شرعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل مدينة شبام حضرموت التاريخية شرقي اليمن، والمصنفة على قائمة التراث العالمي.
وينفذ المشروع بالشراكة بين منظمة اليونيسكو والصندوق الاجتماعي للتنمية، ويموله الاتحاد الأوروبي بمبلغ 509 آلاف دولار، ليشمل إعادة تأهيل 40 منزلا متضررا، وترميم أجزاء من سور المدينة العريقة، إضافة إلى التدخلات الضروية العاجلة للبنية التحتية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن وكيل محافظة حضرموت المساعد، هشام السعيدي، تأكيده في التدشين على أهمية المشروع الذي يهدف إلى الحفاظ على مدينة شبام كواحدة من مدن التراث العالمي.
وشبام هي بلدة أثرية ساحرة تعرف بمانهاتن الصحراء شمالي حضرموت، كبرى محافظات اليمن.
وتشكل المدينة المسوّرة الواقعة بوادي حضرموت، والتي تعود إلى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي. وتعود تسميتها "بمانهاتن الصحراء" إلى مبانيها البرجية الشاهقة المنبثقة من الصخور.
ويصل عدد مبانيها إلى 470 منزلا بُنيت جميعها من مادة الطين، بأطوال تتراوح ما بين (8 – 5) طوابق (ارتفاع)، ما جعلها توصف بأول ناطحات سحاب "طينية" في العالم.
وانضمت إلى قائمة التراث العالمي عام 1985، مع مدينة صنعاء القديمة، باعتبار "شبام حضرموت" مدينة تاريخية، تشكل منازلها الطينية أقدم مدينة ناطحات للسحاب في العالم، بالرغم أنها مبنية من الطين، وباعتبارها أعجوبة من أعاجيب الفن المعماري في العالم، وفقا لنظام هندسي دقيق توقف عنده الكثير من المعماريين.
ورغم صمودها منذ 600 سنة في وجه التغيرات والظروف الطبيعة، إلا أنها عانت الكثير من الإهمال. وسبق أن صدرت تحذيرات متكررة بأن السور المحيط بالمدينة يتآكل من جميع الجهات، وأنه قد ينهار في أي لحظة، وحذرت تقارير من الإهمال الذي تعيشه المدينة، مطالبة بسرعة التدخل لإنقاذها بوصفها إحدى المدن التاريخية العريقة، المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي.
وفي العام 2015 أدرجت منظمة اليونيسكو المدينة ضمن قائمة المدن التاريخية المهددة والمعرضة للخطر.