نظرة فاحصة-لماذا يعاود فيروس كورونا إصابة بعض الكوريين ممن تعافوا منه؟
الخميس 16 ابريل 2020 الساعة 17:08

يتحرى مسؤولو الصحة في كوريا الجنوبية صحة عدد من التفسيرات لعودة الإصابة بفيروس كورونا في عدد صغير لكنه يتزايد من المرضى الذين سبق أن تعافوا منه. 

امرأة تضع كمامة للوقاية من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في سول يوم 3 أبريل نيسان 2020. تصوير: هيو ران - رويترز.

ويقول خبراء إن من التفسيرات الرئيسية المحتملة الإصابة بالعدوى من جديد أو انتكاسة للعدوى القديمة أو عدم اتساق الاختبارات. 

وأعلن المركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها اكتشاف 141 حالة من هذه الحالات حتى يوم الخميس. 

* عدوى جديدة أم انتكاسة 

رغم أن العدوى الجديدة ستكون أكثر السيناريوهات مدعاة للقلق بسبب ما تنطوي عليه من احتمالات بالنسبة لإمكانية تكوين مناعة جماعية فإن مركز مكافحة الأمراض وكثيرين من الخبراء يقولون إن ذلك مستبعد. 

ويقول مركز مكافحة الأمراض إنه يميل إلى شكل ما من أشكال الانتكاسة أو ”نشاط“ الفيروس من جديد. 

ويقول الخبراء إن الانتكاسة قد تعني أن بعض مكونات الفيروس ربما تدخل مرحلة خمول بعض الوقت أو ربما يكون بعض المرضى من أصحاب حالات صحية معينة أو مناعتهم ضعيفة مما يجعلهم عرضة لنشاط الفيروس من جديد في أجسادهم. 

وأشارت دراسة حديثة أجراها أطباء في الصين والولايات المتحدة إلى أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يضر بالخلايا الليمفاوية ”تي“ التي تلعب دورا محوريا في جهاز المناعة بالجسم البشري والقدرة على مكافحة العدوى. 

وشبه كيم جيونج كي خبير الفيروسات بكلية الصيدلة بجامعة كوريا الانتكاسة بعد العلاج بزنبرك يرتد بعد الضغط عليه. 

وقال ”عندما تضغط على زنبرك يصبح أصغر حجما ثم يرتد لأعلى عندما ترفع يديك“. 

وحتى إذا ثبت أن المرضى انتكسوا ولم يصابوا بعدوى جديدة فربما يشكل ذلك تحديات جديدة لاحتواء انتشار الفيروس. 

وقال سول داي وو خبير تطوير اللقاحات والأستاذ بجامعة تشونج آنج ”السلطات الصحية في كوريا الجنوبية لم تتوصل بعد إلى حالات نقل فيها مرضى أصيبوا بانتكاسة الفيروس لشخص ثالث، لكن إذا ثبتت صحة انتقال العدوى بهذه الطريقة فسيمثل ذلك مشكلة هائلة“. 

* قيود الاختبارات 

يعتبر المرضى في كوريا الجنوبية غير حاملين للفيروس عندما تجيء اختباراتهم سلبية مرتين خلال فترة 48 ساعة. 

ورغم أن اختبارات آر.تي-بي.سي.آر المستخدمة في كوريا الجنوبية دقيقة عموما فإن الخبراء يقولون إن ثمة حالات يمكن أن تأتي فيها بنتيجة زائفة أو بنتائج غير متسقة في عدد محدود من الحالات. 

وقال كيم ”اختبارات آر.تي-بي.سي.آر تحقق نسبة دقة تبلغ 95 في المئة. وهذا يعني أنه لا يزال هناك ما بين 2 إلى 5 في المئة من تلك الحالات التي ترصد نتيجة سلبية زائفة أو نتيجة إيجابية زائفة“. 

وقال سول إن بقايا الفيروس قد تبقى بمستويات منخفضة جدا لا يمكن للاختبار رصدها. 

من ناحية أخرى قال كوون جون ووك نائب المدير بمركز مكافحة الأمراض في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن الاختبارات ربما تبلغ أيضا من الحساسية حدا يجعلها ترصد مستويات صغيرة لا ضرر فيها من الفيروس الأمر الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية جديدة رغم شفاء صاحبها. 

وقال إيوم جونج سيك أستاذ الأمراض المعدية بمركز جيل الطبي في جامعة جاتشون إن الاختبارات يمكن أيضا أن تفسد إذا لم يتم أخذ العينات الضرورية بشكل سليم.

متعلقات