زار رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم محافظة أبين وهي الزيارة الأولى له، حيث حملت هذه الزيارة أبعاد هامة ومختلفة تحتاجها المحافظة بشكل خاص والدولة بشكل عام وهي كالتالي:
البعد العسكري:والذي يتمثل بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، عرضاً عسكرياً شاركت فيه عدد من الوحدات العسكرية والأمنية في المحافظة، وتمثل محافظة أبين مصنع الرجال الوطنين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل هذا الوطن، وولادة بخيرة جنودها و رجالها الذين لا يتأخرون بتأدية الواجب تجاه وطنهم، فقد قدمت محافظة أبين الكثير لدحر القوة الانقلابية و محاربة الجماعات الارهابية.. حيث قال بن دغر للفرق العسكرية " أيها الجنود الأبطال يسعدنا ويشرفنا أن نكون معكم في محافظة أبين، هذه المحافظة المعطاءة والولادة بالمناضلين والمخلصين والساسة، فهي مصنع الرجال ومنبع الشرف والكرامة، وأنتم اليوم تبعثون رسالة بهذا الاستقبال، رسالة للداخل الوطني والشركاء من الإقليم، مفادها أن أبين ستظل كعادتها سنداً وعوناً لكل المخلصين الشرفاء، وسهماً في نحور أعداء الأمة"..
وأضاف الدكتور بن دغر" أبين هذه المحافظة الصامدة، كما عهدناها دائما تناضل إلى جانب الحق، فها هي اليوم تناضل من أجل الشرعية والدولة، ويشرف كل حر ووطني أبي أن يكون مناضلاً في صفوف العزة والكرامة إلى جانب أبنائها الشرفاء حتى تتحقق أهداف البلاد في النصر".
ولان أبين صمام الأمان للعاصمة المؤقتة عدن وكل اليمن قال رئيس الوزراء "إن أبين هي بعض اليمن و كل اليمن، فقد قدمت خيرة أبنائها الشجعان للحفاظ على الجمهورية والوحدة ، فشكراً لأبناء أبين، وشكراً للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومساندة صادقة من الامارات العربية المتحدة الذين يقاتلون معنا للدفاع عن الشرعية ، سننتصر بصبركم وثباتكم وعزيمتكم وسنعيد الأمل للعبور إلى المستقبل الزاهر الذي سنتوافق عليه من خلال مخرجات الحوار الوطني التي تؤسس لكافة أبناء الشعب يمنا اتحاديا، قويا آمنا ".
البعد الاقتصادي:
تشكل محافظة أبين من أهم المحافظات الجنوبية أهمية اقتصادية بشكل خاص واليمن بشكل عام، حيث تمثل 40% من الناتج الاقتصادي بخيراتها وثرواتها، من الانتاج الزراعي الذي يغذي اليمن كما لا نغفل عن الانتاج الحيواني وإن كان بسيط..
تشتهر أبين بالذهب الأبيض الذي اكسبها شهره كبيرة جدا على مدا السنين، الا وهو القطن طويل التيلة، حيث كان للذهب الأبيض (القطن) أهمية اقتصادية كبيرة بل تعد من أهم المحاصيل النقدية التي تدر بالعملة الصعبة للبلاد.
فكان المزارعون يقومون بتسليم إنتاجهم من القطن إلى إدارة المحلج وبدوره يقوم بتصدير القطن بعد حلجه وتنقيته من البذور ووضعه في قوالب خاصة يصدر من خلالها إلى الخارج ليعود بالعملة الصعبة (الدولار) ليرفد الاقتصاد الوطني كأحد الأعمدة الاقتصادية في عهد سابق، إلى جانب حلج القطن الذهب الأبيض وتصديره، حيث يقوم المحلج بالاستفادة من بذرة القطن لاستخراج منها الزيوت المفيدة ومشتقات أخرى لا تقل أهمية عن الزيت.
وكذا إلى جانب القطن توجد ثروة زراعية متمثلة بزراعة أهم المحاصيل الزراعية التي عرفت بها أبين من الخضروات والفواكه كالطماطم والبسباس الباباي والموز وغيرها والتي نجني منها ربحاً لا بأس به، كما لديها ثروة حيوانية.
وفي كلمة رئيس الوزراء قال عن ثروة أبين الاقتصادية " سوف نناضل معكم ونعيد سوياً بناء أبين السخية بخيراتها وثرواتها، التي تصل إلى 40% من الانتاج الزراعي الذي يغذي اليمن ".
البعد المدني:
كان لابد من تطبيع الحياة في محافظة أبين، هذه المحافظة التي عانت الكثير دون غيرها من المحافظات بالتخريب وتدمير البنية التحتية والمنازل السكنية بسبب حرب المليشيات الانقلابية وحرب المجموعات الارهابية الخارجة عن القانون.
تملس واقع المواطن ومعرفة معاناتهم ومشاكلهم يعد من أهم المقومات لإعادة الحياة الطبيعية لهذه المحافظة من خلال إعادة الاعمار لهذه المحافظة وعودة أبنائها المهجرين بسبب الحرب في عدن وبقية المحافظات.
وفي تطبيع الحياة في أبين قال بن دغر "إن الدولة لن تسمح بأن يكون هناك أي ارهابي يسفك الدم ويزعزع سكينة المواطنين وسيتم محاربة كل التنظيمات الارهابية وسنطارد عناصرها أينما وجدت، وأن أبين محافظة مناضلة ومعطاءة، وفخامة رئيس الجمهورية يوليها اهتماماً كبيرا لما تمثله من أهمية استراتيجية ومكانة تاريخية".
وأضاف قائلا "ونحن اليوم نقف إلى جانب فخامة الرئيس ونواصل النضال وللوصول نحو تحقيق الأهداف المشتركة، سوف نعيد البناء وإعمار ما دمرته حرب ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".
فقد نجحت زيارة دولة رئيس الوزراء بوضع الحجر الاساسي ذات الأبعاد الثلاثة في بناء الدولة اليمنية الحديثة باهتمامه بمحافظة أبين أرض وانساناً، والتي تعد الأهمية العسكرية والاقتصادية للدولة، فالاهتمام بالجيش العسكري لا يقل أهمية عن الاهتمام بثروات اقتصادية ترفد ميزانية الدولة بالسيولة النقدية التي تساعد بدفع عجلة التنمية وإنعاش الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل كقوة عاملة تساعد في الاقتصاد الوطني.
فبتوجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لقيادة الحكومة المتمثلة بدولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، تمضي الحكومة وبخطى واثقة بالوطن والمواطن إلى بر الأمان وتوفير الحياة المعيشية التي يحتاجها.