الجهود الدولية المتراخية مقابل الإرهاب والتعنت الحوثي في قضية المختطفين المدنيين تواطؤ ضمني على حساب آلاف الضحايا
السبت 29 أغسطس 2020 الساعة 17:40

تبقى قضية المختطفين في سجون مليشيا الحوثي المتمردة، هي القضية الإنسانية التي لم تجد الحلول طريقاً إليها حتى اللحظة في ظل تعنت الجماعة الحوثية بتنفيذ كل الاتفاقيات المتعلقة بهذا الملف، فقد عملت جاهدة على تحويله إلى ملف سياسي لاستغلاله.

ورغم المراوغات المتكررة من قبل مليشيا الحوثي المتمردةـ بشأن تبادل الأسرى والمختطفين قبلت الحكومة الشرعية في خوض جولة ثالثة من المحادثات بالعاصمة الأردنية عمان في شهر أبريل الماضي من العام الجاري، بإشراف مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث" إلا أنها تكللت بالفشل بعد محاولة مليشيا الحوثي التملص وتجزئة الاتفاق وهو ما رفضته الحكومة التي أصرت على تنفيذ الاتفاق كاملا وإطلاق سراح 1420شخصا من الطرفين في المرحلة الأولى.

الناشطة الحقوقية اليمنية ورئيس رابطة أمهات المختطفين في تعز أسماء الراعي، أوضحت في تصريح لـ" 26سبتمبر" أن المحادثات بين طرفي الشرعية ومليشيا الحوثي وصلت إلى طريق مسدود لأن الحوثيين يتخذون من المختطفين كرهائن ويساومو بهم واستخدموا القضية للابتزاز السياسي لأخذ مكاسب لصالحهم مشيرة إلى أن دور المبعوث الأممي كان في البداية جيدا وعندما تحولت القضية إلى سياسية فشل الجميع وأولهم المبعوث الذي تعامل مع هذه القضية الإنسانية بتراخ كبير.

وأضافت الراعي بأن الرابطة استطاعت أن توثق نحو 2800 مختطف في سجون الحوثيين يتعاملون معهم بوحشية ودون رحمة أو إنسانية ويتعرضون للتعذيب بشكل يومي الأمر الذي أدى إلى فقدان البعض حياتهم نتيجة التعذيب المتواصل وآخرون بالإهمال الصحي وعدم السماح لهم بتلقي العلاج داعيةً الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية باستخدام ثقلهم في الإفراج عن المختطفين المدنيين دون قيد أو شرط.

من جانبه كشف مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري لـ" 26سبتمبر" بأن هناك بلاغات وصلتهم مؤخرا وتم التحقق من صحتها بوفاة اثنين من المختطفين بصنعاء جراء إجراءات تعذيب مختلفة.

وأشار الزبيري خلال حديث خاص مع صحيفة الجيش إلى أن هناك الكثير من المختطفين يعانون من عدة أمراض بعضهم لا يستطيعون التحرك والمشي نتيجة التعذيب المتواصل من قبل عناصر المليشيا الحوثية التي تتعامل معهم بقساوة متجردين من أبسط المعاملات الإنسانية.

واعتبر الزبيري هذه الممارسات التي تقوم بها المليشيات بحق آلاف المختطفين في سجونها   جرائم جسيمة يجب التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها عاجلا أم آجلا ولن يفلتوا من العقاب.

وبخصوص التعذيب الذي يتعرض له المختطفون قال مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة بأن طرق التعذيب متنوعة منها الحرمان من النوم والضرب والصعق الكهربائي ويتم حرمانهم من زيارة أهاليهم وإذا تمت الزيارة بعد ابتزاز ذويهم مبالغ مالية كبيرة وهناك من أفرج عنهم وهم مختلون عقليا.

وتابع الزبيري حديثه للصحيفة قائلاً مليشيا الحوثي لم تراع المختطفين الذين يعانون من أمراض مزمنة وتتعمد إهمال معالجتهم وقد وصلتنا العديد من الشكاوى والبلاغات عن تعرضهم للإهمال الطبي والعلاجي وأصدر المكتب عدة بيانات بهذا الخصوص كان آخرها قبل أسبوعين تقريبا حيث توفي اثنين من المختطفين وهما "معاذ الأصنج ورشاد الحوشبي" بعد تعذيبهم ومعاملتهم بصورة لا إنسانية وتجاهل علاجهم مما تسبب في وفاتهم.

وأردف الزبيري قائلاً مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة يعمل في ظروف معقدة وصعبة جدا في العاصمة صنعاء في ظل وضع أمني مليشاوي في مدينة لا تسمح فيه المليشيا بأي صوت يعارضها الأمر الذي تسبب في  مغادرة الكثير من المنظمات العاملة في المجال الحقوقي المحايدة مضيفاً عملية الرصد في العاصمة صنعاء تمر بمخاطر ومخاوف عدة إلا أننا بحمد الله وبجهود كوكبة من النشطاء الحقوقيين والقانونيين يتم كشف ورصد الانتهاكات والكثير من الجرائم والانتهاكات التي لا نستطيع الوصول إليها ورصدها بسبب مخاوف الضحايا والانتهاكات المحتملة التي قد يتعرضون لها.

نائب المركز الأمريكي للعدالة لطفية جامل أوضحت في تصريح صحفي سابق أن مليشيا الحوثي تقوم بنقل بعض المختطفين إلى المستشفيات كتوظيف سياسي ودعائي لاستجلاب الدعم الدولي والتخفيف من السخط الدولي من السياسة التي تتبعها الجماعة بعد أن علقت منظمة الصحة العالمية بعض نشاطاتها في مناطق سيطرتها.

وأضافت جامل إن كل محاولات المليشيا لتبييض سجلها المتخم بالانتهاكات لحقوق الإنسان تكشفه سجونها الممتلئة بالمعتقلين والمختطفين من المدنيين والمعارضين السياسيين ومن غير المتوقع أن تصغي هذه المليشيا للمناشدات الإنسانية من قبل أمهات المختطفين أو حتى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لقاء الأردن مع لجنة تبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية.

 

* أخبار سبتمبر نت/ أحمد الحرازي - والعنوان للأحرار نت

متعلقات