يهتفون : "مقتدى عدو الله".. الناصرية ومدن جنوب العراق تنفجر ضد الزعيم الشيعي التابع لإيران "الصدر"
الأحد 29 نوفمبر 2020 الساعة 16:42

تحدى متظاهرون مناهضون للحكومة العراقية، السبت، إجراءات الإغلاق والتهديد بالعنف للقيام بتظاهرات في عدة مدن عراقية تخللتها اشتباكات جديدة مع قوات الأمن أودت بحياة أحد المحتجين في الكوت، فيما ردد محتجون في الناصرية شعارات منددة بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. 

وتصاعد التوتر في مدن عراقية عدة، السبت، غداة صدامات بين متظاهرين من نشطاء حركة الاحتجاج التي انطلقت قبل نحو عام، ومؤيدين للصدر.

وكان الصدر وجه دعوة إلى أنصاره إلى التظاهر، الجمعة، لاستعراض قوة تياره السياسية، استجاب لها عشرات الآلاف في بغداد ومدن أخرى.

في مدينة الناصرية في جنوب العراق، اتهم نشطاء مناهضون للحكومة أنصار الصدر بإطلاق النار عليهم وإحراق خيامهم في مكان تجمعهم الرئيسي بساحة الحبوبي في وقت متأخر من الجمعة.

وتحدثت مصادر طبية لفرانس برس عن مقتل سبعة أشخاص حتى صباح السبت، خمسة منهم بطلقات نارية، وإصابة ما لا يقل عن ستين آخرين بجروح.

وخرجت تظاهرة كبيرة من ساحة الحبوبي بعد ظهر السبت تكريما لمن فقدوا حياتهم في أحداث العنف قبل سنة.

وسار المتظاهرون من الساحة إلى جسر الزيتون رافعين توابيت رمزية.

وخلال تشييع رمزي أقيم للضحايا في الناصرية، سار المئات وسط المدينة حاملين نعوشا فارغة مغطاة بالعلم العراقي، وصورا لضحايا الاعتداءات التي وقعت الجمعة، مرددين شعارات منددة بالصدر من بينها "لا إله إلا الله، مقتدى عدو الله".

وتمثل الناصرية معقلا رئيسيا لحركة الاحتجاج ضد الحكومة التي بدأت في أكتوبر 2019. ويتهم المحتجون السلطات بالفساد والعجر والارتهان لإيران.

وأظهرت لقطات مصورة نشرها ناشطون السبت قيام عناصر بزي مدني بإطلاق النار من أسلحة خفيفة على المحتجين في الناصرية خلال مصادمات الجمعة، أمام مرأى ومسمع قوات الأمن العراقية التي لم تحرك ساكنا.

وساد التوتر كذلك مدينة العمارة مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة، فيما جرت أعمال عنف بعد ظهر السبت في مدينة الكوت. وصرح مصدر من الشرطة طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس أن متظاهرا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خلال مناوشات مع قوات الأمن.

وكانت السلطات فرضت فجر السبت قيودا جديدة على الحركة في الكوت. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لإخلاء ساحة الاحتجاج في المدينة وإزالة الخيم منها.

غضب إزاء الكاظمي

وتزامنت أحداث العنف مع ذكرى مرور عام على إحدى أكثر الحوادث دموية منذ بداية حركة الاحتجاج في العراق.

وقتل أكثر من 30 شخصا في أعمال عنف على علاقة بالاحتجاجات في جسر الزيتون بالناصرية في 28 نوفمبر 2019.

وأثارت تلك الحادثة موجة غضب واسعة في العراق وساهمت في دفع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى تقديم استقالته.

ومد رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يده للمتظاهرين، وهو يسعى لتحقيق أحد أهم مطالبهم عبر إقراره انتخابات برلمانية في يونيو 2021.

وستجري الانتخابات وفق قانون جديد. وبدل التصويت على اللوائح سيتم التصويت على الأفراد وفي دوائر انتخابية أضيق. لكن يتوقع غالبية المراقبين تأجيل موعد الاقتراع بضعة أشهر على الأقل.

لكن المحتجين في الناصرية رددوا، السبت، شعارات تعبر عن غضبهم تجاه الكاظمي. ورغم فرض حظر تجول في المدينة مساء الجمعة، تجمع متظاهرون غاضبون في ساحة الحبوبي منذ صباح السبت، وارتفع عددهم خلال اليوم".

وحمل بعضهم لافتة تحمل صورتي الكاظمي وعبد المهدي كتب عليها "وجهان لعملة واحدة".

ودعا المسؤول الصدري السابق في الناصرية أسعد الناصري رئيس الوزراء للتنحي.

وقال الناصري في تغريدة على تويتر "قدم استقالتك يا مصطفى الكاظمي وارحم نفسك واخدم العراق بذلك".

ولم تتواجد الشرطة في ساحة الحبوبي، لكن مصدر أمني قال لفرانس برس إنه جرى نشر قوات أمنية في أطراف المدينة لمنع دخول غير سكان الناصرية.

وأقالت السلطات قائد شرطة محافظة ذي قار التي تمثل الناصرية مركزها، وفتحت تحقيقا في الحوادث وفرضت حظرا للتجول.

لكن لا تعلق آمال كبيرة على التحقيق الرسمي، إذ ما تزال عائلات ضحايا أحداث عنف العام الماضي تطالب بتحقيق العدالة.

متعلقات