلهم أخذو من الطرقات والشوارع وهم غارقون في حياتهم المدنية ، ولقى بعضهم ربه في السجون ، وخرج آخرون بحالة إعاقة أو مصابون بالجنون ، وظلت بين فينة أخرى تخفف من وطاة هذه المعاناة دفعات تبادل يرعاها قادة تعز العسكريون وشخصيات من مختلف الفئات تعيد السعادة لطائفة من الأسر ، وتزرع الأمل لدى البقية .
الصورة كانت حاضرة لتوثق مشاهد عديدة ارتبطت بهذا الملف الانساني ولطالما توقف الزمن للحظة ليروى عبر العدسة لحظة فرح أوحزن لكن ثمة لحظات وثقتها عدسة الكامرا لايمكن للزمن ان يتجاوزها ، وستغدو جزء من الوثائق التي تحكي تاريخ هذه المدينة ونضال أهلها .
- إسراء وصامد :
في اكتوبر الماضي كانت الطبيبة "إسراء وهيب" تحتفل بتخرجها من الجامعة ، وكالعادة يقيم الخريجون حفلاً تتشاركه معهم اسرهم واصدقائهم فرحاً واستبشاراً باستكمال الدراسة والاستعداد للنزول إلى سوق العمل . ارتدت "إسراء" مع زملائها زي التخرج ، واحتفل الجميع ، وصالت وجالت عدسة الكامراء لتسجل أجمل اللحظات التي لن تعود بالمطلق ، فاختارت "إسراء" أن تخلد لحظتها المميزة بلفت النظر لجانب من معاناتها ومعاناة الكثير ممن يقبع اقربائهم في غياهب سجون مليشيا الموت .
الناشط الانساني "صامد العامري" خطيب "إسراء" غيبته المليشيا في سجونها منذ سنوات دون تهمة ، وعانت اسرته ومنهم خطيبته كثيراً جراء هذا الإخفاء ، لكن إسراء اختارت في يوم تخرجها أن يكون حاضراً كشخص وكقضية ، فوثقت الحدث بصورتها وهي ترتدي زي التخرج وتمسك بيدها صورة "صامد".