كشف تقرير قدمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن العلاقة قبل أيام بين مليشيات الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، مثل الإفراج عن 252 من الإرهابيين الذين كانوا مسجونين في صنعاء ومحافظات أخرى، والإفراج عن أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأميركية (يو أس أس كول).
وأوضح كيف تقوم هذه الميليشيات بتوظيف علاقتها "الوطيدة" مع التنظيمات الإرهابية لممارسة المزيد من الإرهاب ضد أبناء الشعب اليمني.
كما فضح التقرير المبني على معلومات وحقائق استخباراتية، العلاقة بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي اتسمت بالتعاون في مجالات مختلفة من بينها التعاون الأمني والاستخباراتي، وتوفير ملاذ آمن للعديد من أفراد هذه التنظيمات الإرهابية، وتنسيق العمليات القتالية في مواجهة قوات الشرعية، إضافة إلى تمكين عناصر التنظيمات الإرهابية من تشييد وتحصين معاقلها والامتناع عن الدخول في مواجهات حقيقية معها.
الحوثي يفرج عن إرهابيينوأوضح كيف قامت ميليشيا الحوثي بالإفراج عن 252 سجيناً إرهابياً في سجون جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في صنعاء ومحافظات أخرى، وأبرزهم جمال محمد البدوي أحد أبرز العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأميركية (يو أس أس كول) والذي أفرجت عنه ميليشيات الحوثي عام 2018.
فعلى صعيد التنسيق الأمني بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية، أوضحت المعلومات والتقارير المتوفرة بأن ميليشيا الحوثي نفذت عدداً من العمليات الصورية المتفق عليها مع هذه التنظيمات ولم تقم بأي عمليات عسكرية حقيقية ضدها.
كذلك قامت بعقد تفاهمات ميدانية مع العناصر الإرهابية التي تقوم بالانسحاب من مناطقها وتسليمها للحوثيين حتى تتمكن من الالتفاف على الجيش الوطني أو محاصرته (كما حصل في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء)، وفي مقابل ذلك التعاون تقوم الميليشيات الحوثية بإطلاق سراح عدد من الإرهابيين.
إلى ذلك، عرض التقرير كيفية توفير ميليشيا الحوثي الملاذ الآمن لعناصر القاعدة الإرهابية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، خصوصاً تلك العناصر التي فرت من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وأفاد بأن 55 من إرهابيي القاعدة يتواجدون في صنعاء والمحافظات الأخرى التي تقع تحت سيطرتها، أبرزهم المدعو عوض جاسم مبارك بارفعة المكنى (أبي بكر) و(بكري) الذي أقام في العاصمة صنعاء من العام 2017 حتى العام 2020، وكذلك الإرهابي هشام باوزير واسمه المستعار (طارق الحضرمي) الذي سكن في منطقة شعوب بأمانة العاصمة صنعاء.
كما وثق شهادات عناصر من تنظيم القاعدة الذين تم أسرهم من قبل الجيش الوطني وهم يقاتلون في صفوف الميليشيات ومنهم المدعو موسى ناصر الملحاني الذي اعترف بوجود مقاتلين من التنظيم مع الميليشيا، واعتمادها على عناصر تنظيم القاعدة المقيمين في صنعاء بإدارة مقرات تابعة لها لتحشيد المقاتلين.
كذلك، كشف إقامة الحوثي جنازة للارهابيين الداعشيين سعيد عبدالله احمد الخبراني المكنى (أبو هايل) وحميد عبدالله أحمد الخبراني المكنى (أبو نواف) اللذان لقيا مصرعهما وهما يقاتلان في صفوف الميليشيات في منتصف آب/أغسطس 2020، وبثت قناة المسيرة التابعة للميليشيا الحوثية مراسيم تشييعهما.
أدوار متبادلةوشدد التقرير على التنسيق بين الميليشيا والتنظيمات الإرهابية مثل تبادل الأدوار المهددة لأمن واستقرار ووحدة اليمن ومحيطها العربي والإقليمي، وخطوط الملاحة الدولية، مؤكداً أن هذا الأمر يحتم على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته ويقف ضد الإرهاب الذي تمارسه هذه الميليشيات وأن يدعم جهود الحكومة الشرعية والجيش الوطني لحسم معركتهما ضد الإرهاب المنظم بكافة صوره والذي تمارسه هذه الميليشيات الحوثية في حق اليمنيين بمختلف فئاتهم.
وفي الختام، طلب الحكومة اليمنية الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن بموجب رسالة مؤرخة في 30 آذار/مارس 2021، بأهمية تبني تصنيف ميليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب، جراء ممارستها للإرهاب واتخاذه وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية التي تخدم أجندة النظام الإيراني.