روى الحاج محمد عمر شريفي، كبير العائلة التي وقعت ضحية المجزرة جراء قذائف حوثية بالدريهمي في الحديدة، المأساة التي حلت على أسرته المكلومة.
وقال شريفي، في تسجيل مصور نشره الإعلام التابع للقوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، إن الأطفال كانوا يجلسون بوداعة أمام شاشة التلفاز عندما باغتتهم القذيفة الحوثية.
وأضاف شريفي، الذي كانت علامات الحزن الشديد بادية عليه، أن وجود الأطفال والنساء في مساحة متقاربة داخل المنزل تسبب في سقوط هذا العدد من الضحايا.
وأشار إلى أن من بين الجرحى من فقدوا أطرافهم، فيما تعرض آخرون إلى جروح غائرة في أبدانهم وإصابات بالغة في الرأس وأنحاء متفرقة من أجسادهم.
وكان الحاج الطاعن في السن يتحدث في التسجيل الصوتي أثناء تلقي الجرحى للعلاج في المستشفى الجراحي التابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" في المخا.
وتظهر اللقطات أحد الأطباء وهو يمد أنبوب أوكسجين إلى رئة أحد الأطفال والذي يبدو أنه في الشهور الأولى من العمر، فيما كانت بقع من الدم واضحة على أرضية الغرفة.
وتوفي تسعة وأصيب ستة آخرون، من النساء والأطفال، وجميعهم من عائلة واحدة، في قذيفة أطلقتها ميليشيا الحوثي، الأحد، على منزل في القازة بالدريهمي، ما يعد من أكثر الهجمات دموية بحق المدنيين.
وكانت الأمم المتحدة وصفت هذه المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية والتي راح ضحيتها 14 مدنياً، جميعهم من النساء والأطفال، بأنه "هجوم مروع وخرق واضح للقانون الإنساني الدولي".
ولا يزال المصابون بالجروح الخطرة داخل مستشفى "أطباء بلا حدود" وهم يواجهون الموت جراء انتشار شظايا المقذوفات القاتلة في أجسادهم.
وطالبت الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بإدانة هذه الجريمة البشعة، واعتبرتها خرقا صارخا لكافة المبادئ والقوانين الإنسانية والدولية، وامتدادا للانتهاكات العديدة التي تنتهجها هذه الميليشيات بحق المدنيين الأبرياء في كل أرجاء اليمن، وتمثل استمراراً لانتهاكها لمقتضيات اتفاق الحديدة.
وأشارت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إلى أن "هذه الجريمة البشعة تظهر النوايا الحقيقية لهذه الجماعة الإرهابية التي لا تلتزم بأي اتفاقيات ولا تحترم أي أعراف إنسانية أو قوانين دولية".
وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووضع حد لاستمرار هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية.