تحويل العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانيًا، إلى شبه مدينة فارسية ثقافةً، وطابعًا، وحياة، وتغيير معالم واسماء شوارع وقاعات هو ما تعمل عليه الميليشيا التابعة لإيران منذ انقلابها على الدولة، وتريد اليوم فرضه واقعًا، في تنفيذ مباشر للأجندة الإيرانية التي تتعامل معهم بتعال وتحقير؛ بالرغم من كونها تهدف إلى تحويل اليمن، إلى حديقة خلفية لمشروع تدميري قذر.
وهي تظهر التبعية الذليلة والخضوع المهين بوضوح أكثر مع المظاهر التي أرادت الميليشيا إضفائها على المشهد العام في العاصمة صنعاء، من خلال ترديد صرخة الولاء لإيران، أو حفل تخريج دفعة طلابية في جامعة صنعاء، في اللغة الفارسية، ناهيك عن التغيير المستمر للمسميات، سواء في المدارس أو مختلف المؤسسات بأسماء طائفية.
مع ذلك نجد المواطن في صنعاء، يقاوم ذلك على مضض وفي إصرار أيضاً، متحدياً إجراءات المليشيا، بدا ذلك في الأغاني الوطنية التي يرددها طلاب الجامعات رفضاً لتغيير الهوية الوطنية، بصورة مدهشة، مما جعل المليشيا تبدو مصرة على إضفاء الثقافة الخمينية المتشددة وفرضها بالقوة في التجمعات وفي المدارس والجامعات تحت ذريعة منع الاختلاط والفصل بين الجنسين، وهو توجه يتوافق مع الجماعات المتشددة التي تفرض أفكارها بالقوة مثل تنظيمي القاعدة وداعش.
الفوضى التي أحدثتها المليشيا المتمردة في صنعاء وغيرها من المحافظات، والهزائم المتتالية التي تتلقاها في جبهات القتال على يد أبطال الجيش والمقاومة، إضافة إلى بروز الصراع داخل أجنحتها دفع النظام الإيراني إلى تعزيز وجوده أكثر خوفاً من ذلك ومن ثورة شعبية كامنة، قد تدمر كل أحلامه وتقضي عليها، فعملت على تهريب أحد مجرميها إلى عاصمة اليمنيين المختطفة، تحت مسمى سفير حسب زعمها، وما هو إلا قائدًا عسكريًا في ما يسمى بـ"فيلق القدس" أحد أجنحة الحرس الثوري الإيراني، والذي بدأ القضاء العسكري في محاكمته، كونه مجرم حرب.
إيرلو، ومنذ وصوله إلى صنعاء، لا صفة له غير أنه "الحاكم الفعلي أو العسكري" الذي تقدم له المليشيا المتمردة، العميلة وبشكل يومي تقارير وملخصات يومية حول كل التطورات والخلافات التي تعصف بها، وهو ما يحاوله احتواءه وتأجيل ما يمكن تأجيله.
ليس ذلك فقط فالمجرم الإيراني في صنعاء يعقد اجتماعات يومية مع القيادات الحوثية في الجانب العسكري، وسير عمل حكومة المليشيا غير المعترف بها دوليًا، ظناً من المليشيا بأنه المنقذ إلاّ أن لليمنيين شأناً آخر معهما معاً، ومع خطههما التي باتت مكشوفة، وأنها مجرد أي المليشيا الحوثية، مجرد ورم سرطاني قرر الجيش ومن معهم من الأحرار إزالته، وسيكون ذلك قريباً.